أصبح راؤول كاسترو رئيس كوبا الجديد يوم الاحد خلفا لشقيقه الأكبر المريض فيدل كاسترو الذي تقاعد قبل خمسة أيام بعد 49 عاما في سدة الحكم. وافق البرلمان الكوبي على تعيين راؤول البالغ من العمر 76 عاما رئيسا للدولة لكنه في تحرك غير متوقع عين الشيوعي المتشدد خوسيه رامون ماكادو فنتورا البالغ من العمر 77 عاما نائبا أول للرئيس. وكان كاسترو قد نقل منذ 19 شهرا صلاحياته الى شقيقه راؤول بعد اصابته بنزيف حاد في الامعاء وخضع لعدة عمليات جراحية خطيرة. ووعد راوول كاسترو وزير الدفاع منذ 1959 باحداث تغييرات في كوبا لمعالجة وضع الاقتصاد الذي يعاني من البيروقراطية ومن حظر امريكي صارم. لكن في ما يتعلق بالسياسة، اكد راؤول انه سيواصل السياسة التي اتبعها فيدل رغم دعوات الاسرة الدولية الى احلال الديموقراطية والافراج عن السجناء السياسيين. وقال فيدل كاسترو في 2001 عن شقيقه "انه بدون شك الرفيق الذي يتمتع بالسلطة الاوسع بعدي وبافضل تجربة ويملك كل الصفات التي تخوله خلافتي". فيدل كاسترو وشقيقه راؤول وتنتظر الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة من الرئيس الكوبي الجديد ان يدخل الديمقراطية على نظامه . ولم يسمح تكتم القيادة الكوبية الي كان كاسترو الشخص الوحيد الناطق باسمها، بتسريب اي معلومات عن الاستعدادات لخلافة الرئيس التي يبدو ان الاخوين كاسترو اعداها بدقة. والمفاجأة الوحيدة الممكنة هي تعيين شخصية من خارج الدائرة وستكون هائلة، اذ ان فيدل كاسترو سيكون قد جر شقيقه معه وكل "الحرس القديم" على الارجح ليتركوا مواقعهم "للشباب". وفي سيناريو مشابه ، يمكن اختيار نائب الرئيس كارلوس لاخي (56) الذي درس الطب و"رئيس الحكومة" بحكم الامر الواقع بصفته الابرز لتمثيل الجيل "الانتقالي". ولكن معظم المحللين يرون في كارلوس لاخيه المرشح الاوفر حظا ليشغل المنصب الثاني اي النائب الاول لرئيس مجلس الدولة، ليحل محل راؤول كاسترو في حال مرضه او غيابه و وفاته. لكن الحرس القديم الثوري الذي يتألف من رفاق فيدل كاسترو ما زال قويا ويتمتع بنفوذ كبير ومن بينهم راؤول كاسترو (76 عاما) الذي رافق شقيقه في كل مراحل حياته. وسيكون على راوول كاسترو التعاون مع القدامى لكن مع جيل الشباب ايضا الذين يتطلعون الى طي صفحة حكم مطلق استمر 49 عاما في الجزيرة التي تحولت الى حصن للماركسية اللينينية.