اعتبر الرئيس الامريكى باراك اوباما الاحد انه يجب ان يكون لدى الولاياتالمتحدة "استراتيجية للخروج"من افغانستان حتى وهي تقوم بتوسيع جهودها العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية لمواجهة تمرد طالبان. وقال اوباما في مقابلة بثتها شبكة "سي بي اس"التلفزيونية الاحد ضمن برنامج "60 دقيقة"ما نسعى اليه هو استراتيجية شاملة"، واضاف "يجب ان يكون هناك استراتيجية للخروج، يجب ان يكون هناك شعور بان هذا الوضع لا يشكل تورطا دائما". وتاتي تعليقات اوباما فيما يعد استراتيجية جديدة لافغانستان لمواجهة ارتفاع اعمال العنف التي اثارت تساؤلات حول مدى فعالية الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة منذ سبع سنوات لارساء الديموقراطية في هذا البلد. وقال اوباما ان قرار ارسال 17 الف جندي امريكى اضافي الى افغانستان في محاولة لوقف اعمال العنف قبل الانتخابات الرئاسية في اب/اغسطس ،كان اصعب قرار اتخذه منذ توليه مهامه. واضاف "اعتقد انه الامر الصائب لكنه كان قرارا صعبا لاننا اضطررنا لاتخاذه قبل استكمال مراجعة الاستراتيجية التي نقوم بها". واعتبر قادة اميركيون انه من الضروري ارسال 30 الف جندي اضافي لاحراز تقدم في المواجهة في بعض انحاء افغانستان، لكن بعض المحللين يحذرون من الغرق في وضع مشابه لحرب فيتنام في بلد مناهض تاريخيا للاجانب. وحدد اوباما في المقابلة المهمة الامريكية في افغانستان بانها "التاكد من ان القاعدة لا يمكنها مهاجمة الولاياتالمتحدة والمصالح الامريكية وحلفائنا. تلك هي ابرز اولويتنا". وقال "عملا بهذه الاولوية، قد يكون هناك سلسلة من الامور التي يجب ان نقوم بها"موضحا "يجب ان نعزز القدرات الاقتصادية في افغانستان, وان نضاعف جهودنا الدبلوماسية في باكستان". واضاف "قد نضطر لاعتماد مقاربة دبلوماسية اوسع اقليميا، قد نضطر للقيام بتنسيق اكثر فاعلية مع حلفائنا، لكن لا يمكننا تحويل انظارنا عن مهمتنا الاساسية". وقال ان المهمة هي نفسها التي قررتها الولاياتالمتحدة حين دخلت الى افغانستان بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 مشيرا الى ان التخطيط لاعمال عنف ضد مواطنين امريكيين "هو امر لا يمكننا التسامح معه". ويتوقع ان تركز الاستراتيجية على توسيع كبير للقوات الامنية الافغانية مع التقارب مع متمردين "معتدلين"وزيادة المساعدات المدنية واعتماد دبلوماسية واعدة في انحاء المنطقة. وبعض القوات ستكلف الاشراف على تجنيد وتدريب عناصر اكثر من الجيش والشرطة الافغانيين لان الادارة الامريكية تراهن على توليهما في احد الايام المهام الامنية. ويتوقع من المدنيين، من الخبراء الزراعيين الى المهندسين، ان يعززوا عمل الحكومة المحلية والقادة القبليين لان المسؤولين الغربيين يتخوفون من الاعتماد بشكل اساسي على حكومة كابول الضعيفة التي يسودها الفساد. وقد ظهرت الخطوط العريضة لهذه الاستراتيجية تدريجيا في بيانات حكومية وتقارير اعلامية فيما يحضر اوباما لعرضها خلال قمة حلف شمال الاطلسي في نيسان/ابريل حيث سيدعو الحلفاء الاوروبيين الى تقديم مساعدة اضافية. وبعدما اعطى مثالا على العراق، قال اوباما انه يؤيد اجراء محادثات مع عناصر من التمرد الافغاني على امل عزل القيادة المشتددة المتحالفة مع القاعدة. وقد عين اوباما المبعوث الخاص ريتشارد هولبروك في مهمة محاولة اقناع باكستان ببذل مزيد من الجهود لوقف تحركات الناشطين وتعزيز السيطرة على حدودها. وقال اوباما "طالما هناك ملاذات آمنة في هذه المناطق الحدودية الخارجة عن سيطرة الحكومة الباكستانية، سيبقى هناك خروقات على الجانب الافغاني من الحدود". ويتوقع ان تشمل جهود اوباما الدبلوماسية الاقليمية الهند على امل خفض التوتر مع باكستان كما قد تشمل ايران التي عارضت في السابق نظام طالبان. اوباما يسمح بنشر تقرير تعذيب المعتقلين بتهمة الارهاب على صعيد أخر ذكرت مجلة نيوزويك ان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيسمح قريبا بنشر تقرير اعد في عهد الادارة السابقة ويتحدث بالتفصيل عن وسائل تعذيب استخدمت ضد الاشخاص الذين يشتبه بانتمائهم الى تنظيم القاعدة. واعد التقرير بشكل ثلاث مذكرات داخلية حقوقيون في وزارة العدل في عهد الرئيس جورج بوش، وهو يتضمن للمرة الاولى تفاصيل عن تقنيات استجواب اشخاص يشتبه بضلوعهم في الارهاب. ويأتي نشر هذه المذكرة بعد نشر تسع مذكرات داخلية مطلع الشهر الجاري، تعود الى السنوات من 2001 الى 2003 واستخدمت قاعدة قانونية للتجاوزات في عهد بوش. وكانت ادارة اوباما وعدت بانهاء وسائل الاستجواب المثيرة للجدل مثل الاغراق الوهمي. وقالت المجلة الاسبوعية ان اعضاء في المخابرات ما زالوا يعارضون نشر المذكرات الثلاث معتبرين انها ستعطي العدو فكرة عن الاهداف والاستراتيجيات الامريكية. وسيعزز نشر هذا التقرير على الارجح الدعوات الى تشكيل لجنة للتحقيق في تجاوزات ادارة بوش في الحرب على الارهاب. (ا ف ب)