كيفية إجراء التحاليل مشاكل الطرق القديمة لاكتشاف البلهارسيا توصل فريق من علماء المركز القومي للبحوث برئاسة الدكتور سمير حجاج إلى طريقة جديدة دقيقة بنسبة 100% لتشخيص البلهارسيا عن طريق استنباط البصمة الجينية للحامض النووي اللاأوكسى ريبوزى للمرض في دم وبراز المريض. وقال د. حجاج فى في تصريحات خاصة لموقع أخبار مصر www.egynews.net ان الفريق البحثي تمكن من عزل المادة الوراثية (أل دي إن إيه) لها وثم قام الباحثون بعمل تصميم بوادئ (برايمر) لاستكشاف للبصمة الوراثية للبلهارسيا. وهي أول مرة في مصر يتم عملية تصميم للبادئ (البرايمر). ويضيف أن العمل في المشروع بدأ منذ أكثر من عام بتمويل من المركز القومي للبحوث وبمساعدة من منظمة الصحة العالمية التي قدمت 10 آلاف دولار لاستكمال الأبحاث التي تكلفت حتى الآن حوالي 60 ألف دولار ما بين شراء أجهزة ومعدات لفصل البصمة الوراثية وهي معدات باهظة الثمن أو المواد الكيماوية وتصميم البرايمر. كيفية إجراء التحاليل وتكون معدات التحاليل في صورة (كيتس) وهي عبارة عن مجموعة من الانبولات في علبة تحتوي على البرايمر وكيماويات تتفاعل مع البصمة الوراثية للمرض ولا نحتاج معا لإجراء التحاليل إلا اخذ 20 ميكرون من الدم أو سائل البراز للمريض ( وهي كمية اقل من نقطة الدم) وبعد وضعها في الجهاز تظهر النتيجة في خلال 3 إلى 4 ساعات ليتبين وجود المرض من عدمه حتى وإن كانت الديدان في فترة كمون. أو حتى إن كانت في أول مراحل الإصابة التي يستحيل الكشف عنها حيث كان من المفترض أن ينتظر المريض 45 يوما بعد الإصابة عندما تتحول اليرقة إلى دودة وتبدأ في إنتاج البويضات بهذه الطريق التي استخدم فيها تكنولوجيا النانو تكنولوجي ليتم اكتشاف وجود البلهارسيا بمجرد دخولها إلى جسم الإنسان وسريانها في الدم. مشاكل الطرق القديمة لاكتشاف البلهارسيا ويوضح د. سمير أن الطريق التقليدية للتشخيص تتم إما عن طريق الشريحة الميكروسكوبية باستخدام المجهر الضوئي العادي الموجود بالمعامل والتي يتم بها فحص عينة البراز للمريض لاكتشاف وجود البلهارسيا، ومع أن الطريقة سهلة وزهيدة الثمن إلا أن نتائجها غير دقيقة لان فترات تبويض دودة البلهارسيا تكون متباعدة نوعا ما. فمن الممكن حين يجري التحليل إن تكون الدودة في غير فترات التبويض فلا نجد البيض أو نجده بكميات قليلة فتأتي النتيجة سلبية فيما يتعلق بالمريض ويعامل الشخص على كونه إنسانا سليما بينما هو في الحقيقة مصاب؛ الأمر الذي يمثل قنبلة موقوتة يتسبب في إعادة انتشار المرض مرة أخرى. كما توجد مشكلة أخرى عند الكشف عن وجود مرض البلهارسيا عن طريق البراز؛ فإذا كان المصاب يتناول مضادات حيوية أو علاج لأي مرض آخر تكون نتائج التحاليل مضللة. الطريقة الثانية المتبعة حاليا للكشف عن وجود البلهارسيا تكون عن طريق الدم باستخدام جهاز "إليزا" وهو طريقة غير مباشرة لاكتشاف وجود البلهارسيا وذلك عن طريق قياس الأجسام المضادة التي يفرزها الجسم نتيجة لإصابته بالمرض وحديثا اكتشف العلماء أن النتيجة قد تكون دقيقة بنسبة 80% فحسب لأنه يجب أن يكون المرض في مراحله المتقدمة حتى يمكن للجهاز اكتشاف الأجسام المضادة للبلهارسيا في الدم. ويوضح د. حجاج إنه يمكن أن يتم تصنيع (الكيتس) المستخدمة في التحاليل بمصر بدلا من أن نستوردها بما يكلفنا مبالغ طائلة نقوم نحن بتصديرها حيث أن مشكلة البلهارسيا عالمية. الخطوة القادمة للاستفادة من تلك الأبحاث تتم حاليا بالتنسيق بين المركز القومي للبحوث بمصر ووزارة الصحة المصرية. وقد أرسل المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية د. جواد محجوب بخطاب إلى وزارة الصحة المصرية يشيد بهذا المشروع وتنوي منظمة الصحة أن توصي باستخدام تلك الطريقة في الكشف عن مرض البلهارسيا في جميع بلدان العالم وتوصي بتطبيق البرنامج في مصر.