رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي غادر إلى واشنطن للاجتماع بالرئيس الأمريكي باراك أوباما، لا يعتبر القضية الفلسطينية موجودة أو تستحق أن تطرح في محادثاته، الأولوية بالنسبة إليه تتمثل بالملف النووي الإيراني الذي يتم تحويله إلى قضية إقليمية تحل محل “أم القضايا” وهي القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني الذي يهدد الأمن والسلم الإقليميين، ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية في افتتاحيتها أن “إسرائيل” تسعى إلى تبديل الأولويات للتهرب من استحقاقات حل القضية الفلسطينية، وتصوير الملف النووي الإيراني بأنه يشكل الخطر الأساسي والداهم على المنطقة ما يقتضي “تحالفاً اقليمياً” لمواجهته بدعم من الولاياتالمتحدة. نتنياهو لا يرى ضرورة لتسوية القضية الفلسطينية، فهذه يمكن تأجيلها ووضعها على الرف لسنوات، ويمكن التعامل معها خلال ذلك ببعض المسكنات والحلول المؤقتة الجانبية التي تعين على تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للفلسطينيين، ويريد من العرب أن يصطفوا خلف “إسرائيل” في مواجهة ما يسميه “الخطر الإيراني المشترك”، باعتبار ان الترسانة النووية “الاسرائيلية” لا تشكل خطراً على المنطقة ودولها وشعوبها، ولعل “اسرائيل” تسعى إلى تسويق أكذوبة أن ترسانتها النووية تشكل مظلة لأمن المنطقة في وجه إيران وخطرها النووي المحتمل ومحاولات توسيع نفوذها. “إسرائيل” تريد من العرب أن يصدقوها وينخرطوا في معركتها، ونتنياهو الذي يجتمع للمرة الأولى منذ تشكيله الحكومة “الإسرائيلية” مع أوباما يريد أيضاً أن يجند الولاياتالمتحدة في معركته. وفي حال لم توافق، فإنه (نتنياهو) سيعرض صفقة مفادها “أن يمتنع عن مفاجأته في هجوم على إيران مقابل الحصول على راحة حيال الفلسطينيين”. تقول صحيفة “هاآرتس” العبرية إن أوباما لن يقبل بهذه الصفقة، وسيصر على حل الدولتين. إذا كان ذلك صحيحاً، وأن أوباما يرى أن “لحظة الحقيقة” ل”اسرائيل” تقترب كما أعلن كبير موظفي البيت الأبيض مؤخراً، فالمطلوب من العرب أن يردوا على نتنياهو بأن القضية الفلسطينية هي الأساس، وأن بضاعته النتنة التي يحاول ترويجها لا مكان لها ولن تجد من يشتريها.