اهتمت الصحف الألمانيه بمتابعة تدعيات مقتل الدكتورة مروه الشربينى , فتحت عنوان "مروة الشربينى , حادثة مثل نزاع الصور المسيئة? " كتب اندرياس ديرينباخ بصحيفة "تاجز شبيجل" تعليقه , حيث ذكر أنه ورغم انقضاء حوالى ثلاثة أسابيع من حادثة الفقيدة مروة الشربينى فى محكمة دريسدن , مازالت ردود فعل الحكومة الألمانية الرسمية حولها تثير التساؤل , فيما يختلف ذلك عن مصر التى مازال فيها آلاف يتابعون مثواها الأخير. وأشار إلى أن الاحتجاجات لم تتوقف , ولم تقتصر على الحدود المصرية , ففى يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة حدثت احتجاجات فى أسطنبول ضد القنصلية الألمانية هناك. وتساءل الكاتب "هل يمكن لهذه الحادثة أن تسىء للمناخ العام بين الاسلام والغرب مثلما حدث بعد نشر الصور المسيئة للرسول الكريم? وكان فيرنر كوستر استاذ العلاقات الثقافية بجامعة ديسبورج قد تابع من قبل أزمة الرسوم المسيئة , وأكد أنه يصعب تقدير الأمر بالنسبة لحادثة مروة الشربينى , وما إذا كان يمكن أن تصبح مثيرة لمثل النزاع الحادث فى الماضي". أما سيجفريد ياجر مدير معهد ديسبورج للغات والابحاث الاجتماعية , فقد أقر بوجود عنصرية فى ألمانيا فى أعماق الكثيرين , تظهر فى مواقف مثلما تبدو ضد مقدمى طلبات اللجوء , وأيضا فى تقارير واضحة عن ظاهرة العداء للاجانب , وأيضا فإن مقتل مروة الشربينى ذو دلالة واضحة على أن دافعها عنصرى ترجع إلى تراكمات من سلسلة العداء للاجانب. وقال سيجفريد ياجر مدير معهد ديسبورج للغات والابحاث الاجتماعية إن الحادثة ليست ظاهرة فردية ضد الاسلام , رغم تأكيدات البعض على ذلك , ولذلك فيجب العمل على إنهاء ذلك إذا ما وجدت الرغبة فى نجاح عملية الاندماج التى تواجه كافة العقبات فى ظل وجود العنصرية التى تقف حائلا أمام أى قمة للاندماج أو مؤتمرات الاسلام , وقد فشلت وسائل الاعلام والسياسة على مدار عشرين عاما الأخيرة فى التغلب على ذلك . وأضاف أنه رغم محاولات المبالغة وتصعيد الحادثة واستغلالها سياسيا ودينيا , إلا أن الإحباط من موقف الحكومة الالمانية كان مسببا , وخاصة لأن كثير من العرب يكنون التقدير والاحترام للحكومة الألمانية. أما صحيفة فرانكفورتر روند شاو فقد نشرت مقالا للدكتور طارق عبد الباري أستاذ تاريخ الأدب الألماني والمشرف العام علي المركز الثقافي المصري - الألماني بالقاهرة , عن مقتل مروه الشربينى يطرح فيها أسئلة ثلاثة : لماذا لم تعتذر المستشارة الألمانية رسميا حتي الآن عن مقتل الشابة مروه الشربيني? , ولماذا لم تخرج جماهير الطبقة الوسطي في ألمانيا في مظاهرات حاشدة للتنديد بما حدث وإعلان سخطهم للعالم ليبرئوا أنفسهم ومجتعهم منه لاسيما وأن الجريمة تراجيدية ومدهشة وصادمة بمعني الكلمة. والسؤال الأخير~:~ لماذا تناول الإعلام الألماني الواقعة بهدوء بارد وكأن الجريمة قد وقعت في إحدي جزر المحيط الهندي , وليس في ألمانيا?. واستطرد الكاتب بقوله : إن الألمان الذي تحدث معهم لا يجدون تبريرا مقنعا لموقف الحكومة الألمانية ولكنهم يعلمون أن الطبقة الوسطي الألمانية هي الأخري ضحية المفاهيم المسبقة عن الحجاب ,~ فبينما يرمز الحجاب لدينا للتدين يرمز لديهم للتخلف وعدم انتماء من يرتديه لعالم اليوم وقيم المدنية والحضارة الحديثة ولهذا فهم لم يستطيعوا التوحد مع قضية السيدة مروه الشربيني ولم يدركوا انها تنتمي إليهم لا قبل موتها ولا بعده , لمجرد أنها محجبة. وأضاف أن الإعلام الألماني كأي إعلام في العالم تحركه المصالح السياسية والاقتصادية وله أولوياته التي لا تتقدمها المصالح العربية والإسلامية بالتأكيد ولا يستطيع الانسان أن يتعاطف مع من لا يعرف ولا مع ما لا يفهم وعندئذ يحدث الشلل والانفصال عن الواقع الانساني الذي يؤخر ردود الأفعال أحيانا مؤقتا وأحيانا إلي الأبد. وقال الدكتور طارق عبد الباري أستاذ تاريخ الأدب الألماني والمشرف العام علي المركز الثقافي المصري - الألماني بالقاهرة , في مقاله , إن الأمر لايختلف كثيرا معنا فقد جاء هذا الحادث ليتعارض مع تصورنا المسبق عن ألمانيا التي ليس لها عندنا سوي صورتان :~ الأولى أنها مثالية وعادلة وجادة وأنها بلد الانضباط والنظام ولهذا جاء الغضب مختلفا , جاء مشوبا بالاحباط. وعندما نحبط من الصورة الأولي نلجأ بشكل تلقائي للصورة الثانية~:~ ألمانيا النازية~.~ وهنا تضيع حقيقة مهمة وهي أن مروة حينما ماتت علي أرض ألمانية تألمت نفس الألم الذي كانت ستتألمه أي أم ألمانية في مكانها. واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على ضرورة "الحاجة إلى تعاون داخل ألمانيا نفسها لنساعد العرب والمسلمين الذين يعيشون هناك علي الاندماج بالمجتمع حتي يعرفهم الناس وإلي تفعيل دور العمل الثقافي العربي - هناك - على نحو إيجابي وحقيقي , وأن السياسة العامة لألمانيا في حاجة لأن تتعلم من السياسة الخارجية والثقافية لها , وأن الألماني في حاجة لأن يعرف الكثير عن حجم استثمارات وصورة بلاده المشرقة في بلاد العرب والمسلمين. وتابع .. لتسمح لي السيدة أنجيلا ميركل بكلمة في أذنها ~:~ تصرفي بحجم ألمانيا لا بحجم اللحظة الراهنة والمخططات الانتخابية . إن قتل إمرأة ب18 طعنة في 20 ثانية بلا أي ذنب وهي تحمل طفلها علي كتفها في قلب محكمة ألمانية وسقوطها فوقه مضرجة في دمائها وزوجها علي الأرض بجوارها مصابا برصاص ضابط شرطة ألماني والطفل يصرخ بين أحضانها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.. لهو أمر يستوجب الاعتذار.. صدقيني..هذا هو الشيء الحقيقي.