تمكن فريق العلماء الاسبان من قراءة وتفسير عدد كبير من زخارف الخط العربي التي تزين جدران واسقف واقواس قصر الحمراء الشهير في غرناطة (جنوباسبانيا) للمرة الاولى، مستعينين باحدث التقنيات من آلات تصوير رقمية وآلات مسح ثلاثية الابعاد. ومن المقرر ان تنتهي عملية التصنيف، بالتنسيق مع المجلس الاسباني الاعلى للابحاث العلمية ومنطقة الاندلس، عام 2011 لتترجم الكتابات الى اللغتين الفرنسية والانكليزية بعد ذلك. واوضح أحد الباحثين انه كانت هناك فكرة خاطئة تفيد ان قصر الحمراء مزين بالآيات القرآنية والاشعار، فقد اتضح أن ابيات الشعر والآيات القرآنية تشكل اقل من عشرة بالمئة من الكتابات التي تم تصنيفها حتى الآن في هذا القصر الذي اقام فيه النصريون او بنو الاحمر قبل قرنين من انتهاء الوجود العربي في اسبانيا. وأكتشف الباحثون تكرار جملة "لا غالب الا الله" مئات المرات على الجدران بعد ان تم تصنيف 3116 كتابة في بهو قمارش او بهو السفراء. كما تكررت عبارة "النعيم الابدي" ويتساءل السياح عن معنى تلك العبارات التي تزين واجهة واسقف وجدران القصر الذي كان السلطان يستقبل فيه السفراء ويقيم فيه، ويعد واحد من اهم واقدم مباني قصر الحمراء. واوضح الباحث خوان كاستيا انه جرت محاولات مجموعة من المترجمين" لفك رموز هذه الكتابات أبان عصر الملوك الكاثوليك الاسبان الذين طردوا العرب وقضوا على الحكم العربي في الاندلس عند سقوط غرناطة في 1492، لكن اعمالهم ضاعت. وقصر الحمراء مدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو). وقد تعرض للنهب والخراب عبر العصور لكنه لم يتأثر كثيرا ويخضع منذ سنوات لعملية ترميم واسعة. ويقول المؤرخون ان آخر حاكم عربي لغرناطة هو ابو عبد الله محمد الحادي عشر بن علي، بكى عندما كان يغادر القصر مع عائلته الى المنفى بعدما دخل الاسبان المدينة في 1492، فقالت له والدته "لا تبك كالنساء على ملك لم تصنه كالرجال". (ا ف ب)