أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر أن الاختلاف فى العقائد وفى الأفكار من طبيعة البشر وأنه لا يتعين الإكراه على تبنى العقائد، مشيرا أن هذا الاختلاف لا يمنع من تعاونهم وتبادلهم للمنافع والمصالح. وأشاد فضيلته - فى كلمته الاربعاء أمام المؤتمر العالمى لحوار الأديان الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية وتستضيفه الجمعية العامة للأمم المتحدة - بدور المنظمة الدولية فى نشر الامن والسلام فى العالم وبذل الجهود المحمودة لتقليل الخلافات بين الدول وعلى منع التقاتل والمنازعات والاحقاد بين البشر. ودعا الإمام الأكبر إلى احترام الرسل الكرام والعمل بهدايات الأديان، وقال إنه يتعين أن نفهم أن ازدراء الاديان والتهجم على الرسل الكرام لايصدر إلا عن إنسان فقد رشده وساءت فطرته وانطمست بصيرته. العاهل السعودي يدعو للتسامح كلمة العاهل السعودي أمام المؤتمر من جانبه، أعلن العاهل السعودي الملك عبد الله لقادة العالم أن الإرهاب عدو كل الأديان ودعا الى قيام جبهة موحدة لمحاربته وتعزيز التسامح. وأضاف الملك عبد الله في مستهل الاجتماع "نقول اليوم بصوت واحد إن الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم." وتابع قوله "ان الارهاب والاجرام أعداء الله.. وأعداء كل دين وحضارة.. وما كانوا ليظهروا لولا غياب مبدأ التسامح." ويشهد هذا المنتدى توجها جديدا للمملكة التي تعرض نهجها الديني المحافظ للانتقادات الدولية عقب هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة. وينتمي 15 من أصل 19 عربيا نفذوا هجمات 11 سبتمبر للمملكة العربية السعودية. وأسفرت تلك الهجمات على نيويورك وواشنطن عن مقتل نحو 3000 شخص. ومنذ ذلك الحين والعاهل السعودي يتبع نهجا سياسيا يسعى لتحسين صورة النظام الذي تحكم به الأسرة الملكية في السعودية بالتحالف مع مؤسسة دينية محافظة.وقال العاهل السعودي للمنتدى انه على مر التاريخ أدت الصراعات على القضايا الدينية والثقافية الى حالة من عدم التسامح "وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة". وأضاف أن الانسان نظير الانسان وشريكه على هذا الكوكب فاما أن يعيشا معا في سلام وصفاء واما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية. ويشارك في هذا المنتدى الذي يستمر يومين الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الأفغاني حامد كرزاي وزعماء ودبلوماسيون من نحو 60 دولة أخرى. وأشاد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بالسعودية على المبادرة الملهمة بحق من أجل الوئام العالمي والتفاهم المتبادل. (أ ش أ) ، (رويترز)