بدأت إسرائيل في الاستعداد لاحتمال مقاضاة قادتها لدى هيئات دولية بتهم ارتكاب "جرائم حرب" خلال حربها على غزة، وكلف رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وزير العدل في حكومته بالدفاع عن الدولة في مواجهة مثل هذه الاتهامات. وقال مصدر في الحكومة الإسرائيلية إن الوزير دانيال فريدمان عين الخميس لقيادة فريق حكومي سينسق الدفاع القانوني عن مسئولين مدنيين وعسكريين في حال تقديم طلبات ملاحقة بحقهم. وكانت الرقابة العسكرية في الجيش الإسرائيلي قد استبقت ذلك بمنعها نشر أسماء قادة الوحدات التي شاركت في الهجوم على قطاع غزة الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1300 فلسطيني، خوفا من ملاحقتهم بتهمة ارتكاب "جرائم حرب". ودعت ثماني منظمات إسرائيلية للدفاع عن حقوق الإنسان المدعي العام للدولة إلى فتح تحقيق حول سلوك الجيش في غزة "نظرا لحجم الإضرار التي لحقت بالمدنيين". وأكدت إسرائيل أنها سعت إلى تجنب إصابة المدنيين في الظروف القتالية الصعبة جدا، بينما حملت حماس مسئولية الضحايا المدنيين متهمة المجموعات الفلسطينية بالعمل عمدا في المناطق الآهلة بالسكان. من جانبه ...أعلن وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك أنه سيطرح على مجلس الوزراء , خلال جلسته الأسبوعية "الأحد", اقتراحا يقضى بمنح جنود الجيش الدعم القضائى والأخلاقى فى حال اتخاذ إجراءات قضائية ضدهم بالخارج على خلفية مشاركتهم فى العملية العسكرية فى قطاع غزة. ونقل راديو "إسرائيل" الجمعة عن باراك قوله "إن الحكومة تتحمل المسئولية تجاه جنود وقادة جيش الدفاع لأنهم عملوا انسجاما مع روح الجيش حسب المعايير الأخلاقية اللازمة وإيمانا منهم بعدالة الموقف والقضية" بحسب قوله. وأشار الراديو إلى أن باراك يستند فى اقتراحه إلى قرار كان مجلس الوزراء الإسرائيلى قد اتخذه في شهر سبتمبر عام 2005, وينص على أن الحكومة تؤكد التزامها بالوقوف إلى جانب جنود الجيش الإسرائيلى وقادته فى الحلبة الدولية وأن الحكومة تدين بشدة أية محاولات للنيل من سمعة الجيش وتعتبرها مرفوضة تماما. وتزداد المطالبات العربية بملاحقة قادة إسرائيل قضائيا بسبب عملياتهم فى غزة ,وكانت لجان دعم القضية الفلسطينية بالجزائر قد دعت فى وقت سابق إلى ضرورة ملاحقة قادة اسرائيل أمام المحاكم الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطينى الاعزل فى قطاع غزة . فيما أقر الفريق القانونى اليمنى المكلف بإعداد ملف جرائم الحرب التى ارتكبها قادة إسرائيل فى قطاع غزة وملاحقتهم قضائيا فى اجتماعه بالعاصمة اليمنية صنعاء آلية عمل الفريق اللازمة لتنفيذ المهمة الموكلة إليه وتوزيع المهام بين أعضاء الفريق. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طلب الثلاثاء ملاحقة المسئولين عن عمليات القصف الإسرائيلية "غير المقبولة إطلاقا" التي أصابت مباني الأممالمتحدة في قطاع غزة حيث قتل أكثر من 1300 فلسطيني في الهجوم الذي استمر 22 يوما. (أ ف ب)