زادت المخاوف حول مستقبل السياحة في مصر بعد الاعتداء الإرهابي الذي وقع في منطقة الحسين السياحية بوسط القاهرة والذي أسفر عن مقتل فتاة فرنسية واصابة 24 اخرين. فبدلا من الحافلات التي تنقل سائحين الى سوق خان الخليلي امتلات ساحة المكان الاثري برجال الشرطة. وفي خان الخليلي حيث تعج الشوارع الضيقة بالمحال التي تبيع كل شيء من المجوهرات الى المنتجات الجلدية وحلل الراقصات الشرقيات يقول التجار ان حركة البيع بطيئة في عام 2009، وان هذا الهجوم سيأتي بالاسوأ على تجارتهم. وقال طارق السيد الذي يملك "محل العاديات" في سوق خان الخليلي - الذي يعود الى القرن الرابع عشر- وهو جالس يفكر في المستقبل الصعب "في هذا الوقت من النهار كانت الحافلات تأتي محملة بالسائحين الى هنا.. لكن اليوم الاوضاع هي كما ترى، واضاف انه من الطبيعي ان يؤثر هذا الحادث على اوضاع المنطقة السياحية" من جهته اوضح باسيلي تواضروس الذي يدير متجرا قرب المتحف المصري في وسط المدينة ان تجارته انخفضت بنحو 40 % منذ بداية الازمة المالية في أوروبا، واضاف "كل عملنا مع السائحين.. هذه الاشياء (الهجوم الاخير في حي الحسين)تحدث وهي سيئة جدا لتجارتنا ولمصر قهوة الفيشاوي الشهيرة تخلو من الرواد واردف ابراهيم محمود الذي لم يخلو محله هو الاخر من الزبائنفي اليوم التالي للهجوم "نحن متعودون على الفصال (المساومة) لكن الناس تعودوا على أن يشتروا في نهاية الامر... الان هم يساومون لكن (الكثير منهم) ينصرفون دون أن يشتروا أي شيء. فقبل الهجوم كانت السياحة في مصر تقع تحت وطأة الازمة المالية العالمية التي ادت الى تراجع عدد السائحين القادمين اليها، مما ادى الى انخفاض عائدات الفنادق ونسب الاشغال نتج عنه اضطرار بعض المنشات على الاستغناء عن عاملين أو اغلاق أبوابها. ويقول مديرون في صناعة السياحة ان البطء الاقتصادي ضرب منتجعات البحر الاحمر مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم وان ذلك يرجع لانخفاض قيمة اليورو والروبل الروسي والجنيه الاسترليني مقابل الجنيه المصري. انخفاض عدد الروس يثير القلق واوضح رئيس المجموعة السياحية المصرية "ايميكو" ان وكالة روسية اعتادت احضار 20 ألف سائح أسبوعيا الى البلاد خفضت العدد الى ألف في الاسبوع، مضيفا ان تراجع عدد السائحين الروس احدث ذعرا بين مديري الفنادق. وفي مرسى علم حيث الاعتماد على السائحين الروس والبريطانيين والايطاليين أغلقت ثلاثة فنادق أبوابها لانها لم تستطع تغطية نفقاتها بحسب أحمد بلبع رئيس جمعية مرسى علم التي تمثل فنادق جنوبسيناء. وافاد تقرير لبنك "سي اي كابيتال" ان الهجوم الاخير في حي الحسين تسبب في خفض عدد السائحين بنسبة 13 % واضاف ان صناعة السياحة انتعشت بسرعة وتسببت هجمات متشددين في دول أخرى في جعل اثر عدم الاستقرار في مصر يقل ويكون قصير المدة. وتتوقع دانية درويش نائب رئيس أبحاث الاسهم في البنك الاستثماري المجموعة المالية هيرميس أن ينخفض عدد السائحين سينخفض عام 2009 بنسبة 18 % الى 10.5 مليون سائح، فضلا عن هبوط معدلات الاشغال الى ما دون 50 %. كما ترجح انخفاض العائدات من السياحة بنسبة 15 % الى 9.2 مليار دولار في السنة المالية التي تنتهي في يونيو/ حزيران 2009 وبنسبة 15 % في السنة التالية. ويثير احتمال زيادة البطالة مخاوف الحكومة المصرية التي تعتمد على السياحة في ايجاد وظائف مباشرة وغير مباشرة لنسبة 12.3 % من قوة العمل والاسهام بنسبة 7 %من الناتج المحلي الاجمالي. ويرى محللون ان البطالة يمكن أن تغذي نفس النوع من القلاقل الاجتماعية والاحتجاجات والاضرابات العمالية التي شهدتها مصر في السنوات الثلاث المنقضية، حين تسبب النمو الاقتصادي السريع في دفع معدل التضخم الى 24 % وهي نسبة لم تحدث منذ 16 عاما. ووسط الصعوبات التي تواجه قطاع السياحة المصري الا ان بعض السائحين اكدوا ان مصر ستظل مقصدا سياحيا جاذبا برغم من الازمة المالية والتهديدات الامنية. وقال راجو راماراجو وهو هندي يبلغ من العمر 35 عاما يعمل لشركة نفط في دولة الامارات العربية "هذا مكان تاريخي وهذا هو السبب في أننا هنا ..كل انسان يود رؤية الاهرام" وتشتهر مصر بعدد من أهم المواقع التاريخية في العالم مثل الاهرام، كما تتميز بشواطئها الرملية وشعابها المرجانية الرائعة بمحاذاة ساحل البحر الاحمر، وتأتي أغلبية السائحين من الدول الاوروبية مثل روسيا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا. (رويترز)