الجمهورية 8/5/2009 أعتقد أن الصراع بين العلماء والأوبئة سيظل محتدماً حتي يوم الدين تماما كالصراع بين الخير والشر.. لأنه صراع من أجل الحياة.. وكلما سيطر الإنسان علي مرض ووجد العلاج الشافي له ظهرت أمراض وكلما ابتكر المصل الواقي من وباء ظهرت أوبئة!! وقبل ظهور الأمراض والأوبئة كان الإنسان يصارع الحيوانات المتوحشة وانتصر عليها بعقله. وروض بعضها وسخرها لمصلحته وحين ازدادت أعداد البشر ظهرت الأمراض والأوبئة ربما لإحداث التوازن الطبيعي أو ليظل صراع البشرية من أجل الحياة قائما ومستمرًا. تذكرت ذلك بمناسبة "فوبيا" انفلونزا الخنازير التي تجتاح الأرض رغم أن حالات المرض محصورة في بقاع قليلة ومتباعدة. إلا أن العالم كما يقولون أصبح قرية صغيرة والأوبئة تنتقل بسرعة أكبر مما كان يحدث في القرون الماضية أيام الطاعون والجديري والكوليرا وغيرها.. واليوم حركة التنقلات بين بلدان العالم أكبر وأوسع وأسرع سواء للبشر أو البضائع.. لذا فإن انتشار الأمراض والأوبئة بسرعة وارد.. ومن هنا كان هذا الذعر من انفلونزا الخنازير التي ظهرت أساسا في المكسيك والولايات المتحدة.. ومن قبلها انتشرت انفلونزا الطيور التي جاءت للعالم من جنوب شرق آسيا لكنها تسببت في القضاء علي مئات الملايين من الطيور في أوروبا وافريقيا. وعانينا منها في مصر. ومازلنا نعاني.. وسبقها مرض جنون البقر الذي حرم الناس لفترة من أكل اللحوم ولا زالوا يتوجسون منه حتي الآن. وأيضا كان وباء "سارس" سابقا لكل هذه الأوبئة وأجبر الملايين في آسيا علي الحياة لفترة وهم يلبسون الأقنعة الواقية. جاءت كل هذه الأمراض في وقت كان يتباهي فيه العلماء ومعهم منظمة الصحة العالمية بالقضاء علي أمراض عاني منها العالم لقرون كالسل والحصبة وشلل الأطفال. وفي الوقت أيضا لازالوا يقاتلون لإيجاد علاجات لأمراض كالإيدز والسرطان وغيرهما من الأمراض التي تحصد ملايين البشر سنويا. لكن يقيني أن هذا الصراع بين الإنسان والمرض سيظل قائما ليوم الدين تماما كالصراع بين الإنسان والفقر أو بين العلم والجهل أو الخير والشر.