أطلقت أعيرة نارية قرب القصر الرئاسي في هندوراس حيث اندلعت احتجاجات بعد أن أطاح الجيش بالرئيس اليساري مانويل زيلايا ونفاه الاحد في أول انقلاب عسكري في أمريكا الوسطى منذ الحرب الباردة. وأقام مئات المحتجين المؤيدين لزيلايا وكان بعضهم ملثما ويمسك بهراوات حواجز على الطرق في وسط العاصمة تيجوسيجالبا وأغلقوا الطرق المؤدية الى قصر الرئاسة. وفي نيكاراجوا المجاورة تجمع في العاصمة ماناجوا زعماء يساريون من المنطقة بقيادة الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز حليف زيلايا وأجروا محادثات بشأن هذه الازمة. وأدان تشافيز بشدة الانقلاب وأعلن استنفار جيشه تحسبا لاي تحرك من قوات هندوراس ضد سفارة فنزويلا أو بعثتها هناك. وقال تشافيز انه سيبذل قصارى جهده لاحباط الانقلاب. وأضاف أنه في حالة مقتل السفير الفنزويلي أو دخول قوات هندوراس السفارة "سوف يتعين علينا القيام بعمل عسكري" مضيفا "لقد وضعت قوات فنزويلا المسلحة في حالة استنفار." وهدد تشافيز في الماضي بالقيام بعمل عسكري في المنطقة لكنه لم ينفذ تهديده قط. وأطيح بزيلايا الذي تولى الرئاسة عام 2006 في انقلاب وقع بعد فجر الاحد بعد ان اثار قلق السلطة القضائية والبرلمان والجيش بسعيه لاجراء تعديلات دستورية كان من شأنها ان تسمح للرئيس بالسعي لاعادة انتخابه بعد انتهاء فترته الرئاسية التي تستمر اربع سنوات. وعين الكونجرس روبرتو ميتشيليتي رئيسا مؤقتا للبلاد. وأعلن ميتشيليتي حظر التجول مساء الاحد والاثنين. وقالت المحكمة العليا في هندوراس انها طلبت من الجيش اسقاط زيلايا. فى حين أبدت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما والاتحاد الاوروبي وسلسلة من الحكومات الاجنبية ايضا تأييدها لزيلايا الذي اخذه جنود من مقر اقامته ونقلوه بطائرة الى كوستاريكا. وأدانت الولاياتالمتحدة وحكومات اجنبية اخرى الانقلاب. ودعا اوباما الى الهدوء. وفي وقت لاحق قال مسؤول كبير بالادارة الامريكية ان ادارة اوباما لا تعترف الا بزيلايا رئيسا لهندوراس. وقال اوباما في بيان ان "أي توترات ونزاعات قائمة لابد أن تحل بصورة سلمية من خلال الحوار بعيدا عن أي تدخل خارجي." وطالبت منظمة الدول الامريكية بعودة زيلايا فورا وبلا شروط. وكانت هندوراس الدولة الفقيرة بامريكا الوسطى التي تصدر البن والمنسوجات والموز ويبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة مستقرة سياسيا منذ نهاية الحكم العسكري في اوائل الثمانينات. لكن زيلايا حول البلاد نحو اليسار بشكل اكبر منذ توليه الحكم واقام تحالفا وثيقا مع تشافيز ليثير قلق الجيش والصفوة الغنية المحافظة. وحاول زيلايا عزل قائد الجيش الجنرال روميو فاسكويز الاسبوع الماضي في خلاف بشأن محاولة الرئيس تنظيم استفتاء غير رسمي الاحد بشأن تمديد فترة رئاسته التي تستمر أربعة أعوام. وتولى زيلايا السلطة في عام 2006 وكان من المقرر ان يترك السلطة في اوائل 2010 وفقا للدستور بوضعه الحالي. وتسببت الازمة الاقتصادية العالمية في الحد من النمو في هندوراس التي تعتمد بشكل كبير على تحويلات العاملين في الخارج. وأوضحت استطلاعات للرأي في الاونة الاخيرة ان التأييد الشعبي لزيلايا هبط الى مستوى متدن بلغ 30 في المئة. وتولى الجيش الحراسة خارج مبنى البرلمان في الوقت الذي انتخب فيه النواب بالاجماع ميتشيليتي عضو الحزب الليبرالي الذي ينتمي له زيلايا رئيسا مؤقتا للبلاد الى ما بعد اجراء الانتخابات في نوفمبر تشرين الثاني. وكانت هندوراس حليفا وثيقا للولايات المتحدة في الثمانينات عندما كانت واشنطن تساعد حكومات امريكا الوسطى على قتال متمردين ماركسيين.