"يوسف الزق" أصغر أسير داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، فهو طفل فلسطيني لم يتجاوز عمره عامين. "يوسف" ولد في 17 يناير/ كانون الثاني 2008 في سجن "هشارون" الذي يضم 42 أسيرة فلسطينية، بينهم والدة "يوسف الأسيرة "فاطمة يونس الزق" – البالغة من العمر 40 عاما - والتي اعتقلت في 20 مايو/ أيار 2007 على معبر "بيت حانون"، عندما كانت برفقة ابنة أخيها في طريقها عبر المعبر في رحلة علاجية إلى مستشفيات إسرائيل داخل الخط الأخضر، وكانت حينها حامل في شهرها الثاني. الطفل الأسير "يوسف الزق" أخ لثمانية أطفال لم يروه ولو لمرة واحدة، ولم يتعرفوا عليه إلا من خلال الصور. كذلك والده "أبو محمود الزق" حيث لم يلتق بابنه الطفل الأسير "يوسف" ولا بزوجته الأسيرة "فاطمة" منذ اعتقالها ولو لمرة واحدة، وحتى الاتصال الهاتفي لم يسمح له إلا 3 مرات منذ الاعتقال أي بمعدل مرة واحدة كل 7 شهور. "يوسف" يعاني من ظروف قاسية داخل الغرفة المكتظة بالأسيرات – 12 أسيرة على الأقل في الغرفة الواحدة – في سجن "هشارون" السيئ خاصة من الجانب الصحي، حيث سبق وتعرض الطفل الرضيع لأزمة صحية، وتعدت درجة حرارته 40 درجة، بينما رفضت إدارة السجن إخراجه للعلاج، ما عرض حياته للخطر، وبعد عدة أيام وبعد ضغط، سمح مدير السجن بعلاجه. ومن "هشارون" السيئ ينتقل "يوسف" ومن معه من الأسرى سجن أسوأ حالا، حيث تعاني مرافقه من القدم والرطوبة والعفن حتى أن مياه الشرب صفراء غير نظيفة، مايعرض الأسرى للإصابة بأمراض عديدة، وهو سجن "الدامون" الذي بمنطقة "الكرمل" في "حيفا". وأقيم في عام 1953، وتم إغلاقه في عام 2000 لعدم صلاحية المبنى وكونه يشكل خطرا على حياة الموجودين فيه. "الدامون" كان مستودعا للدخان، وبالتالي روعي في بنائه توفير الرطوبة لحفظ أوراق الدخان. وقد أعيد فتحه في عام 2001 بقرار من الحكومة الإسرائيلية لاحتجاز الأسرى الفلسطينيين مع اندلاع انتفاضة الأقصى وتزايد عدد الأسرى الفلسطينيين. عدد الأطفال الأسرى في سجون إسرائيل تتجاوز 400 طفل أسير يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين المحتجزين فيه نحو 450 اسيرا فلسطينيا موزعين على 3 أقسام قسم منها خاص بالأسرى الأشبال الذين لم تتجاوز أعمارهم 18 عاما. "يوسف" ليس هو الطفل الوحيد الأسير بالسجون الإسرائيلية، بل يتجاوز عدد الأطفال الأسرى 400 طفل من بين 7600 طفل وطفلة اعتقلوا منذ اندلاع انتفاضة الأقصى – وفقا لإحصاء نادي الأسير الفلسطيني – وقد أكدت "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال" أن أعداد الأطفال الفلسطينيين الأسرى تصاعدت بشكل حاد لتصل إلى 423 في نهاية شهر فبراير/ شباط 2009، من بين نحو 9000 أسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فما هو الذنب الذي اقترفه "يوسف" ومن مثله حتى يعانون الأسر والقسوة؟ وأين المجتمع الدولي وقوانين واتفاقيات الطفل كافة من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق هؤلاء الأطفال؟!