تسعى الحكومة الامريكية لسن قواعد مالية جديدة صارمة على وول ستريت لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتحجيم الاقدام على المخاطر الذي عصف ببنوكها وفجر أزمة مالية عالمية وسط ظهور بيانات اقتصادية تبعث على التفاؤل. ودعا وزير الخزانة الاميركية تيموثي جايتنر الكونجرس الخميس الى تشكيل جهاز تنظيمي واحد تسند اليه مسؤولية الحفاظ على الاستقرار المنهجي لكبرى المؤسسات المالية وانظمة الدفع والتسويات الحساسة". ودعا جايتنر الى تشكيل جهاز تنظيمي "تسند اليه مسؤولية الحفاظ على الاستقرار المنهجي لكبرى المؤسسات المالية وانظمة الدفع والتسويات الحساسة". وتسعى ادارة أوباما الى تشكيل جهاز تنظيمي قوي لمراقبة المخاطر يتمتع بسلطة الاشراف العميق على الشركات المالية غير المصرفية مثل صناديق التحوط وشركات الاستثمارت الخاصة. كما تهدف المقترحات الى تنظيم عقود مقايضة مخاطر الائتمان والمشتقات المتداولة خارج المقصورة وذلك للمرة الاولى. وتأتي المقترحات في أعقاب بعض المؤشرات المبدئية على أن أضخم اقتصاد في العالم ربما كف عن الانكماش والاعلان في وقت سابق من الاسبوع الاخير من مارس/اذار 2009عن خطة واشنطن لتخليص البنوك من أصول فاسدة تصل قيمتها الى تريليون دولار وتعد المتسبب الرئيسي في أزمة الائتمان العالمية وارتفعت الاسهم الامريكية في أعقاب البيانات لكن ضعف الطلب على سندات أمريكية وبريطانية في مزادات عزز المخاوف بشأن مدى قدرة الحكومات على اقتراض ما يكفي لتغطية التكاليف المتصاعدة لتحفيز الاقتصاد. واقتدت الاسهم الاسيوية بمكاسب وول ستريت وارتفعت أكثر من 2 % الى أعلى مستوياتها في 11 أسبوعا بعدما أظهرت بيانات ارتفاع طلبيات التوريد الامريكيةالجديدة للسلع المعمرة في فبراير/ شباط 2009 وذلك للمرة الاولى في سبعة شهور وانتعاش مبيعات المنازل الجديدة. وبالرغم من المؤشرات التي تبعث الى التفاؤل الا ان بعض المتشككين يقولون ان من السابق لاوانه اعلان أن التباطوء قد بلغ مداه وحذر مسؤولان كبيران بمجلس الاحتياطي الاتحادي من أن الركود الامريكي قد يستمر لبضعة شهور قبل أن يبدأ تحسن الاقتصاد أواخر عام 2009 أو أوائل 2010 كما يتزامن اقتراح تيموثي جايتنر مع مسعى الرئيس الامريكي باراك أوباما الى الفوز بموافقة الكونجرس على خطته للانفاق للعام 2010 التي تبلغ قيمتها نحو 3.5 تريليون دولار ويقول انها "جزء لا يتجزأ" من جهوده لانتشال الاقتصاد الامريكي من الركود. وادى انهيار سوق القروض العقارية بسبب ارتباط الاوراق المالية بقروض اسكان عالية المخاطر الى الازمة المالية في انحاء العالم وادخل الاقتصاد الاميركي، اكبر اقتصاد في العالم, في حالة من الركود الاقتصادي. (رويترز)