اتضح ذلك يوم الجمعة حين فاجأ المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة جون ماكين البلاد باختياره حاكمة الاسكا سارة بيلين لخوض الانتخابات لشغل منصب نائب الرئيس. واعلن ماكين قراره في دايتون باوهايو بعد أكثر من 12 ساعة من اعلان باراك اوباما قبوله ترشيح الحزب الديمقراطي له في انتخابات الرئاسة ليصبح أول مرشح أسود يمثل حزبا أمريكيا كبيراً. وتقول كانديس نيلسون من الجامعة الأمريكية في واشنطن "اعتقد ان هذا يبين ان أمريكا القرن الحادي والعشرين تختلف كثيرا عنها في القرن العشرين." وأضافت انه يمكن رصد مكاسب الأقليات "في جميع الاتجاهات في الحياة الأمريكية حتى في اعلى المناصب المنتخبة.. الرئيس ونائب الرئيس." ويأتي ترشيح اوباما وبيلين بعد نحو عقدين من الزمن من تزايد اعداد النساء والاقليات التي تقفز على الساحة السياسية في الحملات المحلية وعلى مستوى الولاية ومع زيادة تعداد الاقليات في الولاياتالمتحدة الى مئة مليون اي حوالي ثلث تعداد السكان. ويقول بول لايت الاستاذ بجامعة نيويورك ان هذا يعني توافر عدد اكبر من النساء ومن المنتمين للاقليات لديهم خبرة يعتد بها كمرشيحن في وقت تشهد فيه البلاد تنوعا أكبر. ويتوجه الناخبون لصناديق الاقتراع في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني لتحديد من سيخلف الرئيس الامريكي الجمهوري جورج بوش ونائبه ديك تشيني للسنوات الاربع المقبلة.. هل هم باراك اوباما وجو بايدن او ماكين وبيلين؟ ومنذ تنصيب أول رئيس أمريكي جورج واشنطن في عام 1789 تولى رجال من البيض فقط أهم منصبين تنفيذين في واشنطن. ولم يسمح للنساء بالاقتراع في الانتخابات الامريكية الا في عام 1920. ورغم تعديل الدستور الامريكي في عام 1870 ليسمح للسود بالاقتراع لم ينل السود حقهم الكامل في الاقتراع الا بعد صدور تشريع الحقوق المدنية في الستينيات. وحتى اخر انتخابات في عام 2004 وجهت اتهامات فردية بحالات ترهيب لناخبين سود في بعض المراكز الانتخابية. وتتوج المواجهة الفريدة هذا العام حملة انتخابية شهدت اكثر من نصيبها من التقلبات والسوابق التاريخية وبعدما اضحت الديمقراطية نانسي بيلوسي أول سيدة تتولي منصب رئيس مجلس النواب الامريكي في يناير/كانون الثاني 2007 . وكانت هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية المفضلة في بداية السباق ولكنها خسرت سباقا مريرا امام اوباما وخاضت واحدة من انجح الحملات لاي امراة على الساحة القومية في السياسة الامريكية وقالت ان الاصوات التي حصلت عليها في سباق الترشح تضع "18 مليون صدعا" في "سقف زجاجي" حال دون دخول النساء المكتب البيضاوي في البيت الابيض. واشارت بيلين لانجاز كلينتون وقالت عن دورها "لن تتوقف النساء الامريكيات بعد ويمكننا ان نحطم هذا السقف الزجاجي" في السلطة التنفيذية. وفي حال فوزها فستتقدم على الديمقراطية جيرالدين فيرارو التي كانت أول مرشحة لحزب كبير لمنصب نائبة الرئيس. وفي الكونجرس الامريكي شغلت 78 سيدة مقاعد في مجلس النواب في العام الماضي. وهناك 16 سيدة في مجلس الشيوخ. ويشغل 42 من السود مقاعد في الكونجرس. وفي السنوات الاخيرة عين رؤساء نساء وسودا في مناصب مهمة فكانت مادلين اولبرايت أول سيدة تتولى منصب وزيرة الخارجية وكولين باول أول اسود يتولي نفس المنصب على سبيل المثال. ولا يزال هناك حاكمان فقط من السود وثمانية نساء فقط يشغلن هذا المنصب في 50 ولاية امريكية. (ريتشارد كوان/ رويترز)