رفضت محكمة أمريكية السبت طلب الدفاع بالإفراج عن الطالب المصري يوسف سمير مجاهد بكفالة فيما قرر قاضي الهجرة والجوازات بالمحكمة الفيدرالية في "تامبا" بولاية فلوريدا تحديد 17 أغسطس/آب القادم كموعد لمحاكمة مجاهد. وقال تشارلز كوك رئيس رابطة محامي قضايا الهجرة والجوازات المتطوع للدفاع عن مجاهد, أن الادعاء أبلغ القاضي بأن الأمر سيستغرق نحو خمسة أيام لتجهيز أوراق القضية, وهي مدة اعتبرها المحامي طويلة للغاية لتجهيز مستندات مثل هذه القضايا. وأشار كوك إلى أن المدعين قالوا أن الأدلة التي سيقدموها في هذه القضية لم تقدم في دعوى التورط في أنشطة تتعلق بالإرهاب التي تمت تبرأة مجاهد منها في الثالث من أبريل الماضي, وهي مزاعم قال أنه من الصعب عليه أن يصدقها. وتتضمن الاتهامات الموجهة من قبل الادعاء ضد مجاهد في هذه الدعوى مساندة أنشطة إرهابية ، ويسعى الادعاء الحكومي إلى ترحيل مجاهد (23 عاما) الذي يدرس في السنة الأخيرة من كلية الهندسة بجامعة جنوب فلوريدا رغم أنه يحمل البطاقة الخضراء للإقامة الشرعية في البلاد التي يعيش فيها منذ أن كان في الثانية عشرة من عمره. وقد منح القاضي المدعين مهلة حتى 7 يوليو القادم لتقديم قائمة الشهود والأدلة التي سيستندون عليها في دعواهم الخاصة بترحيل مجاهد فيما منح محامي الدفاع كوك حتي السابع من أغسطس لتقديم رده. لكن كوك اعتبر أن تحديد موعد السابع عشر من أغسطس للمحاكمة مشجعا إذ أنه يعد موعدا قريبا ليس معهودا في الغالب في مثل هذه القضايا إلا أنه أعرب عن خيبة أمله لرفض قاض آخر الإفراج عن مجاهد بكفالة. وقال سمير مجاهد, والد يوسف, لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن يوسف بقي له مادة واحدة لكي يحصل على بكالوريوس الهندسة وأن سلطات السجن تمنع دخول أي صحف أو كتب أو حتى رسائل له. وقال أنه محتجز في ظروف غير إنسانية بسجن جليدز كاونتي في ميامي وأن المياه التي يشرب منها في السجن مليئة بالصدى والديدان وقد أطلع وسائل لإعلام التي زارته على عينات منها. من جانبه ، أشارالأب سمير مجاهد إلى أن دعوى الكفالة عقدت في محكمة منفصلة وفي نفس يوم انعقاد جلسة محكمة الهجرة والجوازات لتحديد موعد للقضية ، وأضاف أن السلطات مصرة - على مايبدو - على ترحيل ابنه وأن قرار البراءة له لن يأتي إلا "من أعلى." وكان مجاهد قد أمضى تسعة أشهر في السجن على ذمة القضية الأولى المتعلقة بعلاقته بأنشطة إرهابية حتى برأته هيئة محلفين كبرى في تامبا بفلوريدا في أبريل الماضي.. لكن عملاء للمباحث الفيدرالية مالبثوا أن أعادوا اعتقاله صبيحة إطلاق سراحه بدعوى مخالفة قوانين الهجرة. ويوسف هو الثاني في الترتيب بين ثلاثة أولاد وبنت واحدة لأبوين مصريين يعيشان في الولاياتالمتحدة منذ أكثر من 18 عاما ويحظيان بحب واحترام الحي الذي يقيمون فيه. وقد أثارت إعاة القبض على مجاهد غضب العديد من منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني بأمريكا التي أرسلت بخطابات عديدة إلى كبار المسؤلين الأمنيين والتنفيذيين ومنها رسائل للرئيس الامريكى باراك أوباما من أجل إطلاق سراح مجاهد. كما عقد عدد من أعضاء هيئة المحلفين التي قضت ببراءته مؤتمرا صحفيا أعلنوا فيه استياءهم ورفضهم لإعادة حبس مجاهد بعد تبرأته واعتبروا ذلك بمثابة إهانة للقضاء وأحكامه. وقرر ستة من أعضاء هيئة المحلفين زيارة مجاهد في سجنه في السادس من شهر يونيو القادم للتعبير عن مساندته معنويا. /أ ش أ/