قال الخبير الاستراتيجي اللواء نبيل فؤاد إن المقارنة بين قوات الجيش الإسرائيلي وقوات حركة "حماس" غير واردة، لأن إسرائيل دولة لها جيش نظامي، مكون من أفرع رئيسية تشمل قوات جوية وبرية وبحرية وقوات خاصة ومظلات وحرب إلكترونية مثلها مثل أي دولة كبرى في العالم، أما قوات المقاومة فهي ليست جيوشا بل هي ميليشيات تمتلك أسلحة خفيفة، حيث تعتمد تيكتيكاتها على الكر والفر. وأضاف – في تصريح خاص لموقع أخبار مصر www.egynews.net - أن صواريخ حماس هي "صواريخ ميدان صغيرة"، منها ما هو محلي الصنع مثل صواريخ القسام، ومنها ما هو صناعة روسية أو صينية مثل صواريخ "جراد"، مشيرا إلى أن للصواريخ عامة 3 آثار، يتمثل أولها في التدمير وحجمه يتوقف على حسب الرأس المدمرة وكم ما تحمله من مادة متفجرة، والثاني في الحرائق التي تشب في المكان الذي تسقط فيه الأجزاء الباقية من المادة القاذفة التي يحملها الصاروخ، أما الثالث فهو الأثر المعنوي المهم جدا والذي لا يقل أهمية عن سابقيه. أما الصواريخ محلية الصنع فيكون مداها محدودا، والرأس المدمرة محدودة أيضا، وبالتالي فإن تأثيرها محدود، لذا فإن تأثير صواريخ "حماس" المادي محدود لكن تأثيرها المعنوي أكبر وهو السبب الرئيسي في خلق حالة الذعر لدى الإسرائيليين حاليا. بينما الصواريخ "جراد" فإن مداها أكبر، والمادة المتفجرة التي تحملها أكبر، فتحدث تأثيرا أبلغ، لكنها في الوقت نفسه ليست موجهة وبالتالي فهي ليست دقيقة. وأكد اللواء نبيل فؤاد أن التمسك بالأرض والدفاع عنها ومنع العدو من الدخول إليها ليس من عمل القوات غير النظامية (المقاومة)، لكن مهمتها أن تستدرج العدو وتقوم بعمليات الكر والفر (أي اضرب واجري) ونصب الكمائن. وفي هذا الإطار فإن "حماس" صامدة بعد ما يقرب من أسبوعين ولا تزال تطلق صواريخها، معربا عن اعتقاده بأن قدرة "حماس" على الصمود أكثر من ذلك. دبابة إسرائيلية على حدود غزة أثناء الهجوم البري وأوضح الخبير الاستراتيجي أن قوات المقاومة بشكل عام -وليس "حماس فقط" – لا يمكنها أن تقاتل في أي وقت ولا في أي مكان وإلا تباد، فهناك نوعيات محددة من الأرض لا تقاتل إلا فيها وهي الأرض الجبلية والأرض الزراعية الشجرية والمناطق المبنية وهذه هي البيئة المناسبة لحرب العصابات، موضحا أن إسرائيل عندما دخلت في خط التماس مع قطاع غزة، كانت الأرض مسطحة وبالتالي لم نر فيها قوات المقاومة. وأشار اللواء فؤاد إلى أن المعركة الحديثة هي معركة الأسلحة المشتركة، أي معركة تشارك فيها سلاح الجو والبرية والبحرية والأسلحة كافة، إلا أن هناك سلاح يستخدم قبل الآخر ودائما يستخدم سلاح الجو قبل الجميع فيما يعرف بعملية "التنظيف"، وعندما يبدأ الهجوم البري يستخدم سلاح الجو للتغطية، إلا أنه بالوصول بريا إلى مناطق معينة تحيد القوات الجوية لأنها لن تفرق في هذه الحالة بين العدو والصديق. وقال إن إسرائيل نفذت 3 مراحل منذ بداية عدوانها على قطاع غزة، المرحلة الأولى هي المرحلة الجوية والتي بدأت بها الهجوم، والثانية هي العمل البري والاستيلاء على المناطق المفتوحة، وتمثلت المرحلة الثالثة في تجزئة القطاع وحصار المدن، مضيفا أنه إذا دخلت القوات الإسرائيلية مدن غزة ستقع بذلك في المحظور وتكرر أخطاءها في حرب لبنان في يوليو/ تموز 2006. ووصف الخبير الاستراتيجي ما يجري على الصعيد الدولي حاليا بأنه عملية "طبخ" الاتفاق في مجلس الأمن، حيث يتم الضغط على الجميع (حماس والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني والدول العربية) لقبول شروط يرفضونها بالفعل، ومن جانبها تسعى إسرائيل لفرض واقع على الأرض يمكنها من الحصول على أفضل شروط تناسبها لوقف إطلاق النار.