جدة - لندنبرلين :سلطان العوبثاني ناشد عبد السلام أحمد عمدة مدينة حراديري الصومالية، التي تعرف بعاصمة القراصنة في القرن الأفريقي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، المجتمع الدولي بضرورة إرسال بعثات طبية إلى مدينته للكشف عن طبيعة وباء بدأ ينتشر بين الأهالي منذ أكثر من شهر. وفي حوار مع جريدة الشرق الوسط اتهم عمدة مدينة حراديري الناقلات والسفن الأجنبية المحتجزة في تلك المنطقة بأنها وراء هذا الوباء، والمتمثل في تشوهات جلدية خطيرة في أجساد نسبة كبيرة من السكان، حسب قوله، نتيجة قذفها مواد ونفايات سامة في المياه الإقليمية المطلة على الساحل الصومالي. وقال: «قبل فترة وجدنا 4 براميل كبيرة تحتوي على مواد تبدو كيميائية، وكان أحدها قد انفجر نتيجة الحرارة، ومن بعدها بدأنا نلاحظ انتشار هذا الوباء الشبيه في بدايته بالبرص، ومن ثم تقطع جلدي يلحق بالشخص». وكشف عبد السلام أحمد أن السفينة الألمانية «جنرال كامبو» المحتجزة لدى القراصنة منذ عشرة أيام كانت تقوم بإلقاء نفايات في مياه بلاده الإقليمية، مبينا أن القراصنة أخبروه بوجود حاويات كيميائية على متن السفينة. وأوضح عمدة مدينة حراديري أن بعد تهديد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاربة القراصنة في منطقة القرن تم ملاحظة طائرات استكشافية تابعة لسلاح الجو الأميركي تمشط المدينة يوميا، وبمعدل مرتين في اليوم الواحد. ويحتجز القراصنة عددا كبيرا من السفن في المنطقة منذ أكثر من 7 أشهر، وأكثر من 400 من طواقمها كرهائن في انتظار دفع فديات لإطلاقهم. وأكد أحمد أن ذوي القراصنة الثلاثة الذين قتلتهم القوات الأميركية خلال عملية تحرير قبطان السفينة الأميركية «مايرسك ألاباما» قبل أيام، لم يتسلموا جثث أبنائهم حتى الساعة، مضيفا: «بحسب ما وصلنا من معلومات أن الأميركيين ينوون تسليم جثثهم للحكومة في مقديشو». وأفصح العمدة عبد السلام أحمد عن قيام ميلشيات تابعة للمحاكم الإسلامية خلال الشهور الثلاثة الماضية بعمليات تمشيط واسعة في حراديري والقرى التابعة لها لإيقاف القراصنة، «وبعد ثلاث عمليات بادر الكثير ممن كانوا يعملون مع القراصنة إلى الاستسلام». يشار إلى أن نشاط قراصنة القرن الأفريقي بدأ في الازدياد منذ منتصف عام 2008 المنصرم، وبالتحديد منذ اختطاف ناقلة النفط السعودية «سايروس ستار» التي أفرج عنها مقابل فدية بلغت 3 ملايين دولار أميركي. وبعد عملية التحرير التي قام بها الأسطول الأميركي لقبطان وطاقم السفينة الأميركية، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة قراصنة واعتقال شخص رابع، إضافة إلى تهديد الرئيس الأميركي بمحاربتهم، ازدادت وتيرة عمليات اختطاف السفن والناقلات القادمة من خليج عدن بمحاذاة الساحل الصومالي الكبير. من جانبه، توعد شخص قريب من القراصنة يدعى جيلاني ويطلق على نفسه لقب «كابتن صومالي»، القوات الأميركية إذا فكرت بغزو مدينته أو بلاده، بحجة مكافحة القراصنة. اما جريدة القدس الفلسطينية تناولت تجارة القراصنة الصوماليين الرائجة في ظل الازمة العالمية فهم يجلبون اللاجئين إلى اليمن وفي طريق العودة يهاجمون السفن اما تفاصيل ذلك جاءت كالتالي: تنشط حركة الملاحة في خليج عدن هذه الأيام. وتستخدم الممر المائي، الواقع بين شبة الجزيرة العربية ومنطقة القرن الأفريقي، السفن التجارية التي يتعين عليها أن تعبر قناة السويس. وينتشر في الممر المائي القراصنة الصوماليون الذين يشنون هجمات باستخدام زوارق سريعة صغيرة لديها قدرة كبيرة على المناورة، وتقوم سفن حربية قوية لمكافحة القرصنة من الكثير من الدول بدوريات في الممر المائي. ولكن أحدا يلاحظ بالكاد القوارب الصغيرة المكتظة بالمهربين الذين ينقلون كل ليلة الأفارقة الذين يفرون من الصراعات الأهلية والفقر عبر خليج عدن إلى اليمن. ويغض كثير من قباطنة السفن الطرف عندما يرون قوارب اللاجئين التي تصلح بالكاد للإبحار. ويناسب ذلك القراصنة الذين بدأوا في استخدام اللاجئين كدروع بشرية. وقال نبيل عثمان، نائب ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليمن: "لدينا الآن إشارات على أن هناك صلات بين القراصنة ومهربي البشر". ونقلت الصحيفة تقريرا نشر السبت بصحيفة "الشرق الاوسط"، ان حادثا وقع في خليج عدن في الحادي والعشرين من الشهر الماضي أجج بقوة الشكوك في وجود مثل هذه الصلات. إذ صادفت سفينة حربية فرنسية قاربا مكتظا بالركاب وغير قادر على المناورة وكان يقل نحو 100 شخص وقامت بقطره إلى ميناء عدن اليمني. وعندما تحرك كل اللاجئين في الوقت نفسه إلى جانب واحد عند نزولهم، انقلب القارب وغرق ثمانية أشخاص. وحدد الناجون بعد ذلك أربعة من الذين كانوا على ظهر القارب على أنهم مهربو بشر صوماليون.. ولكن الأسلحة التي عثر فيما بعد عليها في القارب تشير إلى أن المهربين، الذين فرضوا على اللاجئين كثيرا من الأموال نظير العبور غير المشروع، قراصنة أيضا. وقال مواطن صومالي يقيم في عدن منذ عقود: "هناك الآن صوماليون يقومون بمهام مزدوجة في عملية العبور، فهم أولا يجلبون اللاجئين إلى اليمن وفي طريق العودة يهاجمون سفينة". ويأتي تقريبا كل اللاجئين الذين يخاطرون بحياتهم في الممر المائي المحفوف بالمخاطر عبر خليج عدن، حيث تستغرق الرحلة ما بين ثلاثة إلى خمسة أيام، من الصومال التي مزقتها الحرب الأهلية أو من إثيوبيا. ويغادر معظمهم بعد ذلك اليمن ويحاولون عبور الصحراء بطريقة غير مشروعة بحثا عن العمل في السعودية أو سلطنة عمان. ولا يعرف أحد عدد الذين يلقون حتفهم في الطريق. ووصل نحو 51 ألف لاجئ على ظهور القوارب إلى اليمن في العام الماضي، وذلك حسبما ذكرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. ووصل الرقم هذا العام بالفعل إلى 17 ألف و963. وقالت المفوضية إن 53 صوماليا و49 إثيوبيا عثر عليهم وقد فارقوا الحياة على الشاطئ، وإن 14 لاجئا لقوا حتفهم في البحر. وأشار عثمان: "هؤلاء هم اللاجئون الذين نعرفهم فقط". وتابع: "إجمالي العدد ربما يكون أكبر من ذلك مرتين أو ثلاث مرات". ويسمح للاجئين الصوماليين بصفة عامة بالبقاء في اليمن فيما يتم ترحيل معظم الإثيوبيين إذا ما تم القبض عليهم. وقال عثمان، الذي لا يتوقع أن ينخفض عدد اللاجئين الذين يتدفقون عبر خليج عدن في أي وقت قريب، "الصومال أصبح غابة". ومن جهة أخرى، يبذل مهربو البشر في الصومال، حيث انضمت وحدات من الشرطة بأكملها وكثير من ضباط البحرية السابقين إلى صفوف القراصنة، قصارى جهدهم لزيادة الطلب على خدماتهم. ويقومون بعرض أفلام قصيرة للترويج لأنشطتهم للرد على الصور التي تعرضها محطات التلفزيون من حين لآخر للاجئي القوارب الغارقين. وتعرض الأفلام صورا للصوماليين الذين يقيمون في شقق جميلة ويقودون سيارات فاخرة في أماكن مثل السعودية ودبي.