من داخل اكبر مساجد الاردن، ندد البابا بنديكتوس السادس عشر السبت ب "التوظيف الايديولوجي للدين" لغايات سياسية.. معتبرا ذلك سبباً في الخلاف بين الديانات المختلفة. ويقوم البابا بنديكت السادس عشر بثاني زيارة له لمسجد السبت في الأردن.. في محاولة اخرى لتحسين صورته في العالم الإسلامي. ومن المقرر أن يزور البابا- الذي بدأ اول جولة له في الشرق الاوسط الجمعة- مسجد الملك حسين بن طلال، ويلقي كلمة امام زعماء دينيين مسلمين، واعضاء السلك الدبلوماسي ومثقفين اردنيين. وسيلقي الامير غازي بن طلال ابن عم الملك عبد الله عاهل الاردن والشخصية البارزة في الحوار بين المسلمين والمسيحيين كلمة امام البابا. وغازي احد الموقعين الاساسيين على البيان الاسلامي المعروف باسم"عالم مشترك" والذي يدعو الى حوار يقوم على اساس المباديء المشتركة من حب الله والجار. ويقول مشروع عالم مشترك الذي بدأه في 2007 نحو 140 عالما مسلما ان المسيحية والاسلام يتقاسمان قيمتين اساسيتين مشتركتين وهما حب الله وحب الجار . وتقول الجماعة ان المناقشات بشأن هذا بين الخبراء يمكن ان تساعد في نزع فتيل التوترات بين الديانتين. وقال البابا بنديكت في كلمته لدى وصوله "زيارتي للاردن تعطيني فرصة موضع ترحيب للتحدث عن احترامي الشديد للمجتمع الاسلامي" مشيدا بالملك عبد الله الذي يعمل "من أجل الترويج لتفاهم أفضل للفضائل التي ينادي بها الاسلام". وقال نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الامريكية الاسلامية "كير" الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا له "نرحب باعراب بنديكت عن الاحترام ونأمل بان يرد الزعماء والناس العاديون عبر المنطقة على بيانه الايجابي بالمثل". ويبدأ البابا ثاني ايام زيارته للاردن يوم السبت بزيارة لجبل نيبو وهو المكان الذي يقول الانجيل ان موسى رأي فيه ارض الميعاد قبل ان يموت. ومن المقرر ان يبقى بنديكت في الاردن حتى يوم الاثنين عندما يتوجه الى اسرائيل ليبدأ اكثر المراحل حساسية في جولته. وقال البابا للصحفيين- على متن الطائرة التي اقلته الى الاردن: "سأحاول بالتأكيد القيام باسهام في السلام ليس بصفتي الشخصية ولكن باسم الكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان. وأضاف: "لسنا قوة سياسية وانما قوة روحية وهذه القوة الروحية حقيقة يمكن ان تسهم في التقدم في عملية السلام". يشار أن الفاتيكان تؤيد حلا للصراع الاسرائيلي الفلسطيني يقوم على اساس وجود دولتين. غير ان رئيس الحكومة الاسرائيلية اليمينية الجديدة بنيامين نتنياهو لم يناقش بشكل محدد منذ توليه السلطة اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وهي مسألة لها اولوياتها لدى الولاياتالمتحدة والدول العربية. والجدير بالذكر أن زيارة البابا للمساجد في الدول العربية تأتي كمحاولة لإصلاح ذات بينه والمسلمين بعد كلمة ألقاها عام 2006 ونقل فيها عن امبراطور بيزنطي قوله ان الاسلام يتسم بالعنف واللاعقلانية. وكان البابا قد زارأيضاً مسجدا في تركيا عام 2006. (رويترز)