"وداعا يا أسوأ رئيس على الإطلاق".. كانت تلك افتتاحية صحيفة "تورونتو جلوب" الكندية التي ودعت الرئيس "السابق" للولايات المتحدةالأمريكية جورج دابليو بوش، واستقبلت الرئيس الأسود "باراك حسين أوباما" الذي أثار بصعوده إلى "سدة الحكم البيضاء" آمالاً كبيرة لدى عدد من قادة العالم، تختلط في بعض الأحيان بتشكيك في قدرته على التصدي للتحديات الهائلة التي يواجهها. فعقب أداء أوباما القسم، تحدث رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون عن "فصل جديد في التاريخ الأمريكي وفي تاريخ العالم". من جهته، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "تصميمه على العمل مع أوباما يدا بيد" بهدف "مواجهة التحديات الهائلة". كذلك دعا رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني أوباما إلى "مواجهة التحديات الراهنة من الأزمة المالية الى الوضع في الشرق الأوسط وافغانستان". من جانبه، قال الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو أن الولاياتالمتحدة ستسعى- بوجود أوباما- إلى تحقيق "توافق معنوي"، مؤكداً أن "قوة أمريكا تنبع بشكل أساسي من عمق قناعاتها وقيمها المثالية". واعرب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو عن أمله في مزيد من العلاقات القوية بين واشنطن والاتحاد الأوروبي. وقال "أدعو أوروبا والولاياتالمتحدة إلى تعميق العلاقات عبر الأطلسي وضم جهودهما... للتعامل مع التحديات الكبرى في زمننا". وأكد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو أنه يضع "كثيراً من الأمل والثقة" في أوباما، بينما قال ساركوزي "ننتظر بفارغ الصبر العمل معه وتغيير العالم معه". وقال رئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد إنها "لحظة استثنائية ليس للشعب الأمريكي وحده بل لكل الذين يؤمنون بالديموقراطية والحرية والتقدم في العالم". تحذير من المبالغة في الآمال: ججاء هذا في الوقت الذي حذر فيه قادة آخرون من المبالغة في الآمال لأن أوباما يرث بلاداً تخوض حربين في العراق وأفغانستان وتعاني من أزمة اقتصادية كبيرة، وستواجهه تحديات عدة من التصدي للاحتباس الحراري إلى النزاع في الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الثلاثاء قبل تنصيب الرئيس الجديد إن أوباما يتمتع "بإجماع عالمي" لكنه لا يملك "عصا سحرية" لمعالجة "كل مشكلات أمريكا وكذلك مشكلاتنا". وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أن طهران تنتظر "الأفعال السياسية" للرئيس الجديد قبل أن تحكم على نياته حيال طهران. من جانبه، قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انه "مقتنع بشدة أن خيبات الأمل الكبرى تولد من الآمال الكبرى". وأكدت باريس وبرلين أن أوروبا يجب أن تحافظ على موقعها على الساحة الدبلوماسية؛ حيث قال كوشنير إن "فرنسا واوروبا ستواصلان أداء دور، وهذا ما قمنا به لتونا في غزة"- في إشارة إلى جهود الأوروبيين- بهدف إرساء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. كذلك، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن أملها في تعاون كبير "عبر الإصغاء لبعضهما البعض"، ورأت أن "بلداً واحدا لا يمكنه أن يعالج بمفرده مشاكل العالم". وشددت ميركل أن الولاياتالمتحدة تشكل "مفتاحا" لتجاوز الأزمة الاقتصادية، متمنية لباراك أوباما "حسن التدبير وأن يحالفه الحظ" للنهوض بالاقتصاد الأمريكي. وفي السياق نفسه، أعرب وزير الاقتصاد الإيطالي جوليو تريمونتي عن أمله أن تكون خطة النهوض التي وضعها أوباما كافية لاحتواء الأزمة. وفي روما، عبر البابا بنديتكوس السادس عشر عن الأمل في أن يعمل أوباما على "تشجيع السلام والتعاون بين الأمم". أما الصين التي دعت أوباما الثلاثاء إلى "إزالة العقبات" التي تعيق التعاون العسكري مع واشنطن، ذكرت صحيفتها الرسمية "تشاينا ديلي" أن "كثيرين يشعرون بالقلق ويريدون أن يعرفوا ما إذا كان الرئيس الجديد سيتجاهل التقدم الذي تحقق بعد جهود شاقة في العلاقات الثنائية". وفي رانجون، أعرب النظام البورمي عن أمله في أن يزيل أوباما "سوء التفاهم" الماضي في العلاقات الثنائية، ويعبر عن "حسن نوايا" حيال ميانمار. وقال مسؤول بورمي لوكالة فرانس برس الاربعاء ان "بلدينا واجها سوء تفاهم في عهد بوش", داعيا اوباما الى "دراسة الوضع الحقيقي لبلدنا بطريقة تسمح بتعديل سياسة (واشنطن) بطريقة مناسبة". ولم يصدر رد فعل رسمي عن المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما، لكن رئيسها الجنرال ثان شوي وجه رسالة تهنئة إلى أوباما بعد انتخابه في نوفمبر/تشرين الثاني. وفي أوروبا الشرقية، رحب الرئيس الأوكراني فكتور يوتشنكو ب "دعم الولاياتالمتحدة" لجهود بلاده بغية الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (مصدر التوتر مع موسكو) داعياً أوباما إلى الاستمرار في هذا النهج. أما الرئيس البولندي ليش كاتشينسكي، فقد عبر عن ثقته أن الرئيس الأمريكي الجديد سينفذ مشروع نشر الدرع الصاروخي في أوروبا. من جهته، قال رئيس البرلمان الكوبي ريكاردو الاركون أن خطاب أوباما "مهم جدا"، مؤكداً أنه "خطيب عظيم". لكنه أضاف أن قدرته على تحقيق الآمال الكبيرة التي يثيرها "تبقى نقطة تساؤل كبيرة لدي". وأكدت رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر أن خطاب أوباما "إيجابي جداً"، معتبرة أنه "يؤكد الآمال التي أثارها أوباما". وكان رئيس الوزراء الأرجنتيني سيرجيو ماسا قد قال إن بلاده تأمل في أن "يؤدي تغيير الإدارة الأمريكية) إلى إقامة علاقات جديدة مع أمريكا اللاتينية". ولم يدع رئيس فنزويلا هوجو تشافيز هذه الفرصة تمر دون أن يؤكد أن الثورة في بلده "ستستمر أياً كان رئيس الولاياتالمتحدة وسياسته الخارجية". ورأت رئيسة تشيلي ميشال باشليه أن "الأزمة الاقتصادية والتداعيات الاجتماعية الناتجة عنها تشكل تحدياً ضخماً للحكومة الأمريكيةالجديدة". وقال نائب وزير خارجية نيكاراجوا فالدراك جينسكي إنه يأمل أن "يقيم أوباما علاقات على قدم المساواة في الأسرة الدولية... مع الدول الأصغر والأفقر". وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت عن ثقته أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ستكونان خلال ولاية أوباما "شريكين كاملين لنشر السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". وفي الرباط، عبر العاهل المغربي الملك محمد السادس عن الأمل في أن يعمل باراك أوباما على تسوية النزاع في الشرق الأوسط بما ينهي "مأساة الشعب الفلسطيني". وأبدى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي "ثقته" أن باراك أوباما لن يوفر "أي جهد" من أجل إرساء السلام في الشرق الأوسط. وفي النهاية، ياترى أي الفريقين أقرب إلى الصواب، فريق المفرطين في الآمال والمعتقدين في امتلاك أوباما عصا سحرية، أم الفريق الذي يرى أن الأوضاع على الصعيد العالمي لن تتغير كثيراً في عهد الرئيس الأسود الذي أوكل إليه إرث ثقيل سيجعله يلتفت أول ما يلتفت إلى المشكلات الداخلية الأمريكية.. في محاولة لحلها- إن أفلح!.