أسهم أوروبا تنتعش في رد فعل لإنقاذ سيتي جروب أعلنت الحكومة الأمريكية الاثنين التدخل لإنقاذ مجموعة سيتي جروب المُتعثرة في خطوة وصفها اقتصاديون بمحاولة لإعادة الثقة في النظام المالي وفي المؤسسات الأمريكية الكبرى، وادي القرار الى انعاش الاسهم الاوروبية. ووافقت الحكومة على تحمل معظم الخسائر المحتملة من الأصول عالية المخاطر للبنك التي يبلغ حجمها 306 مليارات دولار، في أضخم صفقة إنقاذ لبنك أمريكي في إطار الأزمة الاقتصادية العالمية. وفي السياق ذاته، كشفت الحكومة الفدرالية عزمها ضخ رأس مال جديدا للبنك قدره 20 مليار دولار فضلا عن 25 مليار دولار ضختها بالفعل، على ان تحصل في المقابل على أسهم ممتازة تتمتع بتوزيعات نقدية بنسبة 8%. وحصلت سيتي جروب على الدعم الأخير بعد أن هوى سهمها 60% خلال الأسبوع الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وسط مشاعر قلق من افتقارها لرأس المال الكافي من أجل البقاء. وفي مقابل الانقاذ المالي ستختفي تقريبا التوزيعات النقدية على مساهمي البنك إذ لن يكون بوسع البنك توزيع أرباح فصلية أكثر من سنت واحد للسهم خلال بدأ من 2009 ولمدة 3 سنوات بغير موافقة الحكومة. وتبلغ التوزيعات الفصلية الان 16 سنتا عن السهم الواحد. ولن يتعين على سيتي جروب تغيير الرئيس التنفيذي فيكرام بانديت أو مسؤولين آخرين في القيادة العليا ولكن سيكون للحكومة الرأي النهائي في أجور ومكافات المسؤولين التنفيذيين في المجموعة. وفي تغيير لسياسة البنك، وافق سيتي جروب على تعديل الرهون العقارية المتعثرة في محفظته البالغة 306 مليارات دولار في اطار سعي الحكومة لدرء شبح نزع ملكية مساكن المواطنين. وقد تصبح خطة الانقاذ الصيغة المعتمدة لبنوك أمريكية أخرى ينتظر أن تواجه خسائر متزايدة مع انزلاق الاقتصاد في هوة الكساد، خاصة بعد امتداد خسائر الائتمان الى مجالات أخرى مثل بطاقات الائتمان والعقارات التجارية ولم تعد تقتصر على الرهون العقارية. وسيتي جروب هي الأوسع انتشارا على الساحة العالمية مقارنة مع أي بنك أمريكي آخر حيث تعمل في أكثر من 100 دولة، ويعتقد على نطاق واسع أن البنك أكبر من أن تسمح الحكومة الامريكية بانهياره لان من شأن ذلك أن يؤدي الى فوضى مالية عارمة في شتى أنحاء العالم. وتزيد صفقة انقاذ سيتي جروب من أعباء الحكومة التي تدخلت لانقاذ النظام المالي وذلك تأميم مجموعة التأمين الامريكية ايه.اي.جي وبنك بير ستيرنز وشركتي الرهن العقاري فاني ماي وفريدي ماك وضخ رؤوس أموال بمئات المليارات من الدولارات في بنوك ومؤسسات مالية اخرى. وخاصة اذا اضفنا لذلك اقرار خطة تحفيز اقتصادي خلال 2008 وخطة أكبر ينتظر أن تقترحها الحكومة الامريكيةالجديدة ربما تتراوح قيمتها بين 500 مليار و 700 مليار دولار. ومع اشتداد الازمة انتقلت من القطاع المصرفي الى الاقتصاد الحقيقي، حيث تسعى أكبر 3 شركات أمريكية لصناعة السيارات للحصول على مليارات الدولارات لتفادي شبح الافلاس. أسهم أوروبا تنتعش في رد فعل لإنقاذ سيتي جروب انتعشت الأسهم الأوروبية الاثنين لتكسب 4% بقيادة البنوك بعد ازاحة الستار عن خطة لإنقاذ مجموعة سيتي جروب الأمريكية العملاقة. كان المؤشر فقد 12% خلال الاسبوع الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 ليغلق عند أدنى مستوى في 5 أعوام ونصف العام بينما وصلت خسائره منذ بداية 2008 الى 48.5% بسبب الازمة المالية العالمية والمخاوف من تباطؤ اقتصادي. وارتفعت أسهم مصارف "بانكو سانتاندر" و"باركليز" و"دويتشه بنك" و"اتش.اس.بي.سي" و"لويدز" و"يو.بي.اس" بنسب تراوحت بين 1.8% و 5.6%. وفي سياق متصل، ارتفعت مؤشرات مشتقات الائتمان الاوروبية بشدة بعد إعلان الخطة. وعلق برنارد ماك اليندن المحلل الاستراتيجي لشؤون الاستثمار في ان.سي.بي ستوكبروكرز في دبلن، قائلا انه من الواضح أن الإنتعاش الأمريكي مفيد لمعنويات السوق ووصف خطة انقاذ سيتي جروب بالجيدة، واستطرد قائلا ان النبأ السيء هو أن هذه أرقام ضخمة تجعل الناس يتوقفون للتفكير فيها. (وكالات)