انتقد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مجددا رفع الاتحاد الأوروبى لمستوى علاقاته مع إسرائيل داعياً إلى شراكة عربية -أوروبية فى إطار مشروعات مشتركة تخدم السلام. وقال موسى - فى كلمة ألقيت الأربعاء بمؤتمر "أوروبا والعالم العربى" المنعقد حاليا فى فيينا والذى يستمر حتى 19 ديسمبر/ تشرين الثاني- يتعين على أوروبا والعالم العربي العمل سويا من أجل خلق مجالات تعاون يخدم أغراض السلام والتنمية والاستقرار، مشيراً إلى أن المؤتمر يصب في هذا الاتجاه . وأعتبر الأمين العام أن مثل هذا التعاون مكملا بل ضروريا لإنجاح الاتحاد من أجل المتوسط الذى لا يشمل على كل الدول العربية رغم احتوائه على كافة دول الاتحاد الأوروبى بل ودول أوروبية أخرى، ولهذا فإن مسارا شاملا عربيا -أوروبيا من شأنه أن يعوض هذا النقص. وأكد موسى أن الجانب العربى مقبل على التعاون مع نظيره الأوروبى بكل جدية واهتمام واستعداد لتحقيق هذا التعاون وفق حوار شامل جيد وبناء، داعيا إلى اجتماع على مستوى الخبراء من أجل صياغة إطار هذا التعاون تمهيدا للاجتماع الوزارى الثانى المقرر عقده فى الصيف المقبل. وأضاف أن التنمية الاقتصادية يتعين أن تصبح ركيزة للمشروع العربى -الأوروبى المشترك، لافتا إلى أن عالمنا العربى لديه إمكانات اقتصادية هائلة لاتتمثل فقط فى مواردنا الطبيعية وإنما أيضا في مواردنا البشرية. وأشار إلى ضرورة العمل على إقامة إطار مؤسسى شامل لنهضة اقتصادية ضخمة فى الوطن العربي، وحث الجانب الأوروبى على الدخول مع نظيره العربى فى نهج مشترك لتحقيق تفاهما ونجاحا اقتصاديا للتغلب به على الأزمات العالمية القائمة، ويشكل زادا حقيقا للتطور العالمى فى هذه الظروف الدقيقة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن تحقيق هذا البعد الاستراتيجى فى هذا التعاون المشترك يتطلب ضرورة حل مشكلة الشرق الأوسط وإنهاء النزاع العربى - الإسرائيلى وقيام دولة فلسطين كدولة حقيقية كاملة السيادة على الأرض التى احتلت عام 1967 بما فيها القدسالشرقية وإنهاء الاحتلال للأراضى السورية واللبنانية. كما أكد موسى أن هذا أمر هام وأساسى إذا كان هدفنا الاستقرار والهدوء أن يتحقق، داعيا إلى موقف أوروبى "أمين وواضح" يدفع نحو هذا الهدف وألا يكافئ إسرائيل بعلاقات خاصة وهي تمارس الاحتلال وتخرق القانون الدولي وتغير من طبيعة الأرض وتركيبتها السكانية. وأضاف موسى أن أية خطوة كهذه من الجانب الأوروبى سوف تفهمها إسرائيل بأنها ضوء أخضر لتستمر فى سياستها غير المشروعة من الاستيطان إلى حصار مدمر لروح القدس وتغيير معالمها المقدسة إلى عدم التفاوض بجدية . وأوضح أن رفع الاتحاد الأوروبى لمستوى علاقاته مع إسرائيل لا يمكن أن يصب فى صالح السلام بل سوف يزيد من التعنت الإسرائيلى الذى نشهده يوما بعد يوم وربما يطيح بفرص السلام إلى غير رجعة. وقال موسى إننا لانتدخل فى العلاقات الأوروبية مع الآخرين، ولكن يحق لنا أن نتساءل عما إذا كان هذا هو الوقت الملائم لترفيع العلاقات مع من تدينه مؤسسات حقوق الإنسان لممارساته فى أراض محتلة بغير احترام لأبسط قواعد القانون الدولى. وعلى جانب آخر، وحول الحوار الحضارى العربى -الأوروبى قال موسى إنه بعد أن ثبت فشل نظريات صراع الحضارات ونهاية التاريخ التى أضرت ضررا بالغا بالعلاقات الدولية، فإنه من الضرورى أن يكون حوار الحضارات جزءا لا يتجزأ من العلاقة العربية -الأوروبية، معربا عن أسفه لأن يكون المفهوم السائد لصراع الحضارات قد أصبح يطلق عليه الصراع بين الغرب الأوروبى والإسلام. ودعا الأمين العام الشراكة العربية -الأوروبية المقترحة إلى التغلب على مثل هذا المفهوم السائد وامتداد الحوار العربى -الأوروبى إلى مواطنى الجانبين. (أ ش أ)