تناولت الطبعة الثانية من كتاب صلاح عبد الصبور(قصة الضمير المصري الحديث) الحقبة الزمنية من حكم محمد على لمصر، مؤكدا أنه حاكم شرقى تقليدى لم يدرك من أوروبا إلا فنون الحرب، ويقع الكتاب في 184 صفحة . ويقول عبد الصبور في كتابه إن محمد علي "حاكم شرقي تقليدي... لم يدرك من أوروبا إلاصناعتها الحربية أما حضارتها وفنون وحقوق محكوميها على حكامها فلم تكن تخطر له ببال... كان حاكما مطلقا إلى حد لم يعرفه العصر الحديث" إذ لم يكن يعنيه من أمر المصريين إلا أنهم قوة منتجة ووقود لجيشه الذي كان الذراع الطولى لطموحاته الشخصية. ولعبد الصبور (1931-1981) دواوين شعرية منها (الناس في بلادي) و(أقول لكم) و(أحلام الفارس القديم) ومسرحيات شعرية منها (مسافر ليل) و(مأساة الحلاج) وعند التأريخ لمسيرة الشعرالعربي ينظر لعبد الصبور كأحد أبرز رواد حركة التجديد في الشعر العربي مع اخرين منهم العراقيان بدر شاكر السياب (1926- 1964) ونازك الملائكة (1923- 2007). وذكر عبد الصبورأن محمد علي كان جنديا طموحا في الجيش العثماني وأتى الى مصر ضمن قوات أرسلها السلطان العثماني في سنوات مضطربة أعقبت خروج الحملة الفرنسية من مصر(1798- 1801) وتمكن من الوصول إلى الحكم عام 1805 وكانت أسرته أخر موجات الحكم الأجنبي لمصر وتخلل حكمها الاحتلال البريطاني عام 1882 والذي انتهى عام 1956 كإحدى نتائج ثورة يوليو/ تموز 1952 التي خلعت الملك فاروق أخر من حكم مصر من أسرة محمد علي. ويقول عبد الصبور إن محمد علي كان بإمكانه أن يدع المصريين يمارسون "لونا من الديمقراطية الساذجة.. لكنه لم يحاول..لم يقرب إليه أحدا من المصريين ولم يشركهم في جهاز حكمه" واستعرض بعض الذين استعان بهم في إدارة شئون البلاد وكانوا من الأرمن أو الأتراك. وجدير بالذكر أن الطبعة الأولى من كتاب عبد الصبور صدرت عام 1972 ثم أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب في الأونة الأخيرة طرح طبعته الثانية ..وذلك في كتاب غير مشهور للشاعر المصري الراحل حيث يحاول خلخلة المسلمات التاريخية التى تؤكد على أن حكم محمد على هو الذى أسس مصر كدولة عصرية في مطلع القرن التاسع عشر. (رويترز)