تشهد مدينة شرم الشيخ الثلاثاء انعقاد القمة المصرية /الايطالية الثانية بين الرئيس حسنى مبارك ورئيس الوزراء الايطالى سيلفيو بيرلسكونى فى اطار المشاركة الاستراتيجية المقررة بين البلدين والتى عقدت قمتها الأولى فى روما فى يونيو/ حزيران 2008. وتتصدر اجندة الموضوعات التى سيتناولها الزعيمان الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والتطورات الأقليمية الأخيرة حيث يحرص رئيس الوزراء الايطالى بيرلسكونى على الاستماع الى تقديرات الرئيس مبارك ورؤيته الثاقبة بشأن هذه الموضوعات. وتؤمن ايطاليا بأن حل الدولتين من أجل وضع حد للصراع الاسرائيلى الفلسطينى هو السبيل الأمثل الذى يمكن إتباعه، وتأمل ايطاليا فى أن يتبنى بنيامبن نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلى هذا الاقتراح فى اتصالاته مع الاتحاد الاوروبى والولاياتالمتحدة. ويتفق الموقف الايطالى فى هذا الشأن مع الموقف الأوروبى الذى اتخذه وزراء خارجية الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى مؤخرا الذى حث الحكومة الاسرائيلية الجديدة على دفع عملية السلام الى الأمام والتمسك بحل وجود دولتين فلسطينية واسرائيلية تعيشان معا جنبا الى جنب والتأكيد على أن العلاقات الأوروبية مع اسرائيل ستتعثر اذا لم تعترف حكومة نتنياهو بضرورة اقامة دولة فلسطينية. ويرى المراقبون ان هذا الموقف الأوروبى سيساعد بلا شك فى دفع عملية التسوية فى ظل الظروف الحالية وحالة التشاؤم التى تنتاب البعض تجاه حكومة يمين متطرف فى اسرائيل قد تعرقل أى تقدم فى التسوية. كما ستتضمن المباحثات المصرية/ الايطالية دعوة الرئيس مبارك للمشاركة فى اجتماعات قمة مجموعة الثمانى فى يونيو المقبل فى مادالينا والتى ترأسها ايطاليا العام الجارى. ويرى المراقبون ان دعوة مجموعة الثمانى للرئيس مبارك تأتى تأكيدا لتقدير دور المجموعة التى تمثل أقطاب الاقتصاد العالمى لشخص الرئيس ودور مصر الرائد على الساحتين الاقليمية والدولية. توقيع 21 اتفاقية وعلى صعيد التعاون الثنائى بين مصر وايطاليا تشهد القمة توقيع أكثر من 21 اتفاقية منها خطة عمل للفترة من 2009 الى 2012 بشأن تعزيز التعاون فى المجالين الاقتصادى والتجارى بدعم اقامة المشروعات المتوسطة والصغيرة وجذب الاستثمارات الايطالية وتنمية الموارد البشرية ورفع كفاءة الكوادرالمصرية، كما يتم التوقيع على اتفاق انشاء الجامعة المصرية الايطالية واتفاق التعاون فى مجال الطاقة وملحق اضافى لاتفاق العمالة الموقع بين البلدين. وتتميز العلاقات بين البلدين بخصوصية شديدة حيث تعتبر ايطاليا الشريك التجارى الأول لمصر فى الاتحاد الأوروبى وتحتل المرتبة الثانية على المستوى العالمى بعد الولاياتالمتحدة نظرا لبلوغ حجم التبادل التجارى بين البلدين عام 2008 نحو 5,15 مليار يورو وبزيادة نسبتها 9.29 % بالمقارنة بالعام السابق وتشمل صادرات ايطالية لمصر بقيمة 9.2 مليار يورو، وصادرات مصرية لايطاليا بقيمة 24.2 مليار يورو. وكانت العلاقات المصرية الايطالية قد شهدت خلال الفترة الاخيرة تطورا كبيرا فيما يتعلق بحجم الاستثمارات حيث بلغت الاستثمارات الايطالية فى مصر 3.2 مليار جنيه عام 2008 ممثلة فى 605 مشروعات تشمل مختلف القطاعات الاقتصادية مثل الصناعة والسياحة والخدمات والبناء والزراعة والتمويل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. ويرى رجال الأعمال الايطاليون ان هناك بعض العوامل المهمة التى تجعل من مصر بلدا مهما وجاذبا للاستثمار الايطالى منها نظام التعريفة الجمركية المشجع والحوافز الضريبية للاستثمارات والمساواة فى المعاملة مع المستثمرين المصريين. (أ ش أ)