دعت الجمعية العامة التابعة للامم المتحدة في قرار الجمعة الى وقف فوري ودائم لاطلاق النار يؤدي الى انسحاب كامل للقوات الاسرائيلية من قطاع غزة. ودعا القرار غير الملزم الذي اعتد باكثرية 142 صوتا الى "الاحترام الكامل" لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1860 الذي دعا الى "وقف فوري ودائم ومحترم لاطلاق النار يؤدي الى الانسحاب الكامل للقوات الاسرائيلية" من غزة. كما طلب القرار 1860 "بتوزيع المساعدة الانسانية بما فيها الغذاء والفيول والعلاج الطبي في كافة انحاء غزة بلا معوقات". وصوتت ثلاث دول ضد القرار، بينما امتنعت تسع عن التصويت. والدول الثلاث التي صوتت ضد القرار الذي تقدمت مجموعة عدم الانحياز هي: الولاياتالمتحدة، واسرائيل، وناورو. ورحب مراقب فلسطين الدائم في الاممالمتحدة رياض منصور "بالتصويت الذي جرى بشبه اجماع" على الضغط على اسرائيل لتمتثل للقرار 1860 الذي اعتمده مجلس الامن في الثامن من كانون الثاني/يناير ولم يطبق. واُعتمد القرار بعد ساعات من المفاوضات وادخال تعديل طفيف على صيغة اولى تقدم بها ديسكوتو الخميس. وقد اجرت المفاوضات مصر باسم السلطة الفلسطينية مع سفراء الاتحاد الاوروبي. وشطبت من الصيغة الاولى عبارة تصف اسرائيل على انها "قوة احتلال" في غزة، وادخلت على الصيغة جديدة جملة تؤكد "ضرورة حماية المدنيين الاسرائيليين والفلسطينيين ووضع حد لمعاناتهم". ويدعو النص الدول الاعضاء الى تقديم الدعم اللازم بسرعة الى الجهود الدولية واقلاليمية للتخفيف من الوضع الانساني والاقتصادي الصعب في قطاع غزة. محاولة فاشلة لتبني نص اشد قسوة وحاولت مجموعة من الدول بينها الاكوادور وفنزويلا وايران وسوريا واندونيسيا وماليزيا ونيكاراجوا العمل على تبني نص اشد قسوة، لكنها لم تنجح في ذلك. وسعت هذه البلدان الى تضمين النص فقرة تدعو الى "الاحترام الكامل لقرار مجلس الامن رقم 1860، ووقف اطلاق النار فورا وانسحاب القوات الاسرائيلية الفوري وغير المشروط من قطاع غزة". لكن هذه المحاولة- التي قادتها ايران وسوريا- باءت بالفشل بعدما القى رياض منصور كلمة مؤثرة اكد فيها ان الفلسطينيين في غزة يعانو،ن بينما الجمعية العامة تجري مناقشات. واكد رياض منصور ان النص الاول "يبدو له مقبولا". ودعا نظيره المصري ماجد عبد العزيز الى التصويت بدون ان تؤخذ في الاعتبار التعديلات التي طلبها "المتشددون"، وهذا ما فعلته الجمعية. وجاء هذا القرار بعد يومين من المناقشات التي وجهت خلالها انتقادات قاسية لاسرائيل من قبل وفود عدة في الاممالمتحدة بسبب هجومها العنيف على قطاع غزة الذي استهدف مقار للامم المتحدة ووسائل اعلام. وحاولت اسرائيل منع انعقاد الاجتماع استنادا الى اسس اجرائية مشيرة الى ان ميثاق الاممالمتحدة ينص على ان الجمعية العامة- التي تضم الدول ال192 الاعضاء في المنظمة الدولية- لا يمكنه ان يقحم نفسه في مسألة ينظر فيها مجلس الامن الدولي. وانتقد ممثل اسرائيل ميراف شاهار القرار.. معتبرا انه "ليس مناسبا ومنحاز لجانب واحد"، ولا يشير الى اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل. وصوتت الولاياتالمتحدة ضد القرار. وقال نائب السفير الامريكي اليخانرو وولف ان هذا الاجتماع "ليس ضروريا ولا مفيدا"، و"القرار غير متوازن لانه يغفل قضية اطلاق الصواريخ من قبل حماس". اما سفير اندونيسيا مارتي ناتاليغاوا، فقد برر امتناعه عن التصويت بالقول ان القرار لا يذهب الى الحد الكافي في "ادانة اسرائيل" على هجومها. وتقوم مصر منذ بضعة ايام بمبادرة دبلوماسية لدى اسرائيل والفلسطينيين للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار في غزة. (أ.ف.ب)