ارتفع النفط متجاوزا 38 دولارا للبرميل الاربعاء ليسترد بعض خسائر الجلسة السابقة التي بلغت 5 % بعد أن أظهرت أحدث بيانات اسبوعية لمعهد البترول الامريكي انخفاضا مفاجئا في مخزونات الخام بالبلاد. وبحلول الساعة 07:10 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف في عقود مارس/ اذار 49 سنتا او ما يوازي 1.3 % ليصل الى 38.04 دولار للبرميل بعد ان نزل 2.01 دولار الثلاثاء. وهو ما انسحب على خام القياس الاوروبي ليزيد سعر مزيج برنت 41 سنتا الى 45.02 دولار للبرميل، ليعزز العلاوة السعرية غير العادية على الخام الامريكي الى حوالي سبعة دولارات للبرميل بسبب تراكم وفرة قياسية في المعروض في مركز التخزين الرئيسي في كوشينج بولاية أوكلاهوما الامريكية. وعلى صعيد سلة خامات اوبك القياسية، تراجع متوسط أسعارها الثلاثاء الى 43.47 دولار للبرميل من 43.85 دولار الاثنين. وتضم سلة أوبك 12 نوعا من النفط الخام هي، خام صحارى الجزائري، وجيراسول الانجولي، والايراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف النيجيري، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الاماراتي، وخام بي. سي.اف 17 من فنزويلا، واورينت من الاكوادور. وبالرغم من انتعاش النفط الا انه كانت هناك عدة عوامل حدت من مكاسب الخام منها، تعديل بالخفض لتوقعات الحكومة الامريكية للطلب على النفط والشكوك التي تحيط بفعالية خطة حكومية لانقاذ القطاع المصرفي في الولاياتالمتحدة، فضلا عن بيانات أظهرت تراجع واردات الصين من النفط الخام في يناير/ كانون الثاني 2009 الى أدنى مستوى في 15 شهرا. وعدلت ادارة معلومات الطاقة الامريكية بالخفض توقعاتها للطلب العالمي على النفط في 2009 بواقع 400 ألف برميل يوميا عن التقديرات السابقة لينخفض الطلب 1.7 مليون برميل يوميا هذا العام عن مستويات 2008. وأقر مجلس الشيوخ الامريكي خطة انقاذ اقتصادي قيمتها 838 مليار دولار ممهدا بذلك لمفاوضات صعبة بشأن الحجم والمدى النهائي لانفاق وتخفيضات ضريبية يهدفان الى انتشال الولاياتالمتحدة من ركود عميق. في غضون ذلك صرح وزير النفط السعودي علي النعيمي ان أسعار النفط المنخفضة غير مبررة وغير مستقرة كما كانت أسعاره المرتفعة في صيف 2008 ، لا فتا الى ان الاضطرابات الحادة في السوق قد تحد من الاستثمارات العالمية في المشروعات الجديدة التي تهدف الى تلبية الطلب الجديد. وتوقع استمرار الاضطرابات في ظل الأسعار الضعيفة بشكل مبالغ فيه، وحذر من ان استمرار الأسعار المنخفضة لفترة سيؤدي الى ارتفاعات كبيرة في الاسعار في المستقبل. وجاءت تصريحات النعيمي مع بدء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تنفيذ تخفيضاتها القياسية لانتاج النفط لمواجهة الانخفاض الحاد في الطلب العالمي على الطاقة وسط ظروف اقتصادية صعبة. والقت اسعار النفط المنخفضة بظلالها على السعودية التي لم تتمكن من موازنة ميزانيتها في عام 2009 بسبب انخفاض ايرادات النفط، لكن اداء الاقتصاد السعودي مازال جيدا وتمكن من تكوين "احتياطيات معقولة" على مدى الاعوام الماضية. والسعودية هي الزعيم الفعلي لاوبك التي وافقت على خفض الانتاج بنحو 4.2 مليون برميل يوميا منذ سبتمبر/ أيلول 2008 لمواجهة انخفاضات الاسعار، ومن المقرر ان تجتمع أوبك مرة أخرى في مارس/ اذار 2009 لمراجعة سياستها الانتاجية. وقلصت الازمة الاقتصادية حجم الطلب العالمي على الوقود وخفضت أسعار النفط من ذروة قياسية فوق 147 دولارا بلغتها في يوليو/ تموز 2008 مما دفع منظمة أوبك الى الاتفاق على سلسلة من تخفيضات الانتاج العميقة في النصف الثاني من 2008 . (رويترز)