شبح الإفلاس يهدد السيارات الأمريكية أعلن البيت الأبيض عن استعداده دراسة أي مقترحات من الكونجرس للتعجيل بتقديم قروض إلى صناعة السيارات الأمريكية من أموال تم تخصيصها بالفعل. وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض "نحن على استعداد لدراسة أفكار من الكونجرس بشأن تسريع تقديم القروض التي جرى تخصيصها بالفعل في برنامج إقراض صناعة السيارات مادامت الأموال ستذهب إلى شركات تتوفر لها مقومات النجاح مع ضمان حماية قوية لدافعي الضرائب." ووافق الكونجرس الأمريكي على حزمة قروض منخفضة الفائدة قيمتها 25 مليار دولار لمساعدة مصنعي السيارات على تطبيق معايير كفاءة استخدام الوقود. وعبرت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي عن تأييدها لخطة لانقاذ صناعة السيارات قائلة إنه توجد حاجة ملحة إلى تقديم المعونة وأنها على يقين أن الكونجرس يمكنه أن يسن تشريعا طارئا لإنقاذ الصناعة الأسبوع الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2008. من جهته حث الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما حكومة بوش -الثلاثاء - على مساندة حزمة ثانية لتحفيز الاقتصاد ومساعدة صناعة السيارات المريضة وذلك بعد أن عززت انباء جديدة تشير الى ضعف الاقتصاد في الصين واليابان وبريطانيا المخاوف من كساد طويل الأمد. وذكر احد معاوني اوباما انه ناشد الرئيس جورج بوش بمساندة خطة تحفيز ثانية وطالبه باستخدام اجراءات الانقاذ الحالية لمساعدة صناعة السيارات التي تضررت من هبوط حاد وسريع في المبيعات. شبح الإفلاس يهدد السيارات الأمريكية تأتي هذه التحركات في أعقاب الانخفاض الحاد لأسهم صانعة السيارات الأمريكية جنرال موتورز ما يصل إلى 15% إلى ادنى مستويات لها منذ الحرب العالمية الثانية قبل أن تغلق منخفضة 13 %. فضلا عن تراجع أسهم شركات صناعة السيارات الأخرى وموردي أجزاء السيارات بشكل عام وسط تزايد المخاوف بشأن ما اذا كانت الصناعة قادرة على الخروج سالمة من التباطؤ الشديد في مبيعات السيارات في أمريكا. فهبطت أسهم فورد موتور 8.3 % أو 16 سنتا إلى 1.77 دولار للسهم بينما هوت أسهم شركة توريد أجزاء السيارات لير كورب بنسبة 19 % أو 32 سنتا الى 1.35 دولار. ويرى محللون متخصصون في الائتمان لدى بنك جي.بي مورجان -الثلاثاء - أن جنرال موتورز أمامها عدة خيارات لتحسين وضع السيولة، لافتين إلى أن بقاء الشركة في المدى القصير سيحتاج إلى مساعدة من الحكومة أو الموردين أو كليهما. وفي حين ستقلل المساعدة الحكومية مخاطر الافلاس يحذر محللون من أن اي مساعدة ستنطوي على تكلفة كبيرة للمساهمين الحاليين. وخسرت أسهم الشركة نحو 40 % من قيمتها منذ الجمعة عندما أعلنت الشركة أنها منيت بخسائر أكبر من المتوقع في الربع الثالث، وقالت إن وتيرة انفاق السيولة لديها تسارعت فيما أثار استمرار التباطؤ في مبيعات السيارات شكوكا بشأن مستقبل صناعة السيارات الأمريكية. وأعلنت "جنرال موتورز" خطوات إضافية لزيادة السيولة لكنها أشارت إلى أنه حتى مع تلك التحركات ستكون السيولة عند أو قرب الحد الادنى الضروري لادارة اعمالها حتى نهاية العام 2008 وستقل بشكل ملموس عن الحد الأدنى الضروري لإدارة الأعمال خلال الربعين الأول والثاني من العام القادم. وتعاني كبرى شركات السيارات الأمريكية "جنرال موتورز، وكريسلر، وفورد " من فقد مليارات الدولارات شهريا، وتلقي الشركات الثلاث اللوم على أزمة الائتمان في الانخفاض السريع لمبيعاتهم نظرا لتشديد قيوض الإقراض على الأفراد والشركات. وأوضحت الشركات الثلاث أن مساعدة الكونجرس لهم أمر حاسم بالنسبة لاقتصاد الولاياتالمتحدة، نظرا لأنهم يوظفون 250000 شخصا، ويؤثروا على أكثر من أربعة ملايين وظيفة أخرى في الصناعات ذات الصلة على الصعيد الوطني. (رويترز)