تعالج نرمين الخنسا الكاتبة اللبنانية فى روايتها الجديدة "ساعة مرمورة" بعض اجواء الحرب اللبنانية و وتهدى عملها الى اسرى الماضى. والخنسا هي رئيسة اللجنة الثقافية في النادي الثقافي العربي في بيروت روايتها هذه هي الرابعة بعد ثلاث سبقتها وتهدي الكاتبة عملها الى كل اسرى الماضي واللحظات الهاربة وتكتب نرمين الخنسا بلغة تجمع بين البساطة والدقة اللتين تتضافران على رسم الواقع ونقله بشكل موح بحركيته وحيويته. تنقل الينا الكاتبة احاديث عن حياة هانئة في زمن مضى منها الحاج ابو جمال يحدثها عن دكانه عن نضاله ايام شبابه وعن التظاهرات والمد القومي العربي ووراءه صور للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الى جانب لوحة معدنية حملت قوله الشهيرما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة ويحدثها عن الحي فيقول صحيح كان عدد البيوت قليلا بالحي ولكن كنا نشعر بأننا عائلة واحدة. ما يضيم جاري كان يضيمني وما يفرحه يفرحني ... اليوم اصبح الشارع مملوءا بالابنية وبالناس الذين على كثرتهم مثل قلتهم.. يعني عجقة وازدحاما وحركة بلا بركة.. وصدرت الرواية عن دار الساقى في بيروت وجاءت في 126 صفحة متوسطة القطع وبغلاف من تصميم ماريا شعيب. تبدأ الرواية كما تنهيها بصورة امرأة متشردة تبدو كأنها مصابة بمس في عقلها وتشبه كثيرا من امثالها ومثيلاتها في الشوارع الا ان هذه المرأة في ظهورها الاخير في الرواية تصبح بوضوح رمزا يختصر كل حالات التجمد والتجميد. تبدأ نرمين الخنسا روايتها بتصوير واضح فتقول سمعت وقع خطواتها تلاحقنى عند ذلك المنعطف الفرعى المؤدى الى دار ال ياسمين ولحظت تموج ظلها فوق الطريق وانعكاسه على الجدار الذي كان الثالث بيننا في ذاك المكان الذي خلا من المارة في تلك اللحظة. لقد حملت نرمين الخنسا قارئها في سير متواز مع رمز بدا عاديا في صفحات كثيرة من القسم الاول من الرواية ووضعته وسط شخصيات تحولت الى اسرى زمن ماض تجمدت فيه وجمدته.. الى ان اوصلتنا الكاتبة بعد ذلك الى مرحلة انكسر فيها هذا الزمن المتجمد انكسارا رمزيا عبر دبيب الحياة في ساعة وقفت عن العمل وذك اثر سقوط قذيفة في حرب من الحروب اللبنانية. (رويترز)