الجمهورية : 13/1/2009 كالعادة سقط مجلس الأمن سقوطاً ذريعاً فرغم القرار الذي اتخذه بوقف إطلاق النار في الحرب علي غزة إلا أن إسرائيل ضربت بهذا القرار عرض الحائط وتخلي مجلس الأمن عن دوره المفترض في حفظ الأمن والسلام الدوليين ووقف عاجزاً أمام حرب يسقط فيها يومياً المئات من المدنيين الأبرياء ما بين شهيد وجريح تحت أنقاض منازلهم جراء القنابل العنقودية والفوسفورية للأسبوع الثالث علي التوالي. وأعتقد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تستخدم حق "الفيتو" علي قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار لأنها تعلم مسبقاً أن إسرائيل لن تنفذ القرار.. وأعتقد كذلك أن امتناع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن التصويت لصالح القرار لم يكن مفاجأة لنا كعرب ومسلمين لأننا نعلم جيداً المواقف الأمريكية ضدنا خاصة الكيل بمكيالين في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وغطرسة القوة التي تتبعها ضد الشعوب العربية والإسلامية وموقفها الرافض دائماً لوصف الصهيونية بالعنصرية وسياستها العرجاء في الشرق الأوسط. ناهيك عن احتلال العراق وأفغانستان وتشريد شعبيهما وصمتها علي سلسلة جرائم الاغتيالات الإسرائيلية السابقة ضد قيادات ومناضلي فلسطين وقتل الأبرياء من الأطفال والنساء وهدم منازلهم وتجريف أراضيهم. ويمكن القول إنه رغم الخسائر الفادحة التي لحقت بقطاع غزة جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية وأدت إلي تدمير البنية التحتية وهدمت المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد وقتلت المئات من المدنيين الأبرياء وأصابت الآلاف منهم إلا أن الذاكرة العربية ستظل تحفظ أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من إلحاق خسائر بإسرائيل سواء عن طريق إطلاق الصواريخ البعيدة المدي علي مدنها ومناطقها السكنية. بل ومنشآتها العسكرية أو عن طريق المواجهات الطاحنة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية وتخوضها حالياً مع الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية وكان من أسبابها عدم قدرة القوات الإسرائيلية دخول المناطق السكنية. وليسمح لي عزيزي القارئ أن أنشر في السطور التالية بعض المعلومات عن غزة التي تتعرض لعمليات عسكرية شرسة من جانب القوات الإسرائيلية. غزة تُعد ثاني أكبر المدن الفلسطينية بعد القدس.. ويقدر عدد سكان قطاع غزة 1.5 مليون نسمة منهم 400 ألف نسمة في مدينة غزة وحدها. تولت السلطة الفلسطينية إدارة المدينة تطبيقاً لاتفاق أوسلو عام 1993 بعد أن كانت تتخذها قوات الجيش الإسرائيلي مقراً لها أثناء احتلال قطاع غزة ما بين عامي 1967 و.1994 بعد فوز حركة حماس بعدد كبير من مقاعد البرلمان الفلسطيني في الانتخابات الأخيرة التي أجريت بفلسطين اندلعت العديد من المشاحنات بين عناصر من حركتي فتح وحماس ووصل الأمر ذروته في منتصف شهر يونيو عام 2007 عندما قامت عناصر حماس بالسيطرة علي قطاع غزة والمؤسسات الحكومية والأمنية فيه. في نهاية عام 2007 وبداية عام 2008 حاصرت القوات الإسرائيلية قطاع غزة وقطعت عنها الكهرباء والوقود وحرمت المرضي من الأدوية ومنعت الدول العربية المجاورة من إدخال الوقود إلي القطاع. وقد استشهد عدد كبير من الفلسطينيين جراء الاشتباكات والتوغلات الإسرائيلية في القطاع خاصة عندما قصفت مخيم جباليا بالصواريخ وتوغلت فيه. قطاع غزة يوجد به حوالي 44 تجمعاً سكانياً فلسطينياً أهمها: غزة - رفح- خان يونس - بني سهيلا- جباليا- دير البلح- خزاعة- عبسان الكبيرة- عبسان الجديدة- بيت لاهيا- بيت حانون. قطاع غزة يوجد به عدد من المخيمات للاجئين الفلسطينيين منها: مخيم جباليا. ويقع في شمال القطاع بين بلدتي جباليا وبيت لاهيا.. ومخيم الشاطئ. ويقع غرب مدينة غزة.. ومخيم البريج. ويقع في وسط القطاع. ومخيم الشابورة. ويقع في جنوب القطاع قرب رفح.. ومخيم دير البلح. ويقع في وسط القطاع. ومخيم خان يونس ويقع في جنوب القطاع.. ومخيم المغازي. ويقع في وسط القطاع. كانت مدينة غزة ومازالت مركزاً مهماً للتجارة بسبب موقعها الاستراتيجي بين القارتين الآسيوية والأفريقية ووقوعها علي شاطئ البحر الأبيض المتوسط الذي يجعل منها ميناء مهماً للتجارة وأعمال الصيد. ولكن صعوبة نقل البضائع عبر المعابر مع إسرائيل وعدم سلاسة النقل مع مصر يجعل حجم التبادل التجاري ضئيلاً مع الحجم المفترض بسبب الموقع الجغرافي. وفي النهاية يمكن القول إنه رغم الحزن والألم والحسرة علي المجازر التي ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة إلا أن صواريخ حماس التي تسقط يومياً فوق الأراضي الإسرائيلية وأنباء مقتل وإصابة جنود قوات الاحتلال تُدخل السرور إلي نفوسنا جميعاً في انتظار المزيد من تلك الصواريخ التي تطفئ بعضاً من النيران الملتهبة داخل صدورنا جراء المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء وتثأر للشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ.