تبدأ الإثنين فى جنيف أعمال المؤتمر الدولى للعنصرية وهو المؤتمر الذى ستتم فيه مراجعة موقف تنفيذ قررات مؤتمر العنصرية الذى عقد فى ديربان عام 2001, وستترأس وفد مصر فى المؤتمر السيدة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى. يأتى مؤتمر المراجعة فى توقيت دقيق, كما أكتنفت عمليته التحضيرية خلافات دولية شديدة, وبالرغم من إنتهاء المفاوضات على الوثيقة التى ستصدر عن المؤتمر , إلا أن الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الأوروبية وإستراليا أعلنوا إنسحابهم من المؤتمر. وقد شهدت الأشهر الست الماضية مفاوضات دولية مطولة بمقر الأممالمتحدة فى جنيف , لعب فيها وفد مصر دورا كبيرا فى تقريب وجهات النظر وفى بناء التوافق الدولى على المقررات التى ستصدر عن المؤتمر, حرصا من مصر على تعزيز الأجندة الدولية لحقوق الإنسان والتى تمثل مكافحة العنصرية والتمييز العنصرى وكراهية الأجانب وكافة أشكال عدم التسامح وهى أحد أهم أولوياتها. وفى تصريح للسفير هشام بدر مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة فى جنيف الأحد أشار إلى أن مؤتمر المراجعة يعتبر رسالة قوية للجتمع الدولى بأهمية مكافحة العنصرية والتمييز العنصرى بكافة أشكاله , تذكرة بما سبق الإتفاق عليه من خطوات محددة فى هذا الصدد فى مقررات عام 2001 ,وقال ان ذلك من شأنه تعزيز الإرادة السياسية فى كافة الدول وإعادة التأكيد على أهمية تنفيذ هذه الإلتزامات للتصدى لما يشهده عالمنا المعاصر من ممارسات عنصرية ومن كراهية الأجانب وتمييز وعنف ضد المهاجرين واللاجئين وذوى الأصول العربية والأفريقية ومن إساءة للمسلمين. وأضاف السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة فى جنيف إن مصر إنطلاقا من دورها الرائد إقليميا ودوليا لعبت دورا بارزا فى العملية التحضيرية للمؤتمر , وأن مصر كسائر الدول الأفريقية والعربية والإسلامية مهتمة بإنجاح المؤتمر , ونادت دوما بضرورة مشاركة كافة الدول بما من شأنه تعزيز العمل الدولى متعدد الأطراف والجهود الدولية المنسقة لمكافحة كافة أشكال العنصرية من خلال مراجعة موقف التنفيذ فى الدول المختلفة لمقررات مؤتمر ديربان عام 2001 , والإنطلاق من ذلك لتحديد كيفية تطوير السياسات الوطنية والدولية ولإستحداث القواعد المطلوبة فى القانون الدولى لحقوق الإنسان وزيادة فاعلية المؤسسات المختلفة المعنية برصد ومكافحة كافة أشكال العنصرية وتعويض ضحاياها , وأكد مندوب مصر الدائم على ضرورة تعزيز الإرادة السياسية فى كافة أنحاء العالم وصولا لأنصاف ضحايا العنصرية وكراهية الأجانب فى كل زمان ومكان. وأوضح بدر أن مصر ستؤكد فى كلمتها أمام المؤتمر على ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وتحقيق حقوقه المشروعة خاصة حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته على أرضه , بالإضافة إلى المطالبة بتكامل الجهود الدولية لمواجهة التطورات المتلاحقة والأشكال المستحدثة من العنصرية والتعصب خاصة تلك التى ظهرت وإستشرت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 , والتى كان المسلمون والعرب وذوى الأصول الأفريقية واللاجئون أهم ضحاياها. وإستطرد السفير هشام بدر قائلا أن مصر ستعيد التأكيد على ضرورة تعزيز الجهود الدولية فى مواجهة الممارسات والسياسات التى تحض على الكراهية الدينية والعنصرية خاصة ما شهدناه فى السنوات الماضية من إساءة للاسلام والمسلمين , مضيفا أن الدول الأفريقية والإسلامية أجمعت على المطالبة بتطوير قواعد القانون الدولى لحقوق الإنسان للتصدى لهذه الممارسات التمييزية والعنصرية التى تتخذ من الحق فى حرية التعبير غطاء غير مشروع للاساءة إلى الديانات المختلفة وإتباعها. (أ.ش.أ)