هندسة تغير الذكاء والسلوك ترجمة وإعداد: رضوى كمال "قرصنة البيولوجي" نوع جديد من القرصنة، حيث يقتحم مجموعة من هواة العلوم المجال العلمي وتحديدا "الهندسة الوارثية". وقد بدأ الهواة في استخدام معدات المعامل وثروة المعرفة العلمية المتوفرة على الإنترنت لخلق أشكال جديدة من الحياة عن طريق الهندسة الوراثية، المجال الذي سيطر عليه طويلاً حاملو شهادات الدكتوراه والأساتذة في الجامعات والمعامل. مبرمجة الكمبيوتر الأمريكية "مريديث" - البالغة من العمر 31 عاماً – تحاول تطوير بكتيريا زبادي مختلفة جينياً، تتحول إلي اللون الأخضر عند وجود مادة "الميلامين" الكيميائية التي حولت لبن الأطفال في الصين إلى لبن مسموم. ولم يتم حتى الآن عزل جين أو التوصل إلى أي اكتشاف يفيد الإنسانية داخل مطبخ أو جراج أحدهم. وقد درس معظم هؤلاء الهواة في أقسام علوم الأحياء (البيولوجي) في الكليات لكنهم لم يحصلوا على شهادات متقدمة. ويطلقون على أنفسهم "قراصنة البيولوجي"، ويعتبرون أنفسهم مبتكرين يدفعون التكنولوجيا قدماً، ويضعون في أولوياتهم نشر العلم والمعرفة قبل الربح. معمل لتجارب العامة في المقابل، انقسم العلماء بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة، حيث يخشى المعارضون من احتمال تسبب هؤلاء الهواة في كارثة طبية أو بيئية، بينما يرى المؤيدون أنه يمكن اكتشاف علاج للسرطان داخل أحد الجراجات. وفي كامبريدج، أقامت مجموعة تدعى "DIybio" معمل يمكن العامة من استخدام المواد الكيميائية والمعدات وإجراء تجاربهم فيه. ويسعى "قراصنة البيولوجي" للقيام بعمل جاد في تطوير أمصال جديدة ووقود حيوي. وتعرف تكنولوجيا "الهندسة الوراثية" أو تكنولوجيا "الحمض النووي" بأنها استخدام تقنيات البيولوجي الجزيئات لتغيير "جينوم" الشخص. وتساعد تقنيات الهندسة الوراثية الحديثة في الإسراع بالعمليات الطبيعية للتغيير الجيني، وهو ما يطلق عليه "التطور". وقد استخدم الإنسان الهندسة الوراثية لسنوات في توليد سلالات منتقاة من نباتات وحيوانات تحمل خصائص مرغوب فيها. وتعتمد الهندسة الوراثية علي تقنيات الاستنساخ الجزيئي، و"التحويل" وهو إدخال حمض نووي خارجي في خلية أخرى مع استخدام البكتيريا لسهولة التعامل معها وقت تكاثرها السريع. هندسة تغير الذكاء والسلوك وكان أول تطبيق للهندسة الوراثية الطبية هو "الأنسولين البشري الصناعي" في عام 1982. وفي عام 1987، تم ابتكار أول تطعيم ضد مرض التهاب الكبد الوبائي فئة "ب" باستخدام الهندسة الوراثية. ويتمثل أحد أشهر التطبيقات للهندسة الوراثية في تطوير خضروات وفاكهة معدلة وراثياً تقاوم الآفات الزراعية. ورغم ثورة الهندسة الوراثية خلال العشرين عاما الماضية، إلا أنه لا يزال هناك الكثير الذي يمكن اكتشافه. وبالنسبة للهندسة الوراثية البشرية، فيمكن استخدامها في علاج أمراض وراثية، لكن هناك فرق بين علاج المرض في شخص وتغيير "الجينوم" الذي تتوارثه الأجيال التالية. ومن المتوقع أن يساهم هذا النوع من الهندسة الوراثية في تغيير مظهر الشخص، وذكائه، وشخصيته، وسلوكه. فإذا كان العلم لا حدود له فإن هواة العلم أيضا لا حدود لهم، لكن هل سيتوصل قراصنة العلوم إلى ما لم يتوصل إليه الأساتذة والعلماء والأكاديميون؟!