4 حلقات تليفزيونية باسم «بيت صدام» بثتها هيئة الإذاعة البريطانية BBC طوال الأسابيع القليلة الماضية فى عدة دول فى العالم عدا الدول العربية، اللافت فى المسلسل الذى يقدم لمحات من حياة عائلة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين هو تقديمه ك«ديكتاتور»، كما حرصت الBBC على وصفه فى أخبار الدعاية للمسلسل. ويشارك عمرو واكد فيه بتقديمه شخصية حسين كامل فى المسلسل الذى يلعب بطولته الممثل الإسرائيلى «ييجال نائور»، وهى المشاركة التى أثارت جدلاً كبيراً قبل أشهر قليلة واتهم بسببها واكد بالتطبيع مع إسرائيل رغم حفظ نقابة الممثلين التحقيق معه وقتها. الحلقات التى أخرجها «جيم أوهانلون» عن سيناريو «الكس هولمز» و«ستيفن بوتشارد» وصورت فى تونس العام الماضى يشارك فى بطولتها عدد كبير من الممثلين من دول مختلفة منهم الفلسطينى مكرم خورى فى دور طارق عزيز نائب الرئيس العراقى، والإيرانية شهيرة أجداشيو فى دور ساجدة زوجة صدام ومنير مرجيوم وفيليب عرديتى فى دورى ابنى صدام (قُصى وعُدى) و«أجنى سكوت» فى دور ابنته رغد، والمغربى سعيد طغموى فى دور أخ صدام غير الشقيق برزان إبراهيم، بينما تلعب الممثلة البريطانية «كريستين ستيفن دالى» دور سميرة عشيقة صدام. تركز الحلقات على تناول صعود وهبوط الديكتاتور صدام حسين على حد تأكيد مخرج المسلسل وأنه كان يمكنه تجنيب العراق تلك الحرب المريرة لو تعاون مع مفتشى الأسلحة، حيث يأتى فى إحدى الحلقات على لسان الممثل «ييجال نائور» - صدام حسين - وهو يتحدث إلى أحد مستشاريه «لا تحدثنى عن القانون.. القانون هو كل ما أكتبه على المسودات»، كما يغوص المسلسل فى علاقة صدام بعائلته وأصدقائه المقربين ومستشاريه، وتنطلق أحداث المسلسل من عام 1979 عندما تولى صدام رئاسة العراق، مستعرضاً مشاعر الخوف التى تملكته بين جدران قصر الرئاسة خوفاً من فقدان ما تمتع به من نفوذ قوى على حلفائه ودولته، ويرصد كذلك ازدياد الضغوط الداخلية والخارجية على الرئيس العراقى طوال 25 عاماً من حكمه بشكل عزله عن العالم. ويقول كاتب السيناريو «ألكس هولمز«: حين قرأت وبحثت فى سيرة صدام وجدتها غزيرة وأشبه بمسرحية ل«شكسبير» أو فيلم عصابات ملىء بالتفاصيل، فالزوجة براقة والأبن متمرد وزوج ابنته خائن، وتقديم المسلسل كان فرصة جيدة لتأمل حياة هؤلاء البشر خلف الجدران والأبواب المغلقة، وأيضاً بحث القيم السياسية السائدة خلال حكم صدام والتى كانت سبباً فى صعوده وأيضاً فى انهياره، والتى كانت تحرك صدام مثل الفخر والشرف والولاء والقوة. كما استهوتنى فكرة رصد وفهم كيف بقى هذا الرجل فى الحكم طوال 24 عاماً رغم كراهية الكثير من أفراد شعبه له وكذلك سخط دول العالم عليه، وأيضاً كانت فرصة لتأمل تلك العلاقة المعقدة التى ربطت صدام بشعبه والتى قامت على الاحترام والاشمئزاز فى الوقت نفسه. يقول المخرج «جيم أوهانلون»: استغرق الإعداد للحلقات عامين قابل خلالهما كاتبا السيناريو الكثير من المقربين من صدام ورجال نظامه ومن عملوا فى قصوره الرئاسية. وذكر مسؤول «قناة 2 BBC» إحدى قنوات هيئة الإذاعة البريطانية BBC التى بثت المسلسل أن العمل يلقى الضوء على الظلام الذى أحاط حياة صدام بطريقة مثيرة، ونحن سعداء بعرض وإنتاج هذا العمل الجرىء فى حين عبر «ييجال نائور» - الممثل الإسرائيلى الذى جسد دور صدام - عن سعادته بتقديم الشخصية وقال: حلمت قبل سنوات قليلة بتقديم الشخصية التى علمت بالإعداد لمسلسل عنها خلال تصويرى لفيلم فى المغرب، ورشحنى زميل لى لدى الجهة المنتجة، وحين قرأت الحلقتين الأولى والثانية تحمست جداً لتقديمها وفتنت بها. وقد لاقى المسلسل رد فعل جيداً منذ بدء عرض حلقته الأولى وخاصة فى بريطانيا التى خرج كثير من صحفها المستقلة منها «الجارديان» و«التايمز» بعنوان «السوبرانو مع صواريخ سكود»، فى إشارة إلى جودة العمل رغم تجاهله إبراز الدور الأمريكى فى تدعيم صدام خلال السنوات الأولى لفترة حكمه، وقد شاهد الحلقات 2.7 و 2.3 و 1.8 و1.5 مليون مشاهد فى الحلقات الأربع على التوالى. ويستهل أول مشاهد الحلقة الأولى بلقطة لصدام وهو يتابع إنذارات وتهديدات الرئيس الأمريكى «جورج بوش» بضرب العراق، ثم تتوالى مشاهد القصف الذى تهرع بسببه عائلة صدام وهى تجمع ممتلكاتها وحقائبها للهروب، بينما تعود الأحداث إلى صيف 1979 حيث يحتفل صدام بعيد ميلاد ابنته هالة السابع فى حضور نائبه وعدد من أعضاء حزب البعث العراقى، بينما تتصاعد مخاوفه من تنامى نفوذالخومينى فى إيران، ويأمر صدام أخاه غير الشقيق برزان بمذبحة دموية لتطهير حزب البعث، فى حين ينفذ حزب الدعوة عددا من الهجمات الإرهابية فى قلب العاصمة العراقية أثناء قيام صدام برحلة صيد مع زوجته فى مدينة «تكريت»، وبينما يقود صدام بلده نحو الحرب العراقية - الإيرانية فإنه يبقى على علاقته الجيدة بأمريكا، فى حين لا يفوّت عليه فرصة إقامة علاقة غير شرعية مع مدرسة متزوجة تدعى سميرة، بينما يأمر بإعدام اثنين من قادته العسكريين بعد الهزيمة فى معركة «الحميرة»، وينقلب حتى على أخيه برزان خاصة بعد وفاة والدتهما، مهدداً زيجة ابنته رغد من ابن أخيه محمد، التى يزوجها من حسين كامل -يلعب دوره عمرو واكد- الذى يعينه قائداً للحرس الخاص بدلاً من برزان، وينجو صدام من محاولة اغتيال فى مدينة «الدجيل» معقل حزب الدعوة، بينما تتزايد مخاوف برزان على حياته. وفى الحلقة الثانية تقفز الأحداث إلى عام 1988، حيث يشهد حسين كامل جنوح «عدى» ابن صدام وإطلاقه الرصاص تحت تأثير الخمر فى ملهى ليلى طالباً من رواده الاحتفال بالنصر على إيران، لكن العراق تواجه مصاعب كبيرة تتمثل فى ازدياد ديونها وقيام الكويت بزيادة إنتاجها من البترول مما يخفض أسعاره، بينما تعلم زوجته ساجدة بعلاقته بسميرة التى يعلنها زوجة ثانية له، وتزداد مخاوف ابنه «قُصى» من تهديدات قد يتعرض لها فى حال إنجاب أبيه من زوجته الجديدة، ويشكك فى قدرة شقيقه على تولى زمام الحكم حين يحين موعده خلفاً لأبيه، ويبدأ حسين كامل فى تدعيم وزيادة شعبيته بين رجال صدام، ويقلبه على صهره عدنان، الذى يلقى مصرعه فى حادث هليكوبتر مدبر، وفى حين يعود الجنود من الحرب الإيرانية - العراقية يكشف طارق عزيز نائب الرئيس عن بدء الكويت التنقيب عن البترول فى الآبار العراقية خلال تواجده فى اجتماع ل«أوبك». وإلى عام 1995 تقفز الأحداث فى الحلقة الثالثة حيث تتصاعد الأحداث السياسية، فقد تجاوزت العراق حرب الخليج الأولى لكن اقتصادها يتعثر خاصة مع رفض الأممالمتحدة رفع العقوبات عنها إذا لم تتعاون مع مفتشى الأسلحة النووية، وعلى الجانب الآخر يتجاهل صدام تحذيرات قصى من سلوك شقيقه السيئ، وفى حين يفشل قُصى فى إثبات مخاوفه على حكم والده يتركه لمستشاريه، بينما تشتعل الخلافات بين شقيقه عُدى وزوج شقيقتهما الجنرال حسين كامل، ويزداد الأمر سخونة حين يصادر عُدى لصالحه شحنة من الإمدادات الطبية كان حسين كامل يخطط لبيعها مع شقيقه صدام كامل، مما يدفع حسين كامل للتعاون مع مفتش الأممالمتحدة «إكيوس»، الذى يطمح على يديه فى تولى حكم العراق خلفاً ل«حماه». وتنتقل الحلقة الثالثة إلى عام 2003، حيث يتابع صدام ونائبه طارق عزيز القصف الأمريكى للعراق، ويحاول ابنه قُصى تأمين نفسه، وتسحب عائلة صدام ملايين الدينارات من البنوك العراقية، بينما تبدأ القوات الأمريكية رحلة صيد صدام، ويطير صدام إلى «تكريت» حيث يجبر على الاختباء تحت الأرض بصحبة عدد قليل من حراسه، ويطلب من سميرة أن تتوجه إلى لندن بمفردها، وتتعرض الحلقة الرابعة إلى مقتل عُدى وقُصى وحفيده مصطفى، حيث يهرع فى زيارة سرية إلى قبورهم واضعاً الأعلام العراقية عليها. بينما يبدأ حشد العراقيين بالإعلان أن ابنيه وحفيده ماتوا شهداء، وبينما تلقى القوات الأمريكية القبض على أحد حراس صدام الذى توجه لزيارة صديقته ينجح الأمريكيون فى اصطياد صدام.