منذ بضعة أعوام أفادت تقارير حول خطورة ارتطام أسراب العصافير الضخمة باحتمال حدوث تلف في محركي الطائرة في نفس الوقت حيث يمكن ان يحدث ذلك في رحلة من بين كل مليار رحلة جوية، فالطيور تشكل تهديدا لا يستهان به في عالم الطيران والأرقام في هذا الصدد تدق ناقوس الخطر: فهناك ما يتراوح بين خمسة إلى ستة آلاف حادث تتسبب به سنويا أسراب الطيور من بينها ثمانمائة في فرنسا وحدها، فضلا عن أربعمائة حادث بالنسبة للطائرات العسكرية. 15 % من هذه الحوادث على درجة عالية من الخطورة. وحادث هبوط الطائرة الإيرباص 320 على نهر هادسون ليس ببعيد، فهو طلقة إنذار مدوية تعكس مدى حجم المأساة التي كانت ستنشأ عن ارتطام سرب الطيور بالمحرك لولا مهارة كابتن الطائرة الذي قام بالهبوط على سطح مياه النهر. في فرنسا كما في غالبية الدول الغربية، تكون المطارات مزودة بأجهزة من أجل تخويف الطيور من أن تقترب من الطائرة، كأجهزة طلقات مدوية أو مصابيح ليزر أو أجهزة لتقليد صفارات الإنذار، لكن فاعلية هذه الأجهزة تضاءلت بعد اعتياد الطيور عليها. كما روعي عند بناء المطارات عدم السماح بوجود الأشجار أو الأعشاب التي تشجع الطيور على أن تبني أعشاشا لها. التنبؤ أيضا بمسار أسراب الطيور المهاجرة مشكلة أخرى خاصة بالنسبة للطائرات العسكرية التي تتواجد عادة على نفس الارتفاع وفي دول أوروبا الشمالية يوجد مثل هذه الأنظمة للتنبؤ فعندما تكون أعداد الطيور كبيرة يتم إلغاء إقلاع الطائرات العسكرية. وتجري إدارة الطيران المدني حاليا في فرنسا دراسة تمتد إلى ثلاث سنوات من أجل وضع أنظمة لتخويف الطيور على متن الطائرات نفسها. وبالرغم من تحسن الوضع -حيث قل عدد الحوادث بالنسبة لطائرات إير فرانس خلال عشرة أعوام إلى الثلث- فما زال من الضرورى الاستمرار في إحراز تقدم في هذا المجال، فعدد رحلات الطيران يتضاعف تقريبا كل عشرة أعوام.