هبطت اسعار النفط أكثر من دولار الاثنين ليتراجع دون 39 دولارا للبرميل مواصلا خسائر الجلسة السابقة التي بلغت 2% مع استمرار المخاوف بشأن الطلب على الطاقة مع تصاعد البطالة الامريكية وغموض مستقبل تبادل الغاز بين روسيا واوكرانيا. وبحلول الساعة 1020 بتوقيت جرينتش، انخفض سعر الخام الامريكي الخفيف في عقود فبراير/ شباط 2009 بنحو 2.18 دولار الى 38.65 دولار للبرميل بعد نزوله 87 سنتا الجمعة. وعلى صعيد خام القياس الاوروبي، نزل سعر مزيج برنت 1.62 دولار الى 42.80 دولار. ولم تفلح أنباء حول عزم السعودية أكبر مصدر في أوبك خفض انتاجها النفطي الى أقل من الحصة المقررة في أوبك في دعم الاسعار. وكانت مصادر بصناعة النفط اعلنت الاحد ان السعودية تنوي خفض الانتاج بما يصل الى 300 الف برميل يوميا عن حصتها المقررة في اوبك وذلك في خطوة تستهدف دعم سوق النفط المنهارة. وتأتي تخفيضات السعودية بعد خطوات مماثلة أخذها في وقت سابق من يناير/ كانون الثاني 2009 منتجون اخرون في اوبك من بينهم ايران والامارات العربية المتحدة والكويت وليبيا لخفض الامدادات وذلك رغم أن الادلة على خفض الانتاج لم تمنح دعما يذكر للاسعار حتى الآن. ونسب الى مندوب ايران في اوبك قوله ان المنظمة قد تقرر خفض الانتاج مرة اخرى في اجتماعها في مارس/ اذار 2009 اذا واصلت أسعار النفط الهبوط. وعلى صعيد النزاع بين روسيا واوكرانيا سادت الاسواق انباء متضاربة حول ابرام اتفاق بين الجانبين بشأن الغاز، فبينما اعلنت غازبروم ان روسيا بعثت بوفد الى بروكسل الاثنين لاجراء محادثات جديدة تستهدف انقاذ اتفاق لاستئناف امدادات الغاز الروسي الى أوروبا عبر أوكرانيا، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انه لا يمكن تنفيذ الاتفاق قبل توضيح نقاط متضاربة فيه. وقال نصا "نحن مضطرون لاعتبار الوثيقة الموقعة غير صالحة... ولن تنفذ من جانبنا قبل ازالة تلك الشروط او ابطالها بأي طريقة اخرى من الجانب الاوكراني". من جهته ابلغ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاحد رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان موقف اوكرانيا "غير مقبول" كما ذكرت وكالات الانباء الروسية. وقد وقعت اوكرانيا اتفاقا يسمح للمراقبين بمراقبة امدادات الغاز عبر اراضي اوكرانيا الى أوروبا والتحقق من مخاوف روسيا من أن كييف تحول مسار الغاز وتأخذه لنفسها. يذكر، أن تقريرا حكوميا أفاد الجمعة بأن أصحاب العمل خفضوا الوظائف بواقع 524 الف وظيفة في ديسمبر/ كانون الاول 2008 مما رفع معدل البطالة الوطني الى أعلى مستوى في 16 عاما تقريبا. وحول أجواء التداول، قال ديفيد مور المحلل الاستراتيجي لشؤون السلع الاولية في كومنولث بنك اوف استراليا، إن السوق تتابع عن كثب تطورات أخرى في أوبك وأوروبا والتوترات في الشرق الاوسط ولكن القلق بشأن الاستهلاك لا يزال عاملا نزوليا كبيرا للنفط. وهبطت أسعار النفط 54% خلال 2008 وفقدت أكثر من 100 دولار عن مستواها القياسي فوق 147 دولارا للبرميل في يوليو/ تموز مع تضرر الطلب على الوقود بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي. (وكالات)