دفعت المخاوف من تفشي فيروس انفلونزا الخنازير شركات في مختلف أنحاء العالم لفرض قيود على سفر موظفيها، فيما اضطرت شركات اخرى لاغلاق جزء مكاتبها للاشتباه في اصابة احد موظفيها. فقد اصدرت "نوكيا" - والتي تملك مصنعا في المكسيك - تعليمات جديدة بشأن السفر بسبب أنفلونزا الخنازير يقضي بتأجيل جميع الاسفار غير الضرورية من والى المكسيك في الوقت الحالي. فيما تسببت حالة اصابة غير مؤكدة بشركة "ارنست اند يونج" في اغلاق اضطراري لجزء من مكتب الشركة في نيويورك. وكانت شركة المحاسبة قد أبلغت موظفيها بمقرها في ميدان تايمز في وقت سابق بأنه يمكنهم العمل من المنزل، بعد أن اشار تشخيصا طبيا الى اصابة احدى موظفات الشركة بانفلونزا الخنازير، كما أبلغت الشركة موظفيها الذين يقومون بمهام أو يقضون عطلات في المكسيك بدراسة العودة وتجنب السفر اذا أصيبوا بالمرض. من جهتها علقت هوندا موتور -ثاني أكبر مصنع للسيارات في اليابان- والتي تملك مصنعا في المكسيك جميع الاسفار المرتبطة بالاعمال العالمية حتى السادس من مايو/ ايار2009 على اقرب تقدير بسبب انتشار الفيروس. وفي اجراء تحسبي، اعدت "الكترولوكس" -التي يعمل لديها نحو 3400 موظف بمصنعين في خواريز بالمكسيك- خطا هاتفيا ساخنا للموظفين للرد على الاستفسارات الطبية. وقال متحدث باسم المجموعة انه جرى تشديد عمليات تنظيف منشاتها للمساعدة في مواجهة أي انتشار محتمل للفيروس، بينما تقوم باعداد خطط عاجلة بشأن كيفية التعامل مع اي انتشار للمرض بين موظفيها. وفي ألمانيا، طلبت شركة صناعة السلع الاستهلاكية "هينكل" من موظفيها تأجيل السفر الى المكسيك، كما تقدم ادارة الخدمات الصحية التابعة للشركة معلومات بشأن أعراض الاصابة والاجراءت الوقائية. وقالت شركتا صناعة الالكترونيات الكوريتان الجنوبيتان "سامسونج الكترونيكس" و"ال.جي الكترونيكس" واللتان تملك كل منهما وحدة تابعة لها في المكسيك انهما فرضتا قيودا على سفر الموظفين بسبب انفلونزا الخنازير. ولم تكن هذه المرة الاولى الذي تفرض فيها شركات قيودا في ظل تفشي مرض ما، فقد سبق ان فرضت شركات كبرى متعددة الجنسيات قيودا صارمة على دخول وخروج الافراد مجمعاتها الصناعية في اسيا خلال ذروة انتشار التهاب الجهاز التنفسي الحاد ( سارز) في 2003 وهو ما أثر على الاف العمال. وكان ظهور سلالة انفلوانزا الخنازير - التي اودت بحياة نحو 149 شخصا بالمكسيك- القى بظلال مختلفة على القطاعات الاقتصادية فبينما أضر بأسهم شركات الطيران بالأسواق العالمية، يحمل في طياته انتعاشة قادمة لمصنعي الادوية واللقاحات. وحذرت منظمة الصحة العالمية من ان اية منطقة في العالم ليست بمنأى عن خطر فيروس انفلونزا الخنازير، وقررت رفع مستوى الانذار الى الدرجة الرابعة على سلم من ست درجات ما يعني "ارتفاعا ملحوظا" في خطر انتشار مرض انفلونزا الخنازير. (رويترز)