يتداخل الأسطورى مع الواقعى فى كتاب عن بطولات جهاز المخابرات (الموساد)،يعترف فيه إسرائيليون بأنه"منذ أيام الملك داوود،إعتمد شعبنا على الإستخبارات الجيدة" التى مكنتهم من الإنتصار على أعداء أقوى منهم طوال تاريخهم. ويقول جوردون توماس فى كتابه "جواسيس جدعون..التاريخ السرى للموساد" أن دافيد بن جوريون -أول رئيس وزراء للدولة العبرية- كان يعرف أنه ليس نبيا وأنه مجرد مقاتل شوارع عنيد فاز بحرب العام 1948 ضد العدو العربى،الذى جمع قوات تفوق تلك التى كانت تحت تصرفه بعشرين ضعفا.ولم يكن هناك إنتصار أعظم منذ أن قتل الفتى الراعى ديفيد العملاق جالوت وأخضع الفلسطينيين القدماء،فى إشارة إلى النبى داوود..ويضيف أن العقيدة الرئيسية للموساد هى "إسرائيل أولا وأخيرا ودائما أبدا"،حتى أن إسرائيل تحتل المرتبة السادسة بين الدول التى تمارس نشاطا تجسسيا على الولاياتالمتحدة. ويلقى توماس أضواء على مايمثله رجال الموساد،قائلا أنهم كانوا بالنسبة إلى مير عميت،الذى ترأس الجهاز بين عامى 1963 و 1968 ،مثل جدعون،وهو بطل العهد القديم الذى أنقذ إسرائيل من قوى العدو المتفوقة لأنه إمتلك إستخبارات أفضل. ويسجل المؤلف أن منظمة الهاجانا-التى تأسست كميليشيا- أصبحت نواة جيش سرى مخيف،وأنشىء فيها قسم سياسى لنشر الأكاذيب عبر تزييف المعلومات،لكنه يذكر بأن "الإنكار هو الفن الأسود الذى تتقنه كل أجهزة الإستخبارات السرية فى العالم". ويقول توماس أنه أثناء التحضيرات لحرب يونيو 1967،كان يوجد داخل كل قاعدة جوية مصرية ومركز قيادى عسكرى عميل للموساد،ثلاثة منهم على الأقل فى مركز القيادة العامة فى القاهرة وكانوا ضباط أركان حرب،وتجمع أمام الموساد كل مخططات تفصيلية بالتوقيت المناسب لتوجيه الضربة للقوات الجوية المصرية. والمؤلف جوردون توماس ،وهو يهودى من أصل بريطانى،عاش فترات من حياته بين مصر فى زمن الإحتلال البريطانى وفلسطين تحت الإنتداب البريطانى. وصدر هذا الكتاب -الذى ترجمه مروان سعد الدين- عن الدار العربية للعلوم فى بيروت،ومكتبة مدبولى فى القاهرة.