ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية الاربعاء أن 367 امرأة فقط في فرنسا يرتدين النقاب مقوضة بذلك موقف الساسة الذين يطالبون بحظر ارتدائه، وتدرس لجنة برلمانية ما اذا كان عدد مرتديات النقاب في ازدياد ولماذا، ومن المتوقع ان تعلن في الاشهر القادمة ما اذا كانت تؤيد حظر النقاب في الاماكن العامة كما يدعو بعض الساسة. كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال إن النقاب ليس موضع ترحيب في فرنسا لكنه لم يبلغ حد تأييد حظره. وقالت الصحيفة إنه ينبغي اسقاط فكرة الحظر في ضوء ضالة عدد النساء المعنيات، واضافت في مقال افتتاحي "هل نحن بحاجة الى اصدار تشريع من أجل ما يقل عن 400 شخص.. ان نشرع استثناء.. نظرا للاخطار بما في ذلك وصم الاسلام الاجابة هي لا". وفي فرنسا شبه اجماع على معارضة النقاب واعتباره انتهاكا لحقوق المرأة، لكن الخلاف شديد بشأن مدى حكمة اصدار تشريع بحظره. وقالت لوموند انها اطلعت على تقريرين لهيئتين مختلفتين معنيتين بالمخابرات الداخلية ووجدت كلتاهما انه لا يرتدي النقاب الا اقلية ضئيلة من المسلمات، وذكر احد التقريرين أن 367 امرأة فقط يرتدين النقاب في فرنسا كلها، وفي فرنسا اكبر عدد من المسلمين في دولة اوروبية منفردة ويقدر عددهم بها بخمسة ملايين نسمة. ولا تتاح في فرنسا عادة احصاءات بشأن عدد مرتديات النقاب اذ تشعر بالقلق بخصوص عمليات المسح الميداني لممارسات الناس الدينية بسبب رغبتها في الحفاظ على مبدأ المساواة، ونتيجة لهذا نُقشت قضية الحجاب حتى الان بكثير من الانفعال وقليل من الادلة المحددة. ويقول منتقدو الحظر ان من شأنه وصم الاسلام ووضع المسلمين المعتدلين في موقف دفاعي يضطرهم للدفاع عن النقاب كرمز لدينهم برغم انهم قد لا يفضلون هم انفسهم وضعه. ويوحي تقريرا المخابرات اللذان استشهدت بهما لوموند بأن واقع النساء اللاتي يغطين وجوههن في فرنسا وأسبابهن لذلك أمر يختلف كثيرا عما يصفه الساسة. ويقول التقريران ان معظم مرتديات النقاب دون الثلاثين ويرتدينه كتعبير سياسي، فهن يشعرن بالغضب مما يعتبرنه انتشارا واسع النطاق للمشاعر المناهضة للاسلام ومن ثم يردن تحدي المجتمع وفي بعض الحالات أسرهن ايضا. وقالت الصحيفة نقلا عن التقريرين ان معتنقات الاسلام من الفرنسيات يمثلن زهاء ربع مرتديات النقاب، ويقول التقريران ان الاغلبية العظمى من المسلمين في فرنسا يرفضون النقاب ويعتبرون من يدافعون عنه اصوليين. ويعيد النقاش بشأن النقاب الى الاذهان الجدال الذي استمر قرابة عقد في فرنسا بشان ارتداء الحجاب في المدارس، وفي النهاية صدر قانون في عام 2004 يحظر وضع الرموز الدينية في المدارس العامة.