ديمة الكيلاني - استطاع الإنسان منذ 35 سنة أن يغزو الفضاء، ومنذ ذلك الوقت اجريت آلاف الدراسات في هذا المجال من بينها تغذية رواد الفضاء، واحتياجاتهم من الطاقة، سوائل الجسم، وعمليات الأيض كأيض البروتينات، والكالسيوم. يفقد رائد الفضاء 1- 5 % من كتلة جسمه أثناء وجوده في الفضاء، ويفقد 5,0-1 كغ من الماء من العضلات والعظم والخلايا الدهنية، وهذا الفقدان للوزن يعود خلال خمسة أيام من العودة إلى الأرض، وقد وجدت الدراسات أن هذه التغيرات تحدث بالرغم من تزويد رواد الفضاء بالطاقة والسوائل المناسبين، ووجدت الأبحاث أن رواد الفضاء يستهلكون كمية أقل من الطاقة عند ممارسة الرياضة الهوائية مقارنة بالشخص الذي يمارسها على الأرض لكونه خارج نطاق الجاذبية الأرضية حيث يحتاج إلى جهد أقل للحركة، ولأن حيز المركبة ضيق يمنعه من الحركة أيضاً، إلا أن دراسات أخرى وجدت أن رواد الفضاء في حالة الإسترخاء يصرفون طاقة أكثر عند وجودهم في الفضاء، من المهم أن يأخذ رائد الفضاء كامل احتياجاته من الطاقة لمنع هدم البروتين في الجسم وبالتالي فقدان الكتلة العضلية وحجم العضل وقوته، وقد اتبعت ناسا توصيات منظمة الصحة العالمية لتقدير احتياجات رائد الفضاء من الطاقة ، حيث أن الكربوهيدرات تغطي 50 % من هذه الطاقة، 12-15 % للبروتين، 30 - 53% للدهون. يتأثر تركيب العظم بسبب انعدام الجاذبية والأشعة فوق البنفسجية وزيادة الضغط النفسي حيث يتعرض رواد الفضاء إلى فقدان المعادن الموجودة في العظم خلال الطيران، ويعزى ذلك بسبب تغيرات فسيولوجية مثل هرمون جارات الدرقية الذي له دور في عمليات الأيض التي تحدث في العظم حيث يقل مستواها أثناء الطيران، وبسبب عدم وجود الأشعة فوق البنفسجية، فإن فيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم يقل مستواه ، لذلك فإن احتياج رائد الفضاء للفيتامين د والكالسيوم أكثر من الفرد العادي ويجب الحصول على فيتامين د من خلال الجرعات الإضافية إذا كانت الرحلة أكثر من 180 يوماً. يتعرض رواد الفضاء إلى بعض التغيرات في الجهاز الهضمي حيث تقل حركة الأمعاء ويختلف محتواها من البكتيريا من حيث نوعها وكميتها التي تكون أكثر خلال التواجد في الفضاء، لكن لا يوجد اختلاف في عملية الامتصاص، يعزى سبب هذا الاختلاف إلى زيادة كمية الإشعاع الذي يتعرض له رواد الفضاء الذي يسبب تدمير الخلايا أو إحداث طفرات أو تحولات في البكتيريا إما من خلال التفاعل مع الحمض النووي أو تشكيل الجذور الحرة، لذلك ينصح رواد الفضاء بتناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات للتأكسد مثل السيلينيوم وفيتامين ا وج و ه، وبسبب قلة حركة الأمعاء يتعرض رواد الفضاء إلى الإمساك لذا يفضل أن يحتوي طعامهم على الألياف مثل الحبوب الكاملة، الخبز الأسمر، البقوليات والخضار والفواكه. يقل عدد كريات الدم الحمراء عند رواد الفضاء أثناء التواجد في الفضاء، ويكون مخزون الحديد عالياً في الجسم مقارنة مع الأشخاص المتواجدين على الأرض لذا فإن احتياجات رائد الفضاء من الحديد يجب أن تكون أقل بحيث يتناول 10 ملغ يوميا بالمقارنة مع الشخص العادي الذي يحتاج إلى 15 ملغ من الحديد يومياً. أما كيفية تقديم الطعام فهي مختلفة من مركبة فضائية إلى أخرى وجميعها تعتمد على أن يكون الوزن والحجم قليلين وأن تحضر بطريقة سريعة وأن تبقى صالحة لمدة طويلة، فتقدم الوجبات إما على شكل طعام مهروس يؤكل عن طريق الأنابيب مباشرة إلى الفم أو يقدم الطعام مغلفاً ويكون بحجم المضغة وقد تقدمت طرق تقديم الطعام بحيث أصبح بإمكان رائد الفضاء تسخين طعامه وتخزينه إما عن طريق البراد أو الفريزر.