مع دخول الحملة الانتخابية الإسرائيلية يومها الأخير (الإثنين 9/2/2009) وتوقف استطلاعات الرأي واقتراب موعد التصويت.. يُطرح السؤال الأهم: من الخاسر الحقيقي؟ وعلى شرف من تجرى تلك الحملة؟ وفوق أرض من تدار؟ وشهد شاهد من أهلها * وصف "ناحوم برنياع" المحلل المخضرم والأول في صحيفة "يديعوت أحرونوت" المعركة الانتخابية الحالية بأنها "الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل"؛ فالخطاب المتشدد يظهر بشدة- ليس فقط في أوساط اليمين إنما أيضاً في أوساط حزبي "كديما" و"العمل"، فبينما الأول يفاخر بأن زعيمته "تسيبي ليفني" كانت وراء العدوان الغاشم على غزة وتقتيل إصابة نحو 7 آلاف فلسطيني معظمهم من المدنيين بدم بارد، يهاجم "إيهود باراك" ليبرمان لكونه لم يحمل ولو لمرة واحدة السلاح ويطلق النار على العرب (كما فعل هو كثيرا) "وكأن في هذا الأمر الامتحان لأهليته ولكفاءاته. كما عزا "ناحوم برنياع" نجاح ليبرمان في الاستطلاعات إلى "حجم الفزع بالمجتمع الإسرائيلي من العرب"؛ وأن الإسرائيليين الذين يتملكهم الخوف يعتبرون ليبرمان "الفزّاعة" التي لا يجب أن تخلو الحلبة السياسية منها، باعتبار "أن العرب هم العصافير، فيفزعون حين يرونها". ** كما كتبت "سيما كدمون" معلقة الشئون الحزبية في "يديعوت أحرونوت" أنه "بينما تتعاظم أحزاب اليمين في أوروبا بسبب الكراهية للمهاجرين، تتعاظم هنا في إسرائيل بسبب الكراهية للعرب". وذكرت كدمون أن الإسرائيليين المؤيدين لليبرمان يعرفون أنه لن يحل القضايا الإشكالية والخلافية مع العرب، "لكنهم يريدون شخصاً يخيف العرب على الأقل. وأضافت أن "ليبرمان هو بطاقتنا الصفراء التي نشهرها للعرب.. وليست الحمراء". يا عزيزي كلهم متطرفون وعنصريون *** من جهته، كتب الأديب "نير برعام" أن ليبرمان ليس بعيداً بأفكاره عما يفكر به نتنياهو أو باراك أو ليفني؛ لكنه يختلف عنهم في كونه ذو شخصية عنصرية مكشوفة للجميع.. وليست مقنّعةً. إنه يرى أن إسرائيل هي مكان لليهود بينما البقية هم ضيوف مؤقتون". وأضاف "نير برعام" أن باراك لن يصرح بمثل هذه الأفكار، "لكنه المسول كرئيس للحكومة عن قتل 13 مواطناً فلسطينياً برصاص قوات الأمن الإسرائيلية عام 2000. وأضوح أنه ما كان ليطلق النار على مواطنين يهود، وأن إطلاق النار السهل نجم عن كونه يعتتبر أن الفلسطينيين يشكلون خطراً دائماً. إسرائيل أضحت دولة الأبرتهايد وتطرق "نير برعام" إلى أن حزب "إسرائيل بيتنا" حصل على المكان الأول في أوساط الطلبة الإسرائيليين الذين تتراوح أعمارهم مابين الثانية والثالثة عشرة، ليقول إن هذا معناه أنه في أوساط غالبية جيل الشباب، فإن إسرائيل اليوم هي جنوب إفريقيا العنصرية "من دون اعتذارات أو تجمل". **** من جهتها، خلصت المعلقة "أبيراما جولان" إلى نتيجة فحواهاأن "التطرف القومي هو ملاذ الأوغاد، لكنه وقت الضائقة ملاذاً للمفزوعين من الغد، ملاذ الذين تلاحقهم الكراهية والخوف من العرب؛ من أجل ذلك يهرول هؤلاء جميعاً للانضمام إلى الملاذ المسمى ليبرمان". اشتداد الكراهية للعرب بعد حرب غزة وإعجاب بصراحة ليبرمان وقد خلص معظم المعلقين الإسرائيليين إلى استنتاجين أساسيين: الأول هو أن الشارع الإسرائيلي انجرف في السنوات الأخيرة نحو اليمين واشتدت كراهيته للعرب في إسرائيل بعد الحرب على غزة. والثاني أن أوساط اليمين معجبة بصراحة ليبرمان الذي يقول ما يفكر به معظم أركان الأحزاب الكبرى الأخرى لكنهم لا يجرؤون على الإفصاح عنه. ولفتوا إلى أن اعتماد ليبرمان في دعاياه الانتخابية شعار "لا مواطنة بلا ولاء" حقق له نجاحاً فاق توقعاته وأذهل الساحة الحزبية كلها. كما أشاروا إلى حقيقة أن أكثر من نصف المهاجرين الروس يحبذون رؤية زعيم "يبث قوة وجبروتاً ولا يخاف". نتنياهو: استكمال العدوان على غزة – فلسطين مصدر تهديد – لنبقى بالجولان ويركز زعيم الليكود بنيامين نتنياهو في حملته على مهاجمة كاديما وزعميته ليفني، ويرى أن العملية العسكرية انهيت في قطاع غزة قبل أن تستكمل أهدافها. ويركز زعيم الليكود على رفض وعود ليفني بمواصلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين ويقول إن هذا النهج هو الذي ادى لاستمرار سقوط الصواريخ من غزةجنوبي إسرائيل. ويشك نتنياهو في إمكانية إقامة دولة فلسطينية "لا تمثل تهديداً لإسرائيل"، وأكد أيضاً خلال زيارة أمس الأحد لمرتفعات الجولان رفضه الانسحاب منها مقابل السلام مع سورية. وقال أيضا أمام تجمع لأنصار حزبه في حيفا: "الشعب الإسرائيلي يريد التغيير. إننا نريد ثورة في كل جانب من جوانب حياتنا القومية، لكن في المجالين الأمني والاقتصادي.. أولاً وقبل كل شيء." وأكد نتنياهو أنه سقوط قذائف القسام على بلدة سديروت بحاجة ل "رد ساحق". مجرد التمسك بالتفاوض مع الفلسطينيين يدفع ليفني للوراء وعلى درب التطرف واليمينية التي تجتاح الشارع الإسرائيلي، يؤكد المراقبون أن تمسك ليفني بنهج المفاوضات قد يحد من فرصها في تشكيل حكومة ائتلافية مع الأحزاب الدينية والقومية- في حال فاز كاديما بالانتخابات. وتعد ليفني بمواصلة مفاوضات السلام التي أطلقها مؤتمر أنابوليس في نوفمبر 2007، وقالت إنها ليست مستعدة لأن ترأس حكومة بدون أية عملية سلام، معتبرة أن "هذا ثمن لا يمكن تحمله". لليمين در وكانت آخر استطلاعات الرأي قد أظهرت أن حزب الليكود بزعامة نيامين نتنياهو سيحصل على 27 مقعداً بالكنيست (من 120 مقعد)، في حين سيحصل حزب كاديما بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على 25 مقعداً، ويحصل حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتشدد- بزعامة أفيجدور ليبرمان- على 19 مقعداً، ويحصل حزب العمل- بزعامة وزير الدفاع إيهود باراك- على 14 مقعداً.. التي تعتبر النتيجة الأدنى في تاريخه. كما أظهر الاستطلاع أن حزب شاس الديني على 9 مقاعد، وحزب ميريتس اليساري على 6 مقاعد، وحزب يهادوت هتوراة المتزمت على 6 مقاعد، وحصل الاتحاد الوطني (يمين متطرف) على 4 مقاعد، وحصلت القوائم العربية على 10 مقاعد. وفي النهاية، بات واضحاً وضوح الشمس أن الفلسطينيين هم لا محالة الخاسرون، وأن نتنياهو وليبرمان يستلان سيفهما "لنسف أطفال نساء وشيوخ غزة"، و"لعدم السماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم الخطرة على أمن إسرائيل"، و"الإبقاء على الجولان"، و"ترحيل الفلسطينيين". واقرأ أيضاً: - بنيامين نتنياهو.. يميني حتى النخاع - تسيبي ليفني.. سياسية واستخباراتية أم مجرد مثلية؟ - إيهود باراك.. ضابط إسرائيلي تحت عباءة سياسي