تحول المسلسل التلفزيوني التركي "وادي الذئاب" الذي يعرض حاليا علي تلفزيون أبوظبي الي مصدر لاثارة القلق في اسرائيل بالنظر الي ما يكشفه من فضائح وممارسات لمافيات الجريمة المرتبطة بها، ويدور الكثير من الجدل حول ما إذا كان يجب الاستمرار في عرض المسلسل، بعد ان أصبح واحدا من أكثر الاعمال الدرامية التلفزيونية جذبا للمشاهدين ، وقد أكدت القناة أن عرض المسلسل لن يتوقف وأن المسئولين بها كانوا يعلمون قبل عرض المسلسل المدبلج بالعربية أنه سوف يثير ضجة كبيرة واعترف مسئول بالقناة أنهم تعرضوا لضغوط قبل شراء المسلسل لكن القناة مضت في التعاقد عليه والقيام بدبلجته لأنه يختلف عن المسلسلات التركية الأخري التي تعتمد علي قصص الحب ، بينما يعتمد "وادي الذئاب" علي قصص وأسرار المافيات وعلاقاتها في بعض الدول وتأثيرها علي الصعيد السياسي ، ولم يتضح بعد إذ ما كانت قناة أبو ظبي سوف تشتري الجزء الثاني والثالث من المسلسل أم ستكتفي بالجزء الأول الذي يعرض حاليا ، وقد نقلت صحيفة الجزيرة السعودية عن "تقارير صحفية إسرائيلية تؤكد ان هناك تحركات من قبل الحكومة الاسرائيلية من أجل إيقاف المسلسل التركي »وادي الذئاب« الذي يعرض في قناة أبوظبي ، واضافت الصحيفة إن إكمال عرض المسلسل سيدخل إسرائيل في حرج كبير لما يحتويه من معلومات استخباراتية وتفاصيل أعمال إجرامية تقوم بها المافيات في تركيا التي يرتبط كثير منها بإسرائيل خاصةً عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات والصواريخ وعمليات غسيل الأموال . المتابع لمسلسل "وادي الذئاب" لا يفرِّق بين الواقع والخيال في القصة الروائية التي تتناول أحداثاً وهمية بمعالجة درامية تبدو أقرب إلي الواقعية التسجيلية ، ويمتاز المسلسل الذي منع عرض أحد أجزائه في تركيا بعد بث حلقة واحدة منه فقط بجرأته الشديدة وصراحته في كشف الفساد الحكومي والسياسي في تركيا وعلاقته بالمافيا ، أما الفيلم الذي أنتج بالاسم ذاته فأثار جدلاً واسعاً بعد الإشارات الصريحة التي تضمنها حول "سجن أبوغريب" ودور شركة الأمن الخاصة "بلاكووتر" في العراق، وحقق أرباحاً قاربت 28 مليون دولار، كما شارك فيه الممثل السوري غسان مسعود وعرض في مهرجان الاسكندرية السينمائي. تدور أحداث الجزء الأول من المسلسل حول ضابط مخابرات ينجح في اختراق المافيا والتربع علي قمَّتها ثم تقويضها من الداخل. ويسلط المسلسل، الذي أنتج عام 2003 واستمر عرضه لثلاث سنوات متتالية، الضوء علي دور المافيا في السياسة التركية وتهريب الأسلحة ودور الولاياتالمتحدة وإسرائيل في ما يعرف بالشرق الأوسط الجديد، وتحركات السي آي إيه والموساد وتدخلاتهما في المنطقة وخصوصاً تركيا. ويبدو بطل المسلسل "علي كندان" الذي يقوم بدوره الممثل التركي "نشأت شاشماظ " بطلاً مخلِّصاً بالنسبة للمشاهد الشرقي الذي طالما تعطش لشخصية قوية وذكية ومحبوبة تعمل علي تحقيق آماله في النصر والثأر من الفساد والتردي. المسلسل من إنتاج المخرج والمنتج التركي عثمان سيناف، ويقوم ببطولته الي جانب شاشماظ، كل من أوزجو نامال، وسلجوك أيونتيم، وأوكتاي كاينارجا، كما يحل الممثلان العالميان شارون ستون وآندي جارسيا ضيفي شرف علي الحلقة الأخيرة منه. ويتمتع المسلسل بقدر كبير من الحرفية في مشاهد الحركة والمؤثرات والحيل البصرية التي تقترب من الواقعية، وتبدو القيمة الإنتاجية واضحة في كل المشاهد منذ دقائقه الأولي. وتدور أحداث الجزء الأول من "وادي الذئاب" حول شخصية علي كندان الطفل الذي تم انتشاله من الملجأ وعندما كبر أصبح ضابط مخابرات، يطلب منه عن طريق رئيسه المباشر أصلان أكبي أن يتوغل في عملية سرية بقلب المافيا التركية فيما يعرف باسم مجلس الذئاب. ولكي تبدأ الرحلة كان لا بد أن يموت علي كندان ويولد بشخصية جديدة. وبعد مجموعة من عمليات التجميل لتغيير ملامح وجهه يولد بولات ويبدأ في التقرب من زعماء المافيا والتسلل إلي غرف عملياتهم لمعرفة مخططاتهم ويتعرف علي سليمان شاكر، رجل المافيا المعروف بعد أن ينقذه من موت محتوم، ويصبح ذراعه اليمني ويشكل الاثنان معاً فريقاً مميزاً داخل المافيا. منتج المسلسل عثمان سيناف قدم من قبل للدراما التلفزيونية والسينمائية التركية ثمانية أعمال مهمة، ومنها "آشي حياة" (دموع الورد)، كما كتب حوالي سبعة سيناريوات منها "قلب جريء" و"النمر الأرقط"، وأخرج حوالي 25 عملاً منذ عام 1987م وحتي آخر أعماله عام 2008 بعنوان "السنوات تمر بأقصي سرعة". أما شاشماظ فهو من الممثلين الجدد، وقدم ثلاثة أعمال تلفزيونية وفيلماً واحداً. وهو يعد اليوم من أهم الممثلين الشباب في تركيا رغم أنه لم يدرس الدراما ولا التمثيل. وقدمت الممثلة الشابة أوزجو نامال عروضاً مسرحية كلاسيكية ومعاصرة حظيت بنجاح كبير. كما قدمت واحداً من أهم الأفلام التركية في السنوات الأخيرة هو فيلم "السعادة موتلولوك" ويتناول جرائم الشرف في مناطق وسط الشرق التركي. ونال الممثل أوكتاي كاينارجا عدة جوائز عن أدواره في الدراما التركية المعاصرة، ومنها جائزة البرتقالة الذهبية لأفضل دور ممثل مساعد في فيلم "من أجل العشق" عام 1994، والجائزة نفسها عام 2002 عن دوره في فيلم "قلب جريء".