الأهرام: 18/2/2009 خسر الصيادلة الرأي العام بسبب الإضراب الذي حاولوا الضغط به علي وزارة المالية لقضايا ضرائيبية لم يأبه أو يهتم بها الرأي العام, والأساس أن هدف الإضراب كسب أفراد الشعب إلي جانب الصيادلة, ومحاولة إقناعهم بشكواهم وقضيتهم ليقفوا إلي جانبهم ضد المسئولين عن الضرائب.. لكن المواطن العادي البسيط وجد أن هذا الإضراب موجه ضده هو وليس إلي مصلحة الضرائب أو وزارة المالية.. ضد أي مريض من الذين مهمتهم توفير الدواء له وقد يتعلق به حياة طفل أو مريض بالقلب أو بنوبة سكر, لكنهم أوصدوا أبوابهم وقبل ذلك قلوبهم وأعلنوا الإضراب.. المواطن العادي وأقولها بصراحة لم يتعاطف مع الصيادلة الذين أضربوا من أجل قضيتهم مع الضرائب, فهي قضية مالية استخدموا فيها أرواح وحياة آلاف المرضي دروعا بشرية لمحاولة تخويف الدولة, فكانت النتيجة عكسية من الناحية الجماهيرية.. والذي نجح فيه الإضراب أنه نبه هذا المواطن إلي أن كثيرا من الصيادلة تحولت إلي بوتيكات ومحال تجارية تبيع الروائح ومستحضرات التجميل والأغذية الخاصة وغير ذلك كثير مما يحقق أرباحا كبيرة.. المواطن العادي يري أن الصيدلية أصبحت سوبر ماركت من نوع خاص, ولهذا تسابق الكثيرون إلي فتح المزيد من الصيدليات لمعرفتهم أنها عمل رابح يحقق لهم الكثير.. ولو لم تكن كذلك لما أصبح في بعض الشوارع ثلاث وأربع صيدليات.. وقد تكون للصيدليات قضية أو شكوي عادلة ولكن محاولة حلها علي حساب المريض الذي يلجأ إلي الصيدلية أمر مرفوض إنسانيا ومهنيا بل وقانونيا.. فالخلاف قانوني, وتستطيع نقابة الصيادلة أن تلجأ إلي القضاء وتعرض قضيتها ليحكم فيها بما يحقق العدالة.. ثم إن خلافات الضرائب بصورة عامة لها طرقها القانونية المتعددة, فلماذا الصيادلة وحدهم الذين يلجأون إلي الإضراب؟ وهل معني ذلك إعطاء كل فئة تختلف مع الضرائب حق الإضراب وتهديد مصالح المواطنين؟ لو سأل صيدلي أي مواطن عن تأثير الإضراب لما حدثه عن أي حق للصيادلة, فقضيتهم ليست مع المواطنين وإنما مع مصالح الضريبة وحلها بصرف النظر عن أي إعتبار يجب أن يتم بعيدا عن أي مريض أو طالب دواء..