أخبار اليوم: 8/3/2008 تري.. هل يتم هذه المرة انتخاب رئيس جديد للبنان بعد غد الاثنين؟! أم ان الخلافات اللبنانية حول تشكيل الحكومة ونصيب كل طرف فيها ستحول دون ذلك ايضا هذه المرة.. ليصبح في حكم المؤكد ان ما يجري علي ارض لبنان من فراغ دستوري وتأجيل موعد انتخاب رئيس من نوفمبر الماضي.. وحتي الان.. هو امر مقصود ومدبر ومستهدف؟!! وهنا يطرح السؤال نفسه.. ماذا عن مصير قمة دمشق الذي أصبح وثيق الصلة بما يجري في لبنان؟!.. فقد اعلنت عدة مواقف عربية محددة وذات ثقل.. تربط بين ما يجري في لبنان وما قد يحدث لقمة دمشق.. سواء ما يتعلق بمستوي أو حجم الحضور.. أو طبيعة القرارات التي يمكن ان تخرج عنها.. بالاضافة إلي قيمتها السياسية وعلاقتها الفعلية بتعزيز العمل العربي المشترك والتضامن والتنسيق حيال العديد من الملفات والقضايا الساخنة في المنطقة.. وان ما يدور من جدل وسجال حول قيمة القمة العربية قبل انعقادها.. شأن مألوف وسبق حدوثه.. وهو ذات الامر الذي كان وراء فكرة تنظيم عقد القمم العربية بصورة دورية محددة سلفا في المكان والزمان بما يتيح مساحة للقادة العرب لوضع جدول اعمال واعداد القضايا لدفع التعاون العربي في مختلف المجالات.. ولكن فيما يخص قمة دمشق فإن المسألة ليست في الموضوعات التي ستناقشها القمة وإنما في الطريقة التي تعد وتدار بها.. وفي حجم الشعور بالمسئولية الذي من المفترض ان ينتاب الدولة المضيفة.. وهو ما لم تفعله سوريا حتي الآن.. فلم تقدم ما يقود إلي اجماع عربي.. ولم تهيئ المناخ والاجواء التي يمكن من خلالها تجاوز العقبات وازالة العراقيل لعقد قمة ينتظر منها قرار عربي موحد!.. ولم تسهم في حل مشكلة الجار الشقيق اللبناني الذي سئم الموت اليومي.. ولم تقدم المساعدة في دفع حلفائها لقبول المبادرة العربية وانتخاب رئيس لبناني توافقي.. وهي مسئولية سهلة.. متي كانت النوايا طيبة.. من دون اللجوء إلي الحيل والمراوغات السياسية المكشوفة!!.. وسوريا بذلك تذهب بعيدا عن العرب.. ويبدو ان الكبرياء الذي تمكن من ساستها يجعل جهودها منقوصة.. مما يهدد بنسف القمة.. ويكاد يكون حكما مسبقا عليها بالفشل.. بما يعني انه لا داعي لعقدها.. او حضورها.. أو انتظار شيئا منها.. لان المضيف هو وجه الفراق.. وسبب الانشقاق!! ولا شك ان هناك أيضا العديد من القضايا العربية التي بحاجة إلي نوع من التوافق العربي علي كيفية معالجتها.. وهو ما لم يحدث حتي اللحظة التي تقل عن ايام قليلة قبل موعد انعقادها!! وانني لست من الذين يظنون ان انعقاد قمة دمشق امر يمكن حدوثه وهناك ازمة في بلد جار مستمرة في غليانها وبلا رؤية واضحة.. فهل يتم حل هذه الازمة بعد غد؟! ام سيكون مصير قمة دمشق الفشل.. وتصبح مجرد رحلة سياحية لمن يحضر.. تبدأ بالاستقبالات والمصافحات والخطب العصماء.. وتنتهي بلا شيء.. وهو كما يبدو ما تريده سوريا وحلفاؤها.