تسعي المرأة السعودية نحو ايجاد فرص لها فى الظهور على الساحة الاجتماعية والسياسية من خلال الدخول الى القيام بأعمال لم تعتاد عليها قبل ذلك ومنها عروض الازياء، فلم تعتاد المرأة السعودية على العمل كعارضة أزياء وهو أمر كان فى الماضي غاية فى الصعوبة الا ان اصرار المرأة السعودية على الظهور بدور مجتمعي اكثر جعلها تدخل هذا المجال دون خوف أو تردد. وتقول الفتاة السعودية نورة (20 عاما) انها واجهت صعوبة بالغة في إقناع والدها بالموافقة على رغبتها باقتحام عالم عرض الأزياء، الذي كان في الماضي القريب يعد من المحظورات اجتماعيا، لا سيما أن عملها في معهد الإدارة العامة، لا يؤثر على دراستها، لكنها تمارسه منذ عامين من باب الهواية لضعف عائده المادي. وترى نور أن قلة الوظائف النسائية في سوق العمل واقتصارها على مجالات محدودة، وراء إقبال عدد من الفتيات السعوديات على مهنة عرض الأزياء الذي من وجهة نظرها لا غبار عليه، ما دام يتم في إطار مجتمع نسائي دون اختلاط مع الرجال. وتطالب بإيجاد وكالة تنظم عمل العارضات في المملكة، وتريحهن من عناء الاتفاق المباشر مع الجهات المنظمة للعروض داخل بوتيكات الملابس النسائية. وتشير زميلتها ميرا (22 عاما) لصحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنها طالبة جامعية، وتمارس عرض الأزياء كهواية في أوقات الفراغ، وتلاحظ بعد كل عرض استغراب النساء من كونها سعودية. وعن تجربتها، تقول ميرا إنها كانت في الثانية عشرة من عمرها حينما شاركت لأول مرة في عرض لأزياء الأطفال، وعندما كبرت عرضت أزياء إسلامية خارج الوطن. أما إيلاف (22 عاما) فتقول إن العديد من الفتيات يقبلن عليها بعد كل عرض أزياء تشارك فيه ليستفسرن منها بحكم تخصصها في مجال التغذية عن المعايير والمواصفات التي يجب أن تتوفر في العارضة، مبديات إعجابهن بهذا المجال. وعن المبالغ التي تتقاضاها العارضات، تشير إلى أنها تتفاوت حسب خبرة كل عارضة وتتراوح عادة ما بين 1000 إلى 1500 ريال. وتلاحظ مدربة عارضات الأزياء نهى صبري، أن غالبية العارضات السعوديات أمهاتهن أجنبيات، وتقول إن ذلك يفسر إقدامهن على تخطي الحاجز الاجتماعي، مشيرة إلى أنها تدرب حاليا فتيات من مختلف الأعمار، بعضهن تقل أعمارهن عن 20 عاما، وجميعهن يتطلعن للاحتراف. وحول مواصفات العارضة، ترى أنه يجب أن يكون طولها حوالي 170 سم، ووزنها نحو 60 كجم، ولا يشترط أن تكون جميلة. وتتوجه حاليا إحدى سيدات الأعمال إلى إنشاء شركة متخصصة تعمل على توظيف العارضات، ومن ثم تسويقهن على المحلات النسائية الراغبة بإقامة العروض، خاصة بعدما عمدت مالكات محلات بيع الأزياء النسائية إلى تجهيز محلاتهن بمنصات للعروض للاستفادة من العارضات في الترويج لبضائعهن وسط جو من الخصوصية، بحضور جمهور نسائي فقط. وتأكيدا لتغيير النظرة الاجتماعية لعارضات الأزياء، تقول أم العارضة مرام «إنها تشعر بسعادة بالغة وهي تشاهد ابنتها ترتدي فستان سهرة، وتستعرض به أمام مئات النساء، ولا ترى في ذلك ما يخالف القيم الدينية والاجتماعية طالما كان جميع الحضور في العروض نساء. ونظرا لأن مرام لا تزال صغيرة وعمرها لا يتجاوز 17 عاما، فهي ترافقها في كل العروض التي تشارك فيها، وتنسق جميع أعمالها. وتشير ريم الرشيد، المديرة التنفيذية لإحدى الشركات، إلى أنها واجهت صعوبات في استقدام عارضات أزياء من الفلبين واضطرت للتعاقد مع العارضات المحليات، رغم أنهن لا يتمتعن بمواصفات عالية، لافتة إلى أن هناك تزايد إقبالا على مهنة عرض الأزياء من قبل الفتيات السعوديات والأجنبيات في المملكة. وتقترح تبني إحدى سيدات الأعمال للعارضات عن طريق إنشاء شركة متخصصة تحتضنهن وتنسق لإقامة عروض الأزياء النسائية.