د/ عمرو عبد السميع: مساء الخير وأهلا بكم في حالة حوار ، في 30 يناير الفائت انتُخب رئيس تحالف إعادة تحرير الصومال شيخ شريف شيخ أحمد رئيساً للبلاد وسط حفاوة إقليمية ودولية بعودة الاستقرار من جديد إلى هذا البلد وذلك بعد الإطاحة بالرئيس سياد بري عام 1991 يعني لأول مره من سنة 91 يعود الاستقرار العالم كله سِعد بهذا التطور باعتبار أنه يحقق أخيرا السلام في منطقة القرن الإفريقي وبعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها بعد 18 سنة بالتمام والكمال ، ولكن ذلك الوضع لم يستمر إذ انقلب حلفاء شيخ شريف شيخ أحمد ليتحولوا متمردين وأعداء سواء في منظمة المحاكم الإسلامية أو في منظمة حركة شباب المجاهدين المنشقة عنه مما دفع رئيس البلاد إلى إعلان حالة الطوارئ وطلب تدخل دول الجوار الصومالي العسكري والأمني لحفظ الاستقرار في البلاد ,هل يستطيع النظام الصومالي أن يصمد في مواجهة تلك التحديات ؟ ثم إلى ما تؤدي هذه التداعيات جميعا فيما يتعلق بأمن القرن الإفريقي والأمن القومي المصري ؟ أسئلة تبدو بسيطة لكن إجاباتها جد صعبة ومعقدة ..... ونحن لها فاصل د/ عمرو عبد السميع: أسمحوا لي أولا أن أرحب بضيوفي وضيوفكم السفير أحمد حجاج الأمين العام للجمعية الإفريقية بالقاهرة ، اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي ، الأستاذ عبد الله حسن سفير جمهورية الصومال بالقاهرة ، الدكتور يوسف علي عضو البرلمان الصومالي إلى مصر وأرحب بضيوفي في الأستوديو الأستاذ هاني رسلان رئيس تحرير التقرير الاستراتيجي العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية ، الأستاذة أسماء الحسيني خبيرة الشئون الإفريقية بجريدة الأهرام ، الأستاذ خالد محمود الخبير الاستراتيجي بجريدة الدستور وأبنائي وبناتي شابات وشباب مصر وأهلا وسهلا بكم , سعادة السفير إحنا محتاجين من حضرتك في البداية خلفية تاريخية عن ما يجري في الصومال الآن وعن أطراف هذا الصراع المحتدم الذي نتابع فصوله ووقائعه في كل يوم السفير/ أحمد حجاج - الأمين العام للجمعية الإفريقية بالقاهرة: الصومال بلد كبير متراي الأطراف له أكبر شواطئ بالقارة الإفريقية يتكون الآن من جمهورية الصومال وكانت تسمى بجمهورية أرض الصومال وكانت دولة موحده عند الاستقلال طواعية الصوماليون يعتقدون أن هناك أراضي صومالية كثيرة اقتُطعت منهم وضُمت إلى دول مجاورة سواء من بريطانيا أو إيطاليا ، المشكلة الصومالية الحالية بدأت منذ حالي عقدين بعد انهيار نظام الحُكم في مقديشيو وهناك اقتتال كثير بين الفصائل الصومالية وللأسف أنا ممكن أن أقول أن الصوماليين يتكونون من قبيلة واحده ولكن الصوماليين ينقسمون إلى عشائر وأفخاذ وهُم الذين يقومون بالاقتتال وهناك تدخلات كبيرة جدا من دول الجوار ومن خارج القارة الإفريقية د/ عمرو عبد السميع: أطراف النزاع المباشر في الصومال مَن هم ؟ السفير/ أحمد حجاج: أطراف النزاع اليوم كانوا حلفاء بالأمس كانوا يشكلون ما يسمى بالمحاكم الإسلامية حتى دخلت القوات الأثيوبية والتجئوا إلى بعض الدول المجاورة ، تكونت الحكومة الانتقالية الصومالية مقرها مقديشيو هناك دول تدعم المعارضة الذين شباب أو أحزاب أخرى د/ عمرو عبد السميع: شباب المجاهدين؟ السفير/ أحمد حجاج: شباب المجاهدين تأتيهم مساعدات من بعض الدول المجاورة ومن خارج أفريقيا كما قلت أهداف المعارضة غير معروفة يقولون أنهم يريدون تطبيق شريعة الإسلام بالرغم من أن رئيس الحكومة الانتقالية يقر بتطبيق الشريعة وأصدر قرار بذلك فالخلافات أيدلوجيه وليست لها صلة بالدينية والدين براء من هذه الخلافات د/ عمرو عبد السميع: توقع حضرتك بما سوف تسفر عنه الصدامات بين الطرفين إيه؟ السفير/ أحمد حجاج:سيكون للأسف مزيد من القتل الصومال يعيش منذ عدة شهور في مسلسل من القتل والاغتيالات لرموز الحكومة الصومالية حتى لأعضاء البرلمان والذي يُقتل أكبر عدد هم السكان الأبرياء في مقديشيو وغير مقديشيو د/ عمرو عبد السميع: حضرتك في جريدة الرأي الأردنية تكلمت عن هذا النزاع الصومالي وقلت أنه بفرض التحرك الدولي والإقليمي الآن حالا فورا لاحتواء هذا الصدام فإن المسألة سوف تستغرق عقداً من الزمان ، هذا التحرك الإقليمي أو الدولي لا يحدث فهسيتغرق أد إيه السفير/ أحمد حجاج:حصل هذا التحرك الإقليمي من قَبل والأمم المتحدة تدخلت وأرسلت قوات كبيرة حتى الولاياتالمتحدة أرسلت قوات تعرضت لخسائر فسحبتها الولاياتالمتحدة ، المجتمع الدولي ينشغل بالصومال وفترة من الفترات يريد أن يقول الصوماليين يقتتلون من أنفسهم لماذا نشغل أنفسنا كثيرا بشئون الصومال هناك مشاكل أخرى تحتاج المزيد فهنا يكمن الحل فالصوماليين يجب أن يجتمعوا على كلمة سواء هذا كلام قد يكون سهل قولة وتطبيقه من الصعب لن هناك جهات كثيرة تعمل على – زيي ما بيقولوا كده كل ما الطبخة تستوي يجي واحد من بره أو جهة معينة تحاول د/ عمرو عبد السميع: ما تسمي لنا هذه الجهات؟ السفير/ أحمد حجاج:جهات بعض الدول المجاورة د/ عمرو عبد السميع: زى ؟ السفير/ أحمد حجاج: هناك اتهامات كثيرة لاريتريا بأنها تساعد حركات المعارضة بالأسلحة والخبرات العسكرية ، هناك اتهامات كثيرة للقاعدة بأنها تريد أن تجعل من الصومال قاعدة لشن عمليات إرهابية ليس فقط داخل الصومال ولكن لدول مجاورة ودول بعيدة عن الصومال نفسه لا ننسى إن نسف السفارتين الأمريكيتين في دار السلام ونيروبي جاء د/ عمرو عبد السميع: عام 1998 السفير/ أحمد حجاج:جاء بقواعد كانت موجودة في الصومال واستغلوا عدم وجود حكومة مركزية قوية تسيطر على إقليم الصومال وهناك أيضا ظهر موضوع القراصنة الذين يذهبون من منطقة بونتلاند .. منطقة بونتلاند بالمناسبة كان لها صلة مع قدماء المصريين د/ عمرو عبد السميع: طبعا بلاد بونت اللي زارت ملكة بونت مصر في عهد الملكة حتشبسوت .. سيادة اللوا سامح حينما نتعرض إلى حلفاء الأمس الذين أصبحوا أعداء اليوم الصومال سواء في المحاكم الشرعية أو في حركة شباب المجاهدين هذا الجناح الذي يقوده طاهر عمر ويس في أسمرة وذلك لمواجهة النظام الحالي كل هذه الفصائل الصومالية بتطرح عدد من الأسئلة أولا قدرتها التسليحيه إيه قدرتها التنظيمية إيه قدرتها على الاستمرار في مواجهة النظام إيه اللواء/ سامح سيف اليزل - الخبير الأمني والاستراتيجي: لابد إن إحنا نوضح أولا إتحاد المحاكم الإسلامية كان يرأسه الرئيس الحالي الشيخ شريف شيخ أحمد ولكن هذا الإتحاد هو إسلامي معتدل إلا أنه فيه فصيلين منه - هذا الإتحاد عبارة عن 11 فصيل 11 محكمة – متطرفين أو نقدر نقول عليهم غير محايدين إسلاميا أو على الأقل أو ليسوا على وتيرة مُجمل النظام في الصومال ، الفصيلين دول لما بدأ الصراع داخل الصومال وجدوا مَن يساعدهم من الخارج وجدوا أولا أن القاعدة وجدت لها ملاذ القاعدة هناك كثير من الضغوط عليها د/ عمرو عبد السميع: في عدد من التقارير الأمريكية منها تقارير ل CNN بتتكلم عن إن القاعدة نقلت مقر العمليات بتعاها كاملا إلى الصومال اللواء/ سامح سيف: الصومال واليمن إحنا لما حنيجي نشوف الخريطة حنجد أن القاعدة بتهدف إلى شيء هام جدا استراتيجي وهو في منتهى الخطورة وهو التواجد في منطقة باب المندب منطقة المدخل والمخرج والمنفذ إلى البحر الأحمر اللي جاي من الشمال إلى الجنوب هو المخرج واللي جاي من الجنوب إلى الشمال هو المدخل وبالتالي تواجد القاعدة بقوة كبيرة في الصومال وأيضا في اليمن نجد أن هناك تهديد شديد على أمن البحر الأحمر