أكد الرئيس محمد حسنى مبارك اقتناع مصر بأن تنمية مواردنا البشرية وبناء الفرد يشكلان الركيزة الأساسية لتحقيق النمو والتقدم فى مجتمعاتنا ، سواء من حيث منظومة القيم والأخلاق التى يجب أن يتحلى بها ، أو من حيث بناء القدرات العلمية والأكاديمية لشبابنا من خلال برامج تعليمية قادرة على تأهيلهم وإعدادهم لمواجهة تحديات عصر العولمة الذى نعيشه . جاء ذلك فى كلمة الرئيس مبارك أمام الجلسة الافتتاحية للقمة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الاسلامى بالعاصمة السنغالية داكار "الخميس" والتى ألقاها نيابة عنه أحمد أبوالغيط وزير الخارجية رئيس وفد مصر الى القمة . وقال الرئيس مبارك "إنه انطلاقا من إيمان مصر بحتمية تحقيق الاهداف التى وضعها "برنامج العمل البشرى" كمنهج عمل لدولنا الاسلامية خلال العقد الحالى ، فإن مصر تتطلع لاستضافتكم فى بلد الأزهر الشريف منارة الاعتدال فى العالم الاسلامى لحضور القمة الاسلامية الثانية عشرة عام 2011 ." وأعرب الرئيس مبارك عن ثقة مصر فى أنه مع توافر الارادة الصادقة للتعامل مع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى نواجهها وتعرقل جهودنا للنهوض بشعوبنا الاسلامية وتحقيق ما نصبو اليه من نمو ورفاهية ، فإن إيماننا بديننا الحنيف وثقتنا فى قدراتنا وتسلحنا بروح التعاون والتكافل كفيل بتحقيق أهدافنا المنشودة." وطالب الرئيس مبارك الشعوب الاسلامية بمواجهة التحديات التى تفرضها ظاهرة العولمة واللحاق بركب التقدم العلمى والتكنولوجى الهائل الذى نشهده فى عالمنا اليوم حيث أصبحت قدرتنا على المنافسة فى الاقتصاد العالمى وتحقيق التنمية المستدامة فى بلداننا مرهونة بمدى قدرتنا على نشر العلم والمعرفة وجذب الاستثمارات وفتح الاسواق لمنتجاتنا وتشجيع التجارة بين دولنا لخلق فرص العمل لشبابنا. وأضاف الرئيس مبارك :"إننا نتطلع الى اليوم الذى يتمكن فيه الفلسطينيون من تحرير أرضهم وإنشاء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف" مؤكدا أن معاناة الشعب الفلسطينى وصراعه مع المحتل الاسرائيلى يعيش فى قلب ووجدان كل مسلم ويقع على قمة أولويات منظمتنا منذ نشأتها." وكان قد بدأ فى العاصمة السنغالية داكار الخميس مؤتمر القمة الاسلامية في دورته الحادية عشرة بحضور قادة الدول الاسلامية في منظمة المؤتمر الاسلامي ويستمر يومين ، وتعقد هذه الدورة تحت عنوان (الاسلام في القرن الحادي والعشرين). وتناقش القمة ربعة موضوعات أساسية هي التقييم المرحلي لتنفيذ برنامج العمل العشري، اضافة الى اعتماد الميثاق المعدل للمنظمة الى جانب بحث سبل دعم التعاون الاقتصادي بين الدول الاعضاء وتقاسم المعرفة في العالم الاسلامي. ويكتسب مؤتمر القمة الاسلامية في دورته الحالية اهمية كبرى نظرا للظروف الراهنة التي تعيشها الامة الاسلامية والاخطار المحدقة بها. وفي محاولة لتحسين صورة الإسلام في الغرب ومواجهة ما يسمى بظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، تسعى المنظمة لإعادة هيكلتها والتوصل إلى ميثاق جديد. ويهدف التغيير المقترح إلى تفعيل دور المنظمة في توحيد الخطاب الإسلامي مع العالم. وعلى الجانب الاقتصادي، تنادي عدة دول وفي مقدمتها السنغال باستغلال أفضل لثروات العالم الإسلامي لصالح تحسين الوضع الاقتصادي للدول الإسلامية خاصة الفقيرة. ويريد الرئيس السنغالي عبد الله واد أن تقر قمة داكار مشروع إنشاء صندوق التكافل الإسلامي بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشروعات محاربة الفقر في الدول الإسلامية خاصة في أفريقيا. (أ ش أ ، رويترز)