أعلن الرئيس الأمريكى باراك اوباما أنه سوف يلقى خطابا خاصا الى العالم الاسلامى من مصر باعتبارها إحدى كبريات العواصم الإسلامية وقلب العالم العربي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز للصحفيين ان زيارة أوباما للقاهرة في الرابع من يونيو /حزيران القادم ستكون حجر زاوية في اعادة بناء علاقات الولاياتالمتحدة مع العالم الاسلامي. و اصدرت مصر بيانا رحبت فيه بالخطاب الذي يلقيه أوباما من مصر متوجها به إلى العالم الإسلامي.مشيرة الى انه فرصة مهمة لتعميق التواصل الأمريكي مع العالم العربي والإسلامي. وقال السفير سامح شكرى سفير مصر بالولاياتالمتحدةالامريكية إن ميراث مصر من التسامح الديني والتنوع هي نفسها من القيم التي يعليها الإسلام إذ أن الطبيعة الحقة للدين الإسلامي تكمن في لبه الوسطي وليس في هوامشه المتطرفة. وأعرب شكري عن أمل مصر في أن يشكل خطاب أوباما خطا فاصلا في علاقات الولاياتالمتحدة بالعالم الإسلامي. ونشرت صحيفة "المصرى اليوم» نص الخطاب الذى كتبته المستشارة المصرية داليا مجاهد التى تم اختيارها الشهر الماضى من بين عدد من مستشاريه لتعاملها المتزن مع قضايا المسلمين كما انها ذات اصول مصرية وفيما يلى نص الخطاب. «إلى إخواننا وأخواتنا من كل الأعراق والأديان فى منطقة الشرق الأوسط، منبع الحضارات، ومولد كل الديانات السماوية، ومورد لا ينضب فى الفلسفة والشعر والعلوم فى جميع المجالات: نريد أن ندعم أواصرنا البشرية وقيمنا المشتركة سويًا كى نستطيع بكم ومعكم أن نواجه التحديات، نواجهها جميعًا. أريد أن أؤكد لكم أن الشعب الأمريكى مثلكم، يسعى للتغيير، يحلم به ليل نهار، يحلم بطريق جديد، لنبنى عالمنا المشترك سويًا، عالمنا نحن وأنتم، تجمعنا قيم مشتركة: العدل والرحمة والاحترام المتبادل، أن يتمتع أمننا وأمنكم بخصوصيته، لا أحد ينتهك الآخر تحت أى زعم أو ادعاء، فالإرهاب الراديكالى الذى يؤرقنا ليل نهار يجب أن يؤرقكم أيضًا، فما يطالنا يطالكم، وما نتأثر به يؤثر عليكم بشكل أو بآخر، فالحدود الجغرافية لم تعد عائقًا أمام أى مشكلة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، ولم تعد تميز هى الأخرى بين عرق أو دين.. فدعونا نكن مثلها. هل تعلمون أن مستقبل أطفالنا يعتمد على قدرتنا على خلق آفاق حقيقية للتعاون بيننا وبينكم، روح الشراكة هذه يجب أن تقودنا سويًا وبدافع من رغباتنا المشتركة من أجل إحلال سلام حقيقى فى هذه البقعة المحورية من العالم. لا أخفى عليكم أنى جعلت هذا الهدف نصب عينى وأوليته ترتيبًا متقدمًا فى أجندتى الخاصة، حتى قبل دخولى إلى البيت الأبيض، لكن ما أريدكم أن تعلموه أن الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تعمل وحدها من أجل السلام دون شراكة حقيقية فى المنطقة.. دون أن يكون لنا حلفاء مخلصون لقضيتهم أولاً، نريد منك أن تساعدونا كى نخلق سلامًا حقيقيًا ودائمًا، كائنًا متكاملاً غير مشوه، وأريد أن أوضح بكل صراحة أن السلام لا يعنى بالمرة غياب الحروب.. لكن السلام بمعناه ومفهومه وتطبيقه.. يعنى السلام. هذه الكلمة تحوى الكثير، فالسلام هو الرغبة المُلحة عند المواطنين من أجل خلق مستقبل أفضل لنا جميعًا، وهذه مهمتنا نحن الحكام، بأن نصل إلى تسويات حقيقية وعادلة للصراعات والنزاعات التى تؤرقنا، نحن مسؤولون عن استقلال وأمن الشعب العراقى والإسرائيلى والفلسطينى، وسوف نعمل مع شركائنا الإقليميين لنخلق سلامًا حقيقيًا لهذه الشعوب. والحقيقية التى أود أن تعرفوها جميعًا، أن وقوفى أمامكم اليوم يعنى قدرتنا على جمع الشعوب سويًا تحت راية واحدة، حتى هؤلاء الذين ظلوا يتصارعون لقرون سويًا، دون أن يتوصلوا إلى حلول أقول لهم.. نحن قادرون الآن أن نعيش سويًا وقد صرح روبرت جيبز ان خلال السنوات الثماني لادارة الرئيس السابق جورج بوش تضررت علاقات الولاياتالمتحدة مع كثير من الدول العربية والاسلامية بسبب عمليات الغزو التي قادتها الولاياتالمتحدة لافغانستان والعراق وتردد بوش المبدئي في الضغط من اجل السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. ووعد اوباما اثناء الحملة الرئاسية بتوجيه كلمة مهمة الى المسلمين من عاصمة اسلامية اثناء الشهور الاولى لادارته. ودعا الى السلام والحوار مع الاسلام في كلمة امام البرلمان التركي في اول زيارة رئاسية يقوم بها الى العالم الاسلامي اوائل ابريل/نيسان، لكن البيت الابيض قال في ذلك الوقت ان اوباما ما زال يعتزم ان يوجه كلمته الموعودة الى العالم الاسلامي في وقت لاحق. وبعد قليل من تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، اختار اوباما قناة العربية التلفزيونية كي تجري معه اول مقابلة تلفزيونية رسمية كرئيس وهو ما فسر على نطاق واسع كاشارة على رغبته في تحسين العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي. وقال جيبز "هذا جهد متواصل للرئيس للتواصل مع العالم الاسلامي. الرئيس لديه امال كبيرة في علاقة اقوى." (وكالات)