أكد الرئيس السودانى عمر البشير أنه مصمم على الذهاب والمشاركة فى قمة الدوحة التى ستنعقد فى نهاية الشهر الجارى أيا كانت النتائج. وقال "أن المقصود من وراء قرار المحكمة الجنائية الدولية هو إشاعة الفوضى السياسية فى السودان وتقييد حركته وتحجيم دور السودان الإقليمى فى مساندة قضايا أمته العربية والإسلامية وقضايا قارته الأفريقية". وأتهم البشير المحكمة الجنائية الدولية بأنها تسعى إلى خلق جوانتامو جديد لأفريقيا من خلال قراراتها وأحكامها الجائرة التى تستهدف العديد من القادة الأفارقة. ووجه البشير إنتقادات للمحكمة بإذدواجية المعايير والتغاضى عن محاكمة مجرمى الحرب الحقيقيين فى واشنطن وتل أبيب. ونوه البشير إلى الدور الإسرائيلى فى صناعة وإنتاج أزمة دارفور وقال : إن السودان يعاقب بسبب مواقفه فى رفض الوجود الصهيونى ووجود القوات الأجنبية فى المنطقة ودعمه لحركات التحرير وحقها فى الكفاح المسلح لإستعادة حقوقها الشرعية وتحرير أوطانها من الإحتلال الإستعمارى. وقال الرئيس السودانى : إن بلاده ماضية فى طريقها لتحقيق السلام والتنمية فى السودان وأن بلاده لن تتوانى عن فضح وتحطيم المحكمة الجنائية الدولية ودورها المشبوه والمسخر لخدمة المصالح الإستعمارية. وإنتقد البشير الدور الذى تقوم به بعض منظمات الإغاثة التى تعمل لصالح أجهزة إستخبارية وقال : إن بلاده تمتلك وثائق وإعترافات لشهود سعت هذه المنظمات لتوظيفهم للشهادة أمام المحكمة الجنائية على غير الحقيقة .. وقال إن بلاده لن تتردد فى طرد أى سفير تسول له نفسه التدخل فى شئون السودان وإنتقد الدور الأمريكى التحريضى فى الوقت الذى ترفض فيه واشنطن الإنضمام لهذه المحكمة. وأشاد البشير بدور مصر قيادة وشعبا فى هذه الأزمة وقال " إن بلاده تفتح حدودها للمزارعين المصريين للاستثمار والزراعة فى وطنهم الثانى بهدف تحقيق الإكتفاء الذاتى للبلدين". وقال البشير إن قرار المحكمة الجنائية الدولية الصادر ضد بلاده هو "قرار سياسى وليس قرارا يستند إلى حيثيات قانونية.. لأن القضية بالأساس جرى تسييسها لحساب مصالح الغرب والصهاينة والأمريكان. لذلك قلت منذ البداية إن هذه المحكمة ليست محكمة عدلية هدفها إشاعة العدل فى العالم ولكنها ذراع سياسية للقوى المعادية للسودان ولحركات التحرر فى العالم بأسره وأفريقيا على وجه التحديد ومن ثم فإذا كانت أمريكا قد سبق لها أن إفتتحت سجن جوانتانامو وأودعت فيه المئات بتهمة مقاومة الإرهاب فإن هذه المحكمة هى جوانتنامو آخر للأفارقة . أما "أوكامبو" فهو يقوم بدور السجان والمحرض على الشرفاء وأصحاب الحقوق فى أفريقيا والعالم". وأضاف القول .. "هذه المحكمة الجنائية تكيل بمكيالين . وهى تتجاهل عن عمد.. جرائم حرب وإبادة تجرى فى فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من المناطق . هناك عشرات الدعاوى المقدمة الى المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم غزة التى وقعت أمام مرأى ومسمع من العالم وراح ضحيتها أكثر من سبعة آلاف شهيد وجريح نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ فأين هى المحكمة الجنائية الدولية من ذلك؟ لماذ لا تحاكم مجرمى الحرب الصهاينة الذين إعترفوا علانية على إرتكابهم هذه الجرائم وبأسلحة محرمة دوليا". وتساءل الرئيس السودانى بقوله " لما ترك الرئيس الامريكى السابق جورج بوش دون محاكمة أو عقاب علما بأن جرائمه ومسئوليته عن مقتل أكثر من مليون وربع المليون وتشريد الملايين من العراقيين معروفة؟ لقد إعترف هو نفسه بخطأ المعلومات المقدمة إليه من أجهزة الإستخبارات والتى تقوم بالغزو على أساسها فمن يحاسب هؤلاء على الدماء التى أريقت فى بلاد العرب والمسلمين .؟ ولماذا لم يتحرك أوكامبو للتحقيق للتحقيق وإصدار قرار الإتهام بحق هؤلاء".؟ وقال الرئيس عمر البشير أنه مع إندلاع الأحداث فى دارفور كانت إسرائيل وباعترافهم هى التى فجرت الأزمة وحرضت عليها وساندت بعض المتمردين الذين فتح بعضهم مكاتب فى تل أبيب إنهم يريدون من وراء هذه المؤامرة تقسين السودان وتفتيته وإشعال الحرب بين أبنائه وإفشال كل مبادرات السلام وجهود المصالحة التى قامت بها حكومة السودان". وأضاف القول .. غير أن الفشل حتما سيكون مصيرهم فالسلام مع الجنوب أصبح حقيقة واقعة ونحن نمد أيادينا للسلام فى دارفور ولكن هناك من يتعمد إفشال هذه الجهود كما حدث فى "أبوجا"وغيرها ومع ذلك أقول "إن السودان ماض فى طريقه نحو تحقيق التنمية والسلام فى كافة ربوعه غير عابىء بهذه المحاولات والمخططات الإستعماريةالتى نثق أنها حتما ستتحطم على صخرة الوحدة والصمود فى السودان. وردا على سؤال بشأن المنظمات التى تم طردها من السودان قال البشير "أن هذه المنظمات قدمت معلومات كاذبة ومغلوطة حول حرب إبادة وجرائم حرب ترتكبها قوات الحكومة وبعض الميليشيات التى تدعمها كما يقولون وهذه أكاذيب مفضوحة يكذبها الواقع فى دارفور هناك عشرات الصحفيين ذهبوا إلى هناك وتابعوا الأوضاع على". واضاف القول أن هذه المنظمات جاءت الى السودان لممارسة دور إنسانى فى الإغاثة بإتفاق مع حكومة السودان وعندما تخرج هذه المنظمات عن دورها وتهدد الأمن القومى للبلاد فمن حقنا أن نطردها. وجدد الرئيس السودانى رفض بلاده للتدخل الخارجى وتهديد أمن السودان ..وقال "أن مشاكل البلاد الداخلية نسعى إلى حلها بأنفسنا ونحن نعرف حقيقة الدور المشبوه بهدف تهديد السودان وإشاعة المشاكل والفتنة على أراضيه ولكن كما قلت قبل ذلك فإن السودان كفيل بمعالجة مشاكله الداخلية وحده أو بمعاونة أشقائه وإخوانه العرب والأفارقة والشرفاء الحريصين على أمن السودان أما أصحاب الأجندات الخارجية فنحن لن نسمح لهم بأن يقوموا بدورهم المشبوه مهما كلفنا" . وفى رده على سؤال بشأن موقف مصرقال الرئيس البشير" أنا سعيد جدا بمواقف مصر قيادة وشعبا فهو مقف يعبر عن أصالة هذا الشعب ورفضه للظلم الواقع على السودان وقد كانت مواقف الرئيس مبارك ومنذ اللحظة الأولى واضحة مصر دولة كبيرة ولها علاقاتها الإقليمية والدولية ولها دورها المؤثر وقد كان اللقاء الأخير بينى وبين الرئيس مبارك لقاءا أخويا وديا عبر فيه الرئيس مبارك عن تضامنه مع السودان ووحدة شعبه وأراضيه دور لاينكر فى تحقيق المصالحات على أرض السودان ونحن نشجع هذا الدور ونقدره". واختتم الرئيس السودانى بالقول" نحن لاننسى لمصر دورها فى إجهاض العقوبات التى على السودان فى مجلس الأمن حيث كان لمصر وجهدها فى تجييش دول عدم الإنحياز وفرنسا وبريطانيا وغيرهم الدور الأكبر فى إسقاط هذه العقوبات ..والعلاقة بيننا وبين مصر تتطور دائما إلى الأمام وأنا أريد أن أطمئن أشقاءنا المصريين والعرب وكل أحرار العالم أن السودان بخير وأهله على قلب رجل واحد .. ولن يستطيع كائن من كان أن ينال منا ومن كرامتنا وإستقلالنا الوطنى". ا ش ا اقرأ أيضا: "العدل والمساواة" تلغي خططا لمحادثات مع حكومة السودان