حذر مسؤولون حاليون وسابقون بقناة السويس من أن تفشي أعمال القرصنة قبالة خليج عدن الصومالي يهدد بالنيل من ايرادات القناة والتي دفعت شركات الشحن لتجنب الممر المائي الاستراتيجي. وقالت واحدة من كبرى الشركات الملاحية في العالم، إن جانبا من أسطولها يتجنب القناة بسبب المخاوف من أعمال القرصنة جنوبي الممر المائي الذي يربط بين البحرين الاحمر والمتوسط، بينما ذكرت رابطة ناقلات رئيسية ان شركات أخرى كثيرة تحول مسار سفنها عن الممر المصري. ويأتي تحرك بعض شركات الشحن لتجنب القناة في أعقاب استيلاء قراصنة صوماليين خلال الاسبوع الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 على ناقلة سعودية عملاقة محملة بما قيمته 100 مليون دولار من النفط وذلك في أضخم عملية خطف سفن على الاطلاق. وحولت ايه.بي مولر-مايرسك الدنمركية مسار جانب من أسطول ناقلاتها النفطية المكون من 50 ناقلة حول رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس وقالت رابطة انترتانكو ان شركات ناقلات أخرى كثيرة تفعل الشيء نفسه. ومن جانبها قالت فرونتلاين النرويجية التي تنقل جزءا كبيرا من نفط الشرق الاوسط الى الاسواق العالمية انها تدرس اتخاذ خطوة مماثلة. وتنقل شهريا عبر خليج عدن وقناة السويس ملايين الاطنان من النفط الخام والمنتجات البترولية والغاز والسلع الجافة مثل الحبوب والحديد الخام والفحم فضلا عن بضائع الحاويات مثل الالكترونيات واللعب. وقال مسؤول بقناة السويس طلب عدم نشر إن القرصنة لم تؤثر حتى الان على عائدات القناة، ولكن قد يحدث ذلك في المستقبل. وتراجعت بالفعل ايرادات القناة عن أعلى مستوياتها على الاطلاق في أغسطس/ اب 2008 لكن مسؤولين يعزون التباطوء الى الازمة الاقتصادية العالمية ويقولون ان القرصنة لم تؤثر على الايرادات بعد. وحققت القناة ايرادا بلغ 467.5 مليون دولار في أكتوبر/ تشرين الاول انخفاضا من 504.5 مليون دولار في أغسطس 2008. وقد توجه القرصنة ضربة أخرى الى جهود مصر لجذب المزيد من السفن العملاقة بما في ذلك ناقلات نفط أضخم عبر قناة السويس عن طريق تعميق الغاطس في مشروع من المتوقع استكماله مع بداية عام 2009. ويقول مسؤولو القناة انه حال انجاز التوسع المزمع سيكون الممر المائي قادرا على جذب 64% من أسطول ناقلات النفط العالمي بحمولة كاملة. وتعتمد مصر على عائدات قناة السويس كمصدر رئيسي للعملة الصعبة. يأتي ذلك بينما يتوقع بنك الاستثمار المجموعة المالية-هيرميس الذي مقره القاهرة ان تحقق القناة - في الظروف العادية- عائدات قياسية قدرها 6.1 مليار دولار في السنة المالية المنتهية في يونيو/ حزيران 2009 بزيادة 18% عن السنة المالية السابقة. (رويترز)