تصاعد النزاع بين موسكو وكييف بشأن الغاز وادى الى شلل كامل في شبكة الانابيب التي تنقل الغاز الى اوروبا عبر اوكرانيا مما دفع الاتحاد الاوروبي الى تصعيد لهجته للمطالبة بتسوية الازمة. وذكرت وكالة الانباء الروسية انترفاكس الاربعاء ان ادارة شركة غازبروم الروسية العملاقة امرت رسميا الاربعاء بوقف كل شحنات الغاز الى اوروبا عن طريق اوكرانيا. ويشترط الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان تدفع اوكرانيا سعر الغاز وفقا لسعر السوق وتقوم مراقبون اوروبيون ومحامون دوليون بالمشاركة في العملية، لتستأنف بلاده شحنات الغاز. وقال مدفيديف في محادثة هاتفية مع نظيره الاوكراني فيكتور يوتشنكو ان "سعر الغاز (في اوكرانيا) يجب ان يكون سعر السوق بما يتناسب ومستويات السعر الاوروبي .. ينبغي الا يكون هناك خفض او تعرفات تفضيلية". واثار توقف الشحنات الروسية ردود فعل حادة في اوروبا، وقال رئيس الوزراء التشيكي ميريك توبولانيك الذي تتولى بلاده رئاسة الاتحاد "اذا لم تستأنف الشحنات غدا فسندرس تدخلا اكثر حزما من قبل الاتحاد الاوروبي". واضاف ان ازمة الغاز الحالية اخطر بكثير من تلك التي حدثت في 2005-2006 ويمكن القول بانها غير مسبوقة. ووجه الاتحاد الاوروبي دعوة الى المسئولين الروس والاوكرانيين لاجراء محادثات في بروكسل الخميس بشان النزاع على الغاز، حيث من المقرر ان يستمع البرلمان الاوروبي الى رئيس غازبروم الكسي ميلر ونائب رئيس الشرطة الاوكرانية ايغور دودنكو. من جانبها ذكرت الحكومة الاوكرانية في بيان ان "يوليا تيموشينكو، وجوزيه مانويل باروزو وافقا على الارسال الفوري لخبراء فنيين حتى يقوموا بعمليات مراقبة مستمرة لكميات الغاز الطبيعي التي يتم ضخها". وابلغت تيموشينكو باروزو ان اوكرانيا "ستضمن مرورا غير متقطع للغاز في حال استأنفت روسيا ضخ امداداتها الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية". وقال رئيس المفوضية الاوروبية "نامل حقا ان يضخ الروس الغاز عبر الشبكة الاوكرانية والا يعيق الاوكرانيون وصول الغاز الى دول الاتحاد الاوروبي". وحرمت 11 دولة اوروبية على الاقل من الغاز الروسي بينها النمسا ورومانيا والجمهورية التشيكية وبلغاريا وايطاليا بينما تضرب القارة العجوز موجة برد انخفضت خلالها الحرارة الى ناقص ثلاثين درجة مئوية في بعض الدول، واعلن عدد من هذه البلدان انها بدأت استخدام احتياطيها من الغاز. ( أ ف ب)