شائعة "خلط اللحوم" بمصر تهدد استثمارات ب‏50‏ مليار جنيه

تهدد شائعة خلط اللحوم البلدية بالخنازير في مصر استثمارات بقيمة 50 مليار جنيه وتستوعب أكثر من مليون عامل رغم نفيها من قبل أصحاب المصانع.
وخفضت المصانع انتاجها بنحو 75%، وكثفت الشائعة من استهلاك الأسماك مما ساعد علي ارتفاع أسعارها بنسبة تتراوح بين‏25%‏ و‏35%‏.‏
وأكد الدكتور علاء رضوان رئيس شعبة اللحوم والدواجن والأسماك المستوردة وعضو المجلس التصديري للصناعات الغذائية - في تصريحات لصحيفة الأهرام- ان الشائعة أحدثت ركودا شديدا في تسويق انتاجها وهناك مصانع شبه متوقفة.
ويعمل في مصر- بحسب المصدر- 50‏ مصنعا كبيرا وأكثر من‏ 100‏ مصنع صغير تنتج اللحوم المصنعة كاللانشون والبيف والبسطرمة وتستوعب أكثر من 500‏ ألف عامل‏.‏
وامتدت الضغوط الى صادرات مصنعات اللحوم التي بلغت في 2008 نحو 500‏ مليون جنيه معظمها موجه إلي الدول العربية، حسبما افاد المصدر.
وأوضح المهندس فرج عامر رئيس جمعية مستثمري برج العرب أن أسعار اللحوم المستوردة أرخص من لحوم الخنازير وبالتالي لن يكون هناك اتجاه من الأصل لدي أصحاب المصانع لاستخدام الخنازير في مصنعات اللحوم.
ولحوم الخنازير - وفقا للمصدر- تصيب معدات تصنيع اللحوم بالعطب حيث يجعل خلطة مصنعات اللحوم رخوة ويصعب تماسكها حيث يتكون هذا الخليط من فول الصويا واللحوم المجمدة ونسبة‏ 30 %‏ من المياه التي تضاف للمخلوط وبالتالي فإن معدات تصنيع اللحوم غير مؤهلة لفرم أو تصنيع اللحوم بل هي مصممة لل"مشفاه" المستورد من اللحوم المجمدة‏.
‏وحول مبيعات مصنعات اللحوم، قال عبدالفتاح عبدالحميد صاحب مصنع لإنتاج اللانشون والبيف ان معدل انتاجه اليومي انخفض بنحو 70%‏ وتراكم الانتاج في المخازن مما يضيف عليه أعباء مالية كبيرة علما بأنه يستوعب‏ 700‏ عامل بصفة أساسية بخلاف العمالة المؤقتة.‏
وأضاف أن اللحوم المستخدمة في مصنعات اللحوم عبارة عن لحوم بقرية وجاموسي مستوردة تحت إشراف هيئة الخدمات البيطرية بوزارة الزراعة وان المصانع الشرعية يصعب عليها ان تضحي بسمعتها ومعدلات الانتاج الكبيرة التي حققتها علي مدار سنوات طويلة من التصنيع، وشدد على أن لحوم الخنازير يحظر دخولها من الأصل إلي المصانع حيث توجد لجان دائمة للرقابة والإشراف داخل هذه المصانع‏.
جدير بالذكر أن مصنعات اللحوم يحظر عليها استخدام اللحوم البلدية أو الطازجة بل إن تراخيص إنشاء هذه المصانع ينص صراحة علي استخدام اللحوم المستوردة ولها خاتم بنفسجي يختلف عن الخاتم الأحمر الذي يميز اللحوم البلدية‏.‏
وإمتد الركود الى مبيعات اللحوم البلدية الطازجة، وهو ما أكده محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بغرفة تجارة القاهرة، قائلا ان الشائعات قلصت المبيعات مما عزز الركود الذي بدأ منذ أن وضعت الأزمة العالمية أوزارها نتيجة انخفاض القوة الشرائية لدي شرائح كبيرة من المجتمع‏.‏
وعلى صعيد الاسعار، رفعت انفلوانزا الخنازير أسعار اللحوم المستوردة في مصر بنحو 21 % نتيجة لزيادة الأسعار العالمية للحوم بنسبة 15%‏ علي الأقل مع تراجع الطلب العالمي علي لحوم الخنازير مقابل تصاعد الطلب علي النوعيات الاخرى من اللحوم.
(الدولار يساوي 5.6 جنيهات)