المسابقات الهزلية التي انتشرت في كافة الفضائيات والقنوات المحلية هي لون جديد من الوان الغش والخداع وحلقة من مسلسل الابتزاز للمواطنين بطلها نجم فضائي لامع هو "0900" الذي اكتسب ود الكثير من المواطنين تحت اغراء الثراء السريع فهي مسابقات ساذجة لاتمد المشترك بقيمة علمية ولكن هدفها اخراج مافي الجيوب لتحقيق اعلي الارباح.. الاغرب والاخطر أن هستيريا ال "0900" امتدت الي الجامعات وأصبحت تستخدم في اظهار النتائج كما يحدث في جامعة عين شمس ففي إحدي الدراسات التي أجراها قسم الفنون السمعية والبصرية بالجامعة الامريكية بالقاهرة اكد ان تلك المسابقات حققت ارباحا في عام واحد بلغت 30 مليون دولار وانتهت باتهام القنوات الفضائية بابتزاز الاسرة المصرية. الخبراء اكدوا أنها مسابقات تافهة تسعي لغش البسطاء الذين يقعون في فخاخها وتعكس ظاهرة خطيرة تعصف بالمجتمع لترسخ ثقافة التواكل وتحول الشباب الي قوي معطلة تبحث عن الثراء السريع وتبعد عن الجد والكفاخ.. في حين اكد علماء الدين ان هذه المسابقات محدمة شرعا ولون من الوان التحايل الحديث. المفتش كرومبو في البداية يوضح محمد خليل قويطة عضو مجلس الشعب والمتقدم بطلب احاطة عاجل حول انتشار المسابقات التي تستخدم خاصة ال "0900" مؤكدا انها تشكل خطورة بالغة علي المجتمع وتستنزف جيوب المواطنين مؤكدا ان الارباح التي تحصل عليها تلك الشركات المستخدمة ال "0900" في مسابقاتها المغرضة تكون اضعاف قيمة الجوائز التي تعلن عنها للفائزين مما يعد غشا وتحايلا علنياً علي المواطنين وتحت غطاء القانون ضاربا المثل بمسابقات المفتش كرومبو ومطبخ بدرية والتي تبث علي الفضائيات ليل نهار مشيرا الي ان شركات الاتصالات حققت أرباحاً وصلت إلي أربعة مليارات جنيه ويدخل منها خزانة الدولة 8.1 مليار سنويا وحملت تلك الشركات المواطن اعباء كبيرة كرفع سعر المكالمات بنسبة 50% ورفع قيمة الاشتراك 20% وعلي الرغم من ذلك بتسمح بتلك المسابقات الزائفة. ويشير الي ان استخدام الجامعات لخاصية "0900" في اظهار النتائج يعتبر اهدارا لمجانية التعليم. ويري الدكتور فوزي عزت استاذ علم النفس بجامعة السويس ان الاقبال الكبير من المواطنين علي المسابقات الهزلية التي تستخدم خاصية "0900" يعكس تفاقم المشاكل النفسية لدي البعض والتواكل الذي توارثه المواطن عبر السنوات الماضية فقد اعتاد علي تقديم الدولة الرعاية التامة له بدءاً بتعيينه في وظيفة وحتي الحصول علي ابسط الخدمات مما يجعله كسولا يسعي للثراء بعيدا عن الجدية والاجتهاد فيقبل بنهم علي الاتصال المستمر بتلك المسابقات حالما بالثراء المنتظر وهو مايوضحه الاقبال المتزايد علي الاستثمار في البورصة من محدودي الدخل الذي يجهلون ابسط قواعدها املا في تحقيق الثراء. ويؤكد ان العديد من الاشخاص يعانون من ازمات نفسية مما يدفعهم الي شغل اوقات فراغهم بالحديث المستمر لتفريغ الطاقة النفسية لديهم مما يخفف الالم عنهم مشيرا الي ان المرأة اكثر اقبالا علي تلك المسابقات لما تحمله من قدرة لغوية تجعلها اكثر حبا للكلام. ويضيف ان الاسلوب التربوي الفاشل الذي يجدد التلاميذ من الابتكار والجدية وغياب التوعية التامة لهم بمخاطر تلك المسابقات ليشجعهم ايضا علي الاقبال عليها والتعلق بها موضحا ان العديد من الدراسات اكدت ان الموظف المصري الاقل انتاجا في ساعات عمله مما يرسخ التكاسل والتواكل لديه. تغرير بالمواطنين ويشير الدكتور احمد فؤاد شاكر استاذ الدراسات الاسلامية بكلية الاداب بجامعة عين شمس .. الي ان هذه المسابقات تغرر بالمواطنين وتسعي الي كسب اموالهم بغير حق وهو ما حرمته الشريعة الاسلامية فهي لون من الوان التحايل الحديث الذي يعمل علي استهواء البسطاء وتضليلهم. ويضيف ان هذه المسابقات التي تفشت في كافة مجالات الحياة حتي وصلت الي الامور الدينية واصبحت تستخدم في تقديم الفتاوي والارشادات الدينية وتحول القائمين عليها الي اشخاص يبحثون عن الاستفادة المادية والتربح علي حساب الدين. نفق مظلم ويري الدكتور محمد السكران استاذ اصول التربية بجامعة الفيوم ورئيس رابطة التربية الحديثة ان اظهار نتائج الامتحانات عبر خاصية "0900" يدخل الجامعات في نفق مظلم ويخرجها عن دورها التعليمي الي مؤسسات تجارية تسعي لتحقيق الارباح مشيرا الي ان زيادة عدد طلاب الجامعات شجع شركات الاتصال الي الدخول للجامعات من خلال هذه الخاصية الهزلية فعدد طلاب الجامعات يصل الي مليون ونصف المليون طالب. ويتساءل هل يوجد مستفيدون من دخول مثل هذه الانشطة للجامعات؟ ويوضح ان هذه الخاصية غالبا ماتستخدم في مسابقات تافهة او في برامج ساذجة لايليق بالجامعات ان تضع نفسها في هذه الدائرة وتقلل من شأنها من اجل كسب بعض الاموال موضحا ان من حق الجامعات ان تبحث عن وسائل للربح لتمويل العملية التعليمية والنصوص بها ولكن من خلال وسائل هادفة تحقق مصالح الطلاب كدعم البحث العلمي والنصوص به ليكون ركيزة التقدم واساس التنمية. ويؤكد الدكتور محمد المفتي العميد السابق لكلية التربية بجامعة عين شمس ان الجامعات تشهد زحاما كبيرا عند ظهور النتائج الدراسية بالاضافة الي ان الاعتماد علي الوسائل الورقية يحتاج الي التغيير واستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مشددا علي ضرورة ان يتم استخدام وسائل إضافية بجانب هذه الوسيلة كالمواقع الالكترونية المختلفة للجامعات والتي تقدم خدماتها مجانا للطلاب مع الضرورة التوسع في تلك المواقع حتي تصبح كل جامعة تمتلك اكثر من موقع الكتروني علي شبكة الانترنت.. وهي وسائل افضل بالطبع من المتاجرة بالطلاب من خلال خاصية "0900". ملابس مثيرة ويري هشام عبدالحكيم موظف ان المسابقات التي تستخدم خاصية "0900" تطرح اسئلة تافهة لتضمن اتصال اكبر عدد من المواطنين وتبتز اموالهم دون ان تقدم معلومة مفيدة ويتساءل عن اذا ماكانت تلك المسابقات هادفة فلماذا لاتخفض سعر المكالمات. ويؤكد محمد عربي "محاسب" ان استخدام فتيات ترتدي ملابس مثيرة ليكونوا مذيعين لبرامج تلك المسابقات اكبر دليل علي انها مافيا للنصب تسعي لتحقيق الارباح الطائلة مطالبا بايقاف تلك المسابقات حفاظا علي الذوق العام وحماية للشباب. ويشير محمود مصطفي طالب بكلية التجارة ان هذه المسابقات تشبه لعبة القمار وتستولي علي اموال المواطنين بطريقة غير شرعية مؤكدا ان اغلب المشتركين لايحصلون علي جوائز وان حصلوا علي جوائز فقيمتها ضئيلة مقارنة بما تحققه من ارباح. ويوضح محمود طارق "طالب بكلية الهندسة" انك عندما تتصل بإحدي هذه المسابقات يحاول القائمون تضيع اكبر قدر من الوقت في التحدث معك لتدفع المزيد من الاموال واعرب عن استيائه من تفشي تلك المسابقات في كافة القنوات بما فيها التليفزيون المحلي وسيطرتها علي العديد من البرامج وخاصة برامج الكورة. ويستنكر احمد ميهوب طالب بكلية اللغات والترجمة بالازهر امتداد هذه الخاصية الي بعض الجامعات لإظهار نتائج الطلاب مما يحملهم المزيد من الاعباء ويدخل الجامعات في امور لاتليق بها مشيرا الي ان استخدام وسائل الاتصال في اظهار النتائج يسهل عليهم ولكن لابد ان يتم مجانا.